عقب صدور تصريحات الدكتور أحمد البرعى، وزير القوى العاملة والهجرة الأسبق، بأن مصر مهددة بالعودة مجددا إلى "القائمة السوداء" فى مؤتمر منظمة العمل الدولية المُقرر عقده فى مدينة جنيف الشهر المقبل، ثار الجدل بين أوساط العمال ، وارتفعت التساؤلات عن الأضرار التى ستلحق بمصر عقب إدراجها بتلك القائمة. وقال "البرعي" إن هذا التهديد سببه السياسات الحكومية والانتهاكات فى حق الحريات النقابية والتنظيمات العمالية المستقلة وعدم إصدار قانون التنظيمات النقابية رغم تعهدات الأنظمة المصرية منذ عام 2011، موضحا أن جميع الوزراء الذىن خلفوه فى الوزارة تعنتوا فى إصدار القانون رغم تعهداتهم. ومن هنا ثار الجدل ، واتهم البعض الدكتور البرعي بالتحريض على وضع مصر على تلك القائمة انتقامًا من تنازل وزارة القوى العاملة عن منصب رئاسة المنظمة الذي كان مرشحا له، خلال انتخابات منظمة العمل العربية التى انعقدت خلال إبريل الماضي . في هذا السياق أكد جبالي المراغى، رئيس اتحاد نقابات عمال مصر، أن تصريحات د. أحمد البرعى، المرشح السابق لمنظمة العمل بوضع مصر علي القائمة ِالسوداء ليس لها أى أساس من الصحة، ولا تعبر عن مضمون من الأساس، منتقدا د. البرعى لتحريضه للجامعة العربية ضد مصر ، ما يعده سلوكًا غير وطنى بالمرة . وأوضح المراغى ، في تصريحات لبوابة الوفد، أن القائمة السوداء عبارة عن قائمة للملاحظات القصيرة التى توجهها منظمة العمل العربية لبلدانها لتحسين أوضاع العمل، مشيرا إلي أن كبرى دول العالم علي القائمة السوداء مثل أمريكا والهند وإيطاليا، ولا يمس بأعمالها شيء. وأضاف رئيس اتحاد عمال مصر أن وضع أى دولة على تلك القائمة لا يعنى المساس بمصالحها أو اتفاقياتها مع الدولة الموجودة بالمنظمة ، قائلاً "القائمة السودا البعبع اللي بيخوفونا بيه" . من جانبه اكد عبد الوهاب خضر ، رئيس تحرير وكالة أنباء العمال العرب، أن تكهنات البرعى ترجع لعدة عوامل منها مشاركة رئيس اتحاد عمال مصر الديمقراطى ، سعد شعبان، وكمال عباس مدير دار الخدمات النقابية ، بفعاليات المؤتمر ، موضحا أنهما من أصدقاء د. أحمد البرعى ويهمهما تنفيذ أغراضه التحريضية . وأفاد خضر ، في تصريحات خاصة لبوابة الوفد ، أن الوفد الرسمي المشارك فى فعاليات مؤتمر العمل الدولي بجنيف خلال الفترة من 1 وحتى 31 يونيو المقبل، سوف يشارك به سعد شعبان، رئيس اتحاد عمال مصر الديمقراطى ، ليترجم للمنظمة الدولية ، ولجنة معايرها ،التقارير والشكاوي التى بعثها اتحاده إلى "المنظمة الدولية "، وقراءتها على الملأ ، للتحريض علي إدارج "مصر" على القائمة السوداء . وأكد رئيس تحرير وكالة أنباء العمال العرب ، أن مطالبات الاتحاد غرضها تسهيل مخطط أمريكا وإسرائيل اللتين تسيطران على مجلس إدارة المنظمة بتشويه صورة مصر فى المنظمات الدولية وخاصة منظمة التجارة العالمية لتهديد مناخ الاستثمار فى مصر . وأشار خضر ، إلي أن "اتحاد عمال مصر الديمقراطي" أرسل حتى الآن تقريرين إلى منظمة العمل الدولية مطالبا المنظمة بوضع مصر على القائمة السوداء ، منها تقرير تحت عنوان "2014 عام الاغتيالات العمالية والنقابية". أما كمال عباس ، مدير دار الخدمات النقابية ، فقد أشار إلي أن مصر موضوعة علي القائمة السوداء بالفعل منذ عشرين عامًا لمخالفتها اتفاقية العمل الدولية 1982 التى تنص علي أن الحريات النقابية هى حق مكفول للعمال ورجال الأعمال ، الأمر الذي خالفته مصر ولم تنفذه إلا في عام 2011 بانتقاص باقي بنود المعاهدة . وأشار عباس، في تصريحات خاصة لبوابة الوفد ، إلي أن مصر تعانى من العديد من الأزمات علي المستوى العمالي وأهمها غياب الممثل الحقيقي للعمال ، مشيرا إلي أن اتحاد عمال مصر تديره الآن لجنة إدارية ليس إلا ، بعد صدور الحكم بحل الاتحاد في 2006 وعدم إجراء انتخابات حقيقية منذ تلك المدة . وأوضح ، مدير دار الخدمات النقابية ، أن عمال مصر عانوا من العديد من الأزمات في الفترة الماضية ، تلك الأزمات التى لا تدركها منظمة العمل وتعمل علي حلها.