استكملت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار محمد سعد الشربيني المنعقدة بأكاديمية الشرطة، اليوم، سماع شهود الإثبات من ضباط الشرطة في القضية المعروفة إعلاميًا ب"اقتحام سجن بورسعيد"، والذين أكدوا أن إطلاق النيران على السجن كان من جميع الاتجاهات وفي المدينة كلها، وأن الضباط لم يكن لديهم سوى قنابل غاز وطلقات "فشنك" تضرب في الهواء، موضحين أن الذخيرة التي استلموها من السجن كانت قديمة تالفة فتسببت في تعطيل السلاح المستخدم ولم تخرج منه. وأضاف الشهود أن الضباط والعساكر أصيبوا بعملية إحباط بعد رؤيتهم استشهاد الضابط أحمد البالكي، وأكد أحد الشهود أن إصابته كانت على يد قناصة، وقررت المحكمة تأجيل القضية لجلسة الغد لاستكمال سماع باقي الشهود. استمعت المحكمة في بداية الجلسة إلى اللواء "أحمد محمد سراج الدين رئيس تدريب الأمن المركزي بقطاع سيناء حالياً أنه يوم 26 يناير 2013 كان إطلاق النيران عشوائياً في كل أنحاء مدينة بورسعيد، بعد الحكم في قضية "مذبحة بورسعيد". وأضاف سراج الدين أنه كان هو وقواته من تشكيلات الأمن المركزي بمحيط "المنطقة الصناعية" في بورسعيد وكانوا مكلفين بحفظ الأمن في هذه المنطقة، مضيفاً أنه فور اشتعال الأحداث تم إصدار أوامر إليهم بالدخول داخل المدينة للاحتماء بها، لافتا إلى أن تسليح القوات كان فقط أسلحة الغاز. وأشار الشاهد إلى أنه تم تكليفه بالانتقال ل"قسم العرب" بالمدينة وذلك بعد ورود معلومات بهجمات مسلحة على القسم فتم تكليفه بالمساعدة في رد العدوان عن القسم، وأضاف أن في طريقه للقسم قادمًا من محيط "المنطقة الصناعية" مكان تكليفه السابق تم إيقافه من بعض الأهالي مستقلين دراجات نارية ومن بينهم ملثمون، مشدداً على أنهم هددوه وكان نص التهديد "لو كملت هنموتك انت واللي معاك وهنحرق المدرعة" معلقاً بأنه لا يعلم سر هذه "العدائية" تجاههم في هذا الوقت. وأضاف أنهم قاموا بإطلاق النار عليه ليُصاب في أصابع قدمه اليسرى، وتم نقله للعلاج بأحد مستشفيات القوات المسلحة ببورسعيد، مشيراً إلى أن التقرير الطبي أكد إصابته بعيار ناري. ثم استمعت المحكمة الى أقوال الرائد شريف إبراهيم محمود، ضابط اتصال خدمات بقوات الأمن المركزي، وقال إنه كان موجودًا مع القوة لحظة النطق بالحكم في الحوش الداخلي للسجن، وأنه علم من زملائه أنه عقب صدور الحكم بدقائق بنبأ وفاة الضابط أحمد البلكى وأمين الشرطة أيمن عبد العظيم، وأنه شاهده عند نقله إلى مستشفى السجن. وأضاف الرائد شريف إبراهيم أن المجندين والعساكر في السجن أصيبوا بحالة إحباط شديد بعد علمهم بوفاة اثنين زملاء، وأنه قام بإطلاق النيران في الهواء لإعادة الثقة داخلهم والتأكيد لهم بأننا ما زلنا مسيطرين. وأجاب الشاهد على المحكمة بأن الأهالي الذين توفوا خارج أسوار السجن من الأعيرة النارية التي كانت تطلق من الخارج بطريقة عشوائية وأن أمين الشرطة أيمن عبدالعظيم أصيب بالطلق الناري عند البوابة الرئيسية للسجن. وقال الرائد إيهاب جلال الدين عثمان إنه يعمل بقطاع اللواء رفعت عاشور بالأمن المركزي في حلوان، وأنه كان موجودًا في أحداث بورسعيد قبل النطق بالحكم، وأنه كان قائد تشكيل فض شغب داخل أسوار السجن، وتسليحه بواعث غاز دخان وطلقات غاز وأن عدد قوات التشكيل ضابط وأمين شرطة و75 عسكريًا ومعهم 3 لوري. ثم استمعت المحكمة إلى الرائد أحمد إبراهيم حجازي الذي يعمل بنفس قطاع الأمن المركزي للواء رفعت عاشور ، أن مهمته كانت فى بورسعيد قائد تشكيل فض شغب وكان متواجدا داخل السجن، والذي أكد ما قاله الشهود السابقين، وأضاف أنه عرف إصابة البلكى وأيمن وعلم بأنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى مكان البلكي لنقله إلى المستشفى. ثم استمعت المحكمة إلى الشاهد محمد طلعت عبد الله، ملازم أول والذي حضر إلى المحكمة مستندا على عكاز، وبسؤال المحكمة عن سبب إصابته تبين أنه أصيب بكسر في ساقه بسبب انفجار قنبلة بجامعة حلوان يوم 20 نوفمبر 2014 أثناء خدمته، مشيرا إلى أنه أصيب أيضًا في قضية اقتحام بورسعيد بوجهه ويديه حيث كان ينزف أثناء تجميع العساكر لحمايتهم بعد أن أصيبوا بحالة انهيار بعد مشاهدتهم استشهاد البالكي. وأضاف أنه لا يعلم وقت إصابته ولا مصدرها لأنه كان يجري بسرعة وجسمه ساخن ولكنه فوجئ بنزيف دموى من الوجه واليد، ولم يطلق من سلاحه طلقة واحدة لإصابته. ثم استمعت المحكمة إلى الشاهد إسلام أحمد محمد يوسف "24 عامًا" ضابط أمن مركزي بالعريش، الذي أكد أنه كان متواجدا في سجن بورسعيد أثناء محاولة اقتحام الأهالي، وأنه رأى الشهيد وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة واصفًا مشهده، قائلًا: "جرينا بالبالكي لنضعه في سيارة ميكروباص داخل حوش السجن في محاولة لإسعافه لكن المشهد كان مرعبًا لن أنساه حتى تلك الحظة، فمخ الشهيد خرج من رأسه إثر إصابته". كما استمعت المحكمة إلى النقيب محمد فتحي، ضابط في فريق فض الشغب، والذي أكد أن مهمته كانت لتأمين السجن من الداخل وأنه استلم سلاحًا آليًا بعد الضرب على القسم من جميع الاتجاهات، وأوضح انه قام بضرب النيران في الهواء لتفريق المتجمهرين حول القسم وأنهم لم يصيبوا أي شخص قائلًا: "لم يكن هناك هدف واضح لنا فالضرب كان طلق فشنك في الهواء"، وأكد الشاهد أنه سلم السلاح بعد 10 دقائق من استلامه بسبب إصابته بإحباط بعد مقتل الضابط أحمد البالكي قائلًا "هو كان عزيز عليا جدا".