27 يوماً قادت فيها السعودية هجمات عاصفة الحزم العسكرية التي كان هدفها الأساسي هو القضاء على مليشيات الحوثيين باليمن بعد احتلالهم لصنعاء في سبتمبر الماضي. وبعد تلك الفترة من الهجمات أعلنت قيادة التحالف العربي انتهاء العملية العسكرية وبدء عملية جديدة تسمى"إعادة الأمل"،جاء ذلك بناءَ على طلب الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى، وذلك حرصاً منه على حماية الشعب اليمنى ومكتسباته. في هذا السياق استطلعت "بوابة الوفد" أراء بعض الاستراتيجيون عن أرائهم في النتائج التي حصلت عليها عاصفة الحزم ومدى انتهاء إرهاب الحوثيون على الأراضي اليمنية. في البداية أعلن اللواء زكريا حسين مدير أكاديمية ناصر العسكرية السابق، إن عملية عاصفة الحزم بقيادة السعودية حققت الكثير من الإنجازات ،حيث أنهت حوالى 80% من إرهاب الحوثيين باليمن، وما تبقى من شرور هذه الجماعات المتطرفة تبقى مسئولية على القبائل اليمنية. وطالب حسين الشعب اليمني باستغلال ما حققته عاصفة الحزم والتعامل مع الحوثيين في ظل ما نتج عن العمليات العسكرية التي شنتها السعودية ، لافتا إلى أن هذه العمليات بالفعل قامت بإضعاف الحوثيين وذلك لمساعدة الشعب اليمني في القضاء عليهم بأقل خسائر. وتابع مدير أكاديمية ناصر العسكرية السابق، أن خطة عاصفة الحزم بنيت على أساس بناء جسر جوى وبحرى قوى يمنع مرور الإمدادات للحوثيين ويضعفهم حتى لايتمكنوا من السيطرة على اليمن كلها وقتل المدنيين. من جانبة أوضح اللواء عبد المنعم سعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة المصرية الأسبق، إنه حان الوقت للتفاوض السياسي لحل تلك الأزمات العسكرية التي تحدث في اليمن، مشيرا إلى أن السعودية حققت ما تمنت من تلك الضربات الجوية حيث إنها استطاعت تحجيم وتلجيم الحوثيين لمنعهم من الاستيلاء على الأراضي اليمنية. وتابع عبد المنعم، إن عملية "إعادة الأمل" التى أعلنت السعودية عن بدئها بعد الإعلان عن انتهاء العملية العسكرية تعد بمثابة عملية سياسية تفتح الباب للتفاوض مع الحوثيين وإنهاء الخلاف، مؤكدا أن القبائل اليمنية بهذه الطريقة تستطيع السيطرة على الأوضاع بأراضيهم ولا داعي للخوف. بينما أكد اللواء محمد الغباري مستشار مدير أكاديمية ناصر ومدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، أن عمليات عاصفه الحزم كان الغرض منه تقييد الأسلحة الثقيلة الذي استولى عليها الحوثيون وإعادتها مرة أخرى إلى الأراضي اليمنية ،بالإضافة إلى تمهيد الطريق لليمنيين لإعادة أرضهم مرة أخرى. فيما قال الغباري، إن عاصفة الحزم لم تعلن وقف الضربات العسكرية على الحوثيين إلا بعد طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ذلك، مؤكدا أن وقف الضربات جاء مع استعداد السعودية لأي هجمات قد تحدث من قبل الحوثيين مرة أخرى. وأكد الخبير الاستراتيجي ،أن الغارات التي شنتها طائرات قوات التحالف الخليجي العربي طوال 27 يوما استطاعت أن تدمر معظم القدرات العسكرية للقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد صالح، وتدمير الأسلحة والمعسكرات التي استولت عليها الميليشيات الحوثية من الجيش اليمني بعد احتلالها لصنعاء في شهر سبتمبر العام الماضي. على نحو آخر قال اللواء طلعت أبو مسلم الخبير العسكري والأمني، أن وقف العمليات العسكرية على الحوثيين هي خطوة كان لابد من حدوثها آجلا أم عاجلا، حيث إن هذه العمليات لم تغير من إرهاب الحوثيين شيئا ولم تحقق نجاح ذو قيمة على المستوى الإستراتيجي. وأشار أبو مسلم، إلى أن عاصفة الحزم استطاعت أن تضعف الحوثيين ولكنها لم تستطيع أن تقضي عليهم، مؤكدا أن هذه الهجمات أقامت مشكلة اللاجئين اليمنيين وضاعفت أعداد المصابين الموجودين بدون علاج ،بالإضافة إلى إنها عملت على نقص المواد الغذائية باليمن وتشريد العديد من المدنيين. وأضاف أبو مسلم، أن وقف هذه العمليات ربما تكون نصيحة مصرية أو انسياقا للموقف الباكستانى، فضلا عن أن هناك احتمالية وجود ضغوطات أمريكية بسبب البرنامج النووي الإيراني، مشيرا إلى أن خطوة الهجمات العسكرية كانت خطوة غير محسوبة جيدا وتثير سؤال "ماذا بعد الحرب العسكرية؟". وتابع الخبير الإستراتيجي ،أن عملية "إعادة الأمل" التي أعلنت عنها عاصفة الحزم تعد بمثابة محاولة لتحسين الصورة أمام العالم ولتعطي انطباعا جيدا للشعب اليمني الذي لاقى الكثير من التشرد والمهانة.