قالت صحيفة "الاندبندنت" إن الهرولة الغربية لمنع انزلاق ليبيا إلى دوامة العنف ودعوات القذافي للتنحي لم تكن خوفا على ليبيا فقط، ولكنها في الاساس كانت خوفا على مصالحهم وكعكتهم من الفساد والدمار، حيث تصارع الجميع للحصول على حصة من النفط وعقود إعادة الإعمار من الحكومة الجديدة. وأضافت الصحيفة اليوم الثلاثاء إن القوى الرئيسية في العالم سارعت لإطلاق الدعوات لمنع العنف للإطاحة بنظام القذافي خوفا من الانزلاق إلى الفوضى حتى يتدافعوا بهدوء للاستفادة من النفط وعقود إعادة الإعمار من قبل الحكومة الجديدة في طرابلس، لذلك كان الشغل الشاغل للدبلوماسيين الغربيين الليلة الماضية كيفية التعامل مع العقيد معمر القذافي في مرحلة ما بعد الثورة وطي صفحته لفتح صفحة جديدة للتعامل مع الثوار ومجلسهم الوطني الانتقالي. فمن جانبه، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه "يجب تجنب سقوط ضحايا من المدنيين وانتهاج التحول إلى الديمقراطية بطريقة عادلة وشاملة لكافة شعب ليبيا، فموسم واحد من الصراع يجب أن يؤدي إلى سلام دائم". وفي لندن، حذر ديفيد كاميرون رئيس الوزراء قائلا "أيام صعبة بلا شك المقبلة.. لكن الليبيون العاديون أقرب إلى حلمهم في مستقبل أفضل". وأوضحت الصحيفة إن اجتماعا دوليا سيتم في الأسبوع المقبل بين القوى الغربية والمجلس الانتقالي الليبي لمناقشة الكثير من الأمور ومن بينها جهود إعادة الاعمار بعد شهور من القتال الذي تسبب في أضرار كبيرة للبنية التحتية،وكذلك إعادة مليارات الدولارات التي كانت تحتفظ بها بريطانيا وألمانيا من أموال النظام القديم، فمعظم شركات النفط العاملة في ليبيا لم تعلق عملها، ولكنهم قالوا إنهم سوف ينتظرون حتى يروا تطور الوضع الأمني قبل إرسال موظفيها إلى البلاد. أرسلت ايطاليا ، القوة الاستعمارية السابقة في ليبيا وأكبر شريك تجاري، فريقا إلى عاصمة الثوار في بنغازي للعمل على وضع خطط لاستعادة النفط وإنتاج الغاز الطبيعي إلى مستويات ما قبل الحرب، وقال وزير الخارجية فرانكو فراتيني أمس ان مجموعة ايني الايطالية للطاقة - وهي أكبر منتج للأجانب في ليبيا - "سيكون له دور رقم 1 في مستقبل" البلاد. ولكن المنافسة الدولية لتأمين موطئ قدم في ليبيا من المتوقع أن تكون مكثفة، والتي تشمل ليس فقط القوى الصناعية التقليدية ولكن أيضا الصين، والتي انتقلت بالفعل لتعزيز إنتاجها من النفط وامدادات المواد الخام في صفقات مع بلدان أفريقية أخرى. أخبار ذات صلة: محللون يحذرون ليبيا من مصير العراق الانتقالى الليبي: باب العزيزية لن تسقط بسهولة