"الليلة يمكنني أن أعلن للشعب الأمريكي وللعالم أن الولاياتالمتحدة قد قامت بعملية عسكرية أسفرت عن مقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، والإرهابي المسئول عن مقتل آلاف الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال"..بهذه الكلمات خرج الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في صباح الثاني من مايو عام 2011، و أمام الكاميرات داخل البيت الأبيض، معلنًا عن مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن. إنه أسامة بن محمد بن عوض بن لادن، نجل الملياردير السعودي محمد بن عوض، والمنحدر من أصل يمني، وُلد بعاصمة المملكة العربية السعودية "الرياض" في العاشر من مارس عام 1957، وكان لعائلته علاقة قوية بأسرة الملك عبدالعزيز آلسعود، هو الابن ال(17) من أصل (52) نجلا لمحمد بن عوض. حصل بن لادن على بكالوريوس الاقتصاد من جامعة عبدالعزيز آل سعود عام 1979، و تولى إدارة أعمال شركة بن لادن و التي ورثها عن والده، وورث ما يقرب من 900 مليون دولار، و التي من خلالها بدأ بن لادن في دعم المجاهدين في أفغانستان ضد الهجمات السوفييتية عليهم. سافر بن لادن إلى أفغانستان عام 1979، و في 1984، أي بعد مرور خمس سنوات أسس "مركز الخدمات" كمنظمة لنشر فكره، كما أسس "معسكر الفاروق" لتدريب المجاهدين على فنون الحرب والقتال، والجدير بالذكر أن هذه المنظمة نالت دعما كبيرا من جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكذلك من المملكة العربية السعودية. توجت جهود أسامة بن لادن بالنجاح عام 1989 بانسحاب قوات الاتحاد السوفييتي، ليُعتبر أسامة بن لادن بطلا وزعيما داخل أفغانستان، و منفذاً لما تريده الولاياتالمتحدة و المملكة السعودية. و انقلبت الولاياتالمتحدة و المملكة السعودية على بن لادن عام 1990، بعد الغزو العراقي للكويت، و ما صاحبه من وجود القوات الأمريكية داخل أراضي المملكة السعودية، حيث هاجم بن لادن هذا الموقف، مما أسفر عن طرده من المملكة عام 1990 ليتجه مباشرة إلى السودان، و هناك بدأ في إنشاء المؤسسات التي تساعد فى انتشار أفكاره لمواجهة الولاياتالمتحدة. سحبت المملكة السعودية عام 1994 الجنسية من بن لادن، بعد اتهامه بارتكاب عمليات إرهابية ضد الجنود الأمريكان في كل من: الصومال، وتفجير السفارة المصرية في باكستان، وبتطور العمليات الإرهابية طردت السودان بن لادن من أراضيها عام 1996، ليتوجه مرة أخرى لأفغانستان، ليوحد قوته و فكره من جماعة طالبان، و في عام 1998 أفتى بن لادن بجواز قتل الأمريكان و حلفائهم في أي مكان، و ذلك بعد أن التقى "أيمن الظواهري" زعيم تنظيم الجهاد الإسلامي. وبدأت بتوحيد جهود الرجلين في محاولات لتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث تم تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا، و محاولة لتفجير مطار لوس أنجلوس، و وصولاً إلى الحدث الأشهر و الأقوى، و هو تدمير برجي التجارة العالمي، ومهاجمة مقر البنتاجون، و كان ذلك في صباح يوم 11 سبتمبر من عام 2001، و بعد مرور شهر من الحادثة أرسل الرئيس السابق جورج بوش، القوات الأمريكية إلى أفغانستان لمحاربة تنظيم القاعدة، بعد إعلان التحقيقات التي أجريت في الولاياتالمتحدة بتورط التنظيم في هجمات سبتمبر. وبعد مرور ما يقرب من عشر سنوات، خرج الرئيس باراك أوباما معلنًا عن مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان، على يد الجندي الأمريكي "روبرت أونيل"، في عملية قامت بها قوات خاصة تابعة لمشاة البحرية الأمريكية، و بالتنسيق مع المخابرات الباكستانية. و أعلنت الولاياتالمتحدة عن دفن الجثة في أعماق بحر العرب، و هو الواقع بين سواحل شبه الجزيرة العربية وشبه الجزيرة الهندية، وفي أكتوبر من العام الماضي قال مدير “سي.آي.ايه” السابق، ليون بانيتا، في كتابه "حروب جديرة بالمجازفة"، إن جثة أسامة بن لادن دُفنت بقاع البحر مكبلاً بأثقال من الأسلاك يزيد وزنها عن 136 كيلوغراماً.