تُعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي روسيا للاحتفال بعيد النصر، أو يوم التحرير كما يطلق عليه الشعب الروسي، الأولى من نوعها، التي يحضر فيها رئيس مصري هذا الحفل بدعوة رسمية. ويشير ذلك إلى أن العلاقات المصرية الروسية في طريقها نحو التطور، واستعادة العلاقة الوطيدة التي جمعتهما على مر العصور، في مجالات الاقتصاد والتجارة والتعليم والطاقة، وغيرها من العلاقات الثنائية على المستوى الدولي. شهدت العلاقات بين البلدين تغيرات جدية، كما تغيرت أولوياتها على الصعيدين الخارجي والداخلي، حيث أصبحت روسيا ومصر اليوم شريكتين على الصعيدين الثنائي والدولي. وتمت الخطو الأولي للتعاون المصري الروسي في أغسطس عام 1948، حين وقت أول اتفافية اقتصادية حول مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي . تطور العلاقات الاقتصادية بين مصر وروسيا بالنسبة للميدان الاقتصادي فقد تقلص نطاق التعاون العملي في التسعينات، ولكن من الملاحظ أنه ينمو في السنوات الأخيرة. وشهدت العلاقات تطورات متلاحقة كان أبرزها بعد ثورة يوليو عام 1952 ، حين قدم الاتحاد السوفيتي لمصر المساعدات في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي . وبلغت العلاقات الثنائية ذروتها في فترة الخمسينات والسيتنات من القرن العشرين، حين ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية ، وبينها السد العالي في أسوان ، ومد الخطوط الكهربائية أسوان_اسكندرية، ومصنع الحديد والصلب في حلوان ، ومجمع الألومنيوم بنجع حمادي . وتم في مصر إنجاز 97 مشروعا صناعيا بمساهمة الاتحاد السوفيتي، وزودت القوات المسلحة المصرية منذ الخمسينات بأسلحة سوفيتية، وتلقت العلم أجيال من اولئك الذين يشكلون حاليا النخبة السياسية والعلمية والثقافية في بلاد الأهرام، ومن بينهم الرئيس المصري السابق حسني مبارك . الذي تخرج من أحد المعاهد العسكرية السوفيتية. وعلى الرغم من التوتر الذي شهدته العلاقات في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات وانقطاعها تماما حتى سبتمبر 1981 فانها بدأت في التحسن خلال الأعوام السابقة ،وفي الوقت الحاضر تم تطبيع العلاقات الروسية المصرية في كافة المجالات . وكانت مصر في طليعة الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991. وتتطور العلاقات السياسية على مستوى رئيسي الدولتين والمستويين الحكومي والبرلماني. وجاءت الزيارة الرسمية الأولي للرئيس مبارك إلى روسيا الاتحادية في سبتمبر 1997، وقع خلالها البيان المصري الروسي المشترك وسبع اتفاقيات تعاون. وقام حسني مبارك بزيارتين إلى روسيا عام 2001 و2006 وأعدت خلالهما البرامج طويلة الأمد للتعاون في كافة المجالات والبيان حول مبادئ علاقات الصداقة والتعاون ،وقد قام الرئيس فلاديمير بوتين بزيارة عمل إلى القاهرة في 26-27 أبريل عام 2005، وصدر في ختام المباحثات الثنائية التي جرت في القاهرة البيان المشترك حول تعميق علاقات الصداقة والشراكة بين روسيا الاتحادية وجمهورية مصر العربية والذي يؤكد طبيعتها الاستراتيجية. واتخذت دورة مجلس جامعة الدول العربية في سبتمبر عام2005 للمرة الأولى في تاريخها قرارا باعتماد سفير روسيا في جمهورية مصر العربية بصفته مفوضا مخولا لدى جامعة الدول العربية . وفي 1- 2 نوفمبر عام 2006، وصل الرئيس المصري حسني إلى موسكو بزيارة رسمية وكان الوفد المرافق له يضم كلا من وزير الاعلام ووزير الصناعة والتجارة ووزير الاستثمار إلى جانب وزير الخارجية . وقد بلغ حجم تبادل السلع والخدمات بين البلدين في عام 2006 حوالي مليار و950 مليون دولار، ويشكل التبادل التجاري منه قرابة المليار و200 مليون دولار، وقد ازداد حجم التبادل التجاري في السنوات الأربع بحوالي 5 امثال وهو يشكل الآن أكثر من ملياري دولار. وبلغ التبادل السلعي بين البلدين في عام 2008 حوالي 2.065 مليار دولار، وتشغل الخامات والمواد الغذائية وزناً نوعياً عالياً في الصادرات الروسية بينما تشكل المنتجات الزراعية والسلع الاستهلاكية البنود الأساسية في الصادرات المصري .
تطور العلاقات بين مصر وروسيا في مجال الطاقة يشهد التعاون بين مصر وروسيا في مجال الطاقة على التقدم الملحوظ للتعاون الروسي المصري الأمر الذي يبدو واضحآ في ميادين إستخراج وإنتاج النفط والغاز الطبيعي ، وتتابع النفطية الروسية بنجاح نشاطها في مصر . وقد وقعت شكرة "نوفاتيك" في عام 2007 اتفاقية حو إنشاء مؤسسات مشتركة مع شركة "لوكويل" ، كما تعمل شركة الغاز والنفط " العملاقة كازبروم " الروسية ، لاستخراج وإنتاج الغاز في حقول بلدة العريش في مصر . العلاقات بين مصر وروسيا في مجال التعليم في عام 2005، وقع وزير التعليم والعلوم الروسي الدكتور فورسينكو مع نظيره المصري الدكتور سلامة بروتوكولاً خاصاً حول تطوير التعاون الثنائي في مسار التعليم العالي والعلوم وذلك أثناء زيارة العمل التي قام بها إلى القاهرة . وفي عام 2006 ، بدأت عملها في القاهرة الجامعة الروسية المصرية التي تأسست بمبادرة من الرئيس المصري حسني مبارك وافتتحت بمدينة بدر خلال مدة قصيرة.