على الرغم من أن الصوم فريضة فرضها الله على المسلمين المكلفين، إلا أنه هناك بعض الفئات عفاها الله تعالى من الصيام في بعض الحالات وذلك بسبب الضرر الذي قد يلحق بهم. ومن هذه الفئات المرأة الحامل والمرضع، ومع دخول شهر رمضان الكريم يتبادر إلى أذهان العديد من السيدات الحوامل أسئلة تخص الصيام خلال فترة الحمل وما له من فوائد و أضرار، حيث تعد مسألة إفطار الحامل أو المرضع في شهر رمضان مسألة خلافية بين العلماء قديما وحديثا. المرضع ومثلها الحامل لها حالتان وكانت الحالة الأولى أن لا تتأثر بالصيام، فلا يشق عليها الصيام ولا يُخشى منه على ولدها ، فيجب عليها الصيام ،ولا يجوز لها أن تفطر، أما الحالة الثانية، أن تخاف على نفسها أو ولدها من الصيام ويشق عليها فلها أن تفطر بل في هذه الحال الأفضل لها الفطر، ويكره لها الصيام، بل ذكر بعض أهل العلم أنها إذا كانت تخشى على ولدها وجب عليها الإفطار وحرم الصوم. واختلف الفقهاء في حكم قضاء المراة للأيام التي افطرتها على آراء. وكان الرأي الأول إن كان خوفها على الولد فقط أطعمت مع القضاء مسكينًا عن كل يوم، وإن كانت تخاف على نفسها فقط أو على نفسها وولدها لم يجب عليها أن تطعم مسكينًا بل تقضي فقط، والحامل والمرضع يعاملون في هذا الحالة معاملة المريض، وقد قال الله تعالى: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ). والرأي الثاني وهو الأرجح الذي تدعمه الأدلة الصحيحة أن الحامل والمرضع إن أفطرتا لزمهما الفدية فقط دون القضاء والفدية إطعام مسكين عن كل يوم. وقد جاء عن ابن عمر بأسانيد صحيحة ,أن امرأته سألته وهي حبلى ,فقال أفطري وأطعمي عن كل يوم مسكينا. وعن نافع قال كانت بنت لابن عمر تحت رجل من قريش وكانت حاملا ,فأصابها عطش في رمضان فأمرها ابن عمر أن تفطر وتطعم عن كل يوم مسكينا. رحمة الله بالمرأة ويتجلى يسر الإسلام وانسجام أحكامه مع الفطرة في مراعاة واقع المرأة التي أنيطت بها مهمة الإنجاب والإرضاع فالمرأة تقضي نصف عمرها تقريبا بين حمل وولادة وإرضاع، وإلزامها بقضاء صوم أيام حملها وإرضاعها إن أفطرت، كالمريض والمسافر معنت وصعب جدا، لطول مدة ذلك وتراكم أيام القضاء سنة بعد سنة فيتعذر قضاؤها لذلك جعل لها "الحامل أو المرضع" الشارع حكما خاصا في الصيام، وكان جعلها كالمريض، والعجوز الذي لا يقوى على الصوم في إسقاط القضاء والاكتفاء بالفدية عدلا ورحمة.