عرضت صحيفة واشنطن بوست تقريرا يفيد بأن تركيا تعيش حالة من الرعب خوفا من تكرار سيناريو الإطاحة بالإخوان مع الحكومة التركية ويوضح مدى سعى أردوغان لتضييق الخناق على الجيش والمؤسسات العلمانية التى قد تعترض على حكمه وتطيح به يوما ما. ويقول نص تقرير الصحيفة: إن الرئيس محمد مرسى تحول من سياسى إسلامى أنتخب لرئاسة مصر إلى مسجون رفيع المستوى ينتظر تنفيذ حكم الإعدام، فقط فى خلال عامين، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. وجاءت ردود الأفعال بإدانة عدة جهات دولية للحكم على مرسى كان منها رد البيت الأبيض وإدارة الرئيس أوباما ببيان شديد اللهجة تعرب فيه عن قلقها إزاء الحكم ولكن "الغضب الغريب والمبالغ فيه" كان من الجانب التركى متمثلا فى الرئيس رجب طيب أردوغان، الناقد الصريح لحكومة السيسى، الذى وصف الحكم ب "مذبحة للقانون والحقوق الأساسية" ودعا المجتمع الدولى للتحرك من أجل توقيف هذه العقوبات التى تعرض "السلام الإجتماعى لمخاطر". قالت الصحيفة أن تركيا ومسئولى حزب العدالة والتنمية أظهروا السياسات الإسلامية المعتدلة أثناء ثورات البريع العربى ك "علامة تجارية" خاصة بتركيا، خاصة بعد فوز الإسلاميين فى مصر ولكن بعد أربعة أعوام، إختفت تلك العلامة التى طالما أشيد بها وسميت ب "النموذج التركى". ومن أجل تدعيم موقفه، قام أردوغان بعد إصدار الحكم على مرسى بالإعدام فى 16 مايو الماضى، بدعوة مؤيدى حزب العدالة والتنمية للمشاركة فى التعاطف مع قضية الإخوان فى مصر. على مر العقد الماضى، حاول أردوغان قمع سلطة الجيش التركى وتقويض دعائم البيروقراطية وإقصاء المؤسسات العلمانية. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك إعتقاد سائد فى تركيا بأن دول الغرب وحلفائها التى دعمت الإطاحة بمرسى، هى نفسها التى تستطيع التقليل من سيطرة حزب العدالة فى تركيا. وأوردت الصحيفة رد أحد كبار المسئولين من حزب العدالة والتنمية، محمد أكار، بأنه يلوم الصحيفة على معتقداتها الخاطئة نحو الوضع فى تركيا، أنه محض جهل وتحيز للموقف التركى ليس أكثر. وإستخلصت الصحيفة من خلال رد المسئول أن تركيا تعيش حالة من الحذر التام جراء روايات الإنقلاب على الحكومات المنتشرة فى دول العالم، وتترقب أعدائها الذين يحومون فى الظل.