نحن علي موعد مع دورة مختلفة في مهرجان «كان» هذا العام بعدما ترأس السينمائيان الأمريكيان جويل وإيثان كوين، لجنة تحكيم مهرجان «كان» السينمائي في دورته الثامنة والستين والذي سيقام ما بين 13 و24 مايو. وهذه هي المرة الأولي التي يعين فيها شخصان علي رأس لجنة التحكيم في تاريخ المهرجان منذ انطلاقه في 1946، ويعد هذا تكريما لمنهج الإخوة كوين الذي بدا واضحا منذ أول أعمالهما ذات الخصوصية، والتي تشد اليها جمهورا نخبويا لامتلاكهما أدواتهما القادرة علي خلق أسلوب جديد له أبجدياته في صناعة الفيلم، وقد أبدي الاخوان سرورهما للفرصة الممنوحة لهما بمشاهدة أفلام من العالم أجمع، وهذا في ذات الوقت لرؤية نظر مختلفة في المهرجان فالأخوان كوين أنتجا أفلاما هوليودية لكن بنكهتهما المميزة، صنعت بأسلوب وشكل واحد، حيث البطل الذي تلمع في ذهنه فكرة تافهة ثم تكون وبالا عليه، وتجلب له مصائب لا تحصي وقدرتهما علي خلق شخصيات متجددة ومتباينة في كل عمل، وتحمل في ذاتها متناقضات عدة والشخصية عندهم هي المحور الذي يدور حولها كل شيء مما جعلهما يكونان مدرسة فنية لها سحرها ونكهتها المميزة التي جعلت من الشقيقين من أبرز صناع السينما علي الإطلاق، يعرف عنهما مهنيا بلقب «الأخوين كوين» فهما يكتبان ويخرجان أفلامهما سويا، ويطلق عليهما لقب «المخرج ذو الرأسي» وقد نال الأخوان جويل كوهين وإيثان كوهين اللذان يعملان في الإخراج والإنتاج وكتابة السيناريو وحتي المونتاج جوائز عدة في مهرجان «كان»، بينها جائزة السعفة الذهبية سنة 1991 عن فيلم «بارتون فينك» وجوائز أخري في 1996 و2001 و2013، ومن أهم أفلامهما «داخل لوين ديفيس»، «Inside Liewyn Davis» هو فيلم كوميديا ودراما أمريكي بطولة أوسكار إسحاق وكاري موليجان وجون جودمان وجستين تيمبرلك، يركز الفيلم علي أسبوع في حياة مغني يجوب الساحة الموسيقية في نيويورك ستينيات القرن الماضي، وفاز الفيلم بالجائزة الكبري في مهرجان «كان» السينمائي لعام 2013، وهناك فيلمها «عزم حقيقي»، «True Grit»، هو فيلم وسترن أمريكي أنتج سنة 2010، وهو ثاني اقتباس سينمائي للرواية بنفس الاسم لتشارلز بورتيس، الفيلم بطولة هيلي ستاينفيلد وجيف بريدجز ومات ديمون وجوش برولين يروي الفيلم قصة فتاة عنيدة تجند مارشالا أمريكيا قوي لتعقب الرجل الذي قتل والدها في الأراضي الهندية، واستقبل الفيلم بإشادة كبيرة من النقاد والكثيرون اعتبروه أفضل من نسخة 1969، رشح الفيلم لعشر جوائز أوسكار من ضمنها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو مقتبس وأفضل ممثل في دور رئيسي «جيف بريدجز» وأفضل ممثلة في دور مساعد «هيلي ستاينفيلد». أما فيلم «لا بلد للعجائز» مقتبس من رواية للكاتب كورماك مكارثي تحمل نفس الاسم وتدور أحداث الفيلم عام 1980 في تكساس، والفيلم حاز 4 جوائز أوسكار منها جائزة أفضل فيلم.. تدور أحداث الفيلم حول 3 أشخاص: شريف يدعي بيل «تومي لي جونز» علي وشك التقاعد بعد انتشار تهريب المخدرات عبر الحدود مع المكسيك والثاني صياد يدعي ليولين موس «جوش برولين» يعثر علي حقيبة مليئة بالمخدرات وأخري تحتوي علي مليوني دولار، عندما يشاهد بالصدفة معركة بين عصابتين لتهريب المخدرات لا ينجو منها أحد، فيأخذ المال ويترك المخدرات معتقدا أنه قادر علي النجاة بفعلته، والثالث قاتل يدعي انتون تشيجور «خافيير بارديم»، يتم استئجاره من قبل أصحاب المال لاسترجاعه، ويجد بيل نفسه في خضم الأحداث بعد أن يقوم مساعد الشريف باعتقال أنتون الذي ينجح رغم كونه مقيدا بالحديد في قتل سجانه والهرب لمطاردة موس، فيذهب بيل في أثره محاولا إيقاف القاتل الذي يقتل كل من دمر في طريقه باستثناء بعض المحظوظين ممن يربحون حياتهم في لعبة رمي قطعة النقود التي يحدد من خلالها مصيرهم. أما فيلم «فارجو» «Fargo» يصنف كذلك من أفلام الكوميديا السوداء، تم إنتاجه وإخراجه عام 1996، من قبل الأخوين كوين، قصة الفيلم وقعت أحداثها عام 1987 ببلدة فارجو التي تعد المنطقة الأكثر برودة شتاء في الغرب الأوسط الأعلي من الولاياتالمتحدةالأمريكية فيبدأ الفيلم بجملة «هذه قصة حقيقية دارت أحداثها في ولاية مينيسوتا عام 1987م، وبناء علي طلب الناجين واحتراما للموتي فقد تم تغيير الأسماء بقية أحداث الفيلم هي كما حدثت في الواقع». لكن الفيلم خيالي 100٪، صورت المشاهد الافتتاحية والختامية في نورث داكوتا في حين أغلبية المشاهد صورت في مينيسوتا، والقصة حول بائع السيارات جري لونديجارد «ويلعب الدور وليام اتش ميسي»، الذي يستأجر رجلين «ستيف بوسيمي وبيتير ستورمير» لكي يقوما باختطاف زوجته مقابل فدية قيمتها مليون دولار يدفعها حماه الثري، لكن الخطة التي أحكمها لونديجارد تتعقد وتخلف الجريمة سلسلة من جرائم القتل البشعة، فيما تقوم بدور «الشريف» أو رئيسة الشرطة الحامل مارجي جاندرسن وفاز فيلم «فارجو» بجائزتي أوسكار لأفضل سيناريو ولأفضل ممثلة في دور رئيسي ونالتها فرانسيس ماكدورماند عن دورها في الفيلم، الفيلم حاز علي جائزة في مهرجان جوائز البافتا البريطانية، وعدة جوائز في مهرجانات دولية أخري منها جائزة أفضل مخرج لجويل كوين في مهرجان «كان» السينمائي عام 1996، الفيلم حاز إعجاب المشاهدين داخل الولاياتالمتحدة وكندا وحول العالم، فيما اعتبره نقاد رابع أفضل فيلم في عقد التسعينيات وأفضل فيلم في 1996، وهناك فيلم «ليباوسكي الكبير»، «The Big Lebowski»، هو فيلم أمريكي - بريطاني كوميدي بطولة جيف بريدجز الذي قام بدور«جيف ليباوسكي» وهو رجل من لوس انجلوس عاطل عن العمل وهو لاعب بولينج شره وبعد مشكلة بسبب تشابه الأسماء اختطفت زوجة مليونير يدعي جيفري ليباوسكي واستدعي المليونير جيف ليباوسكي لحل المشكلة وكلفه بتوصيل الفدية للخاطفين من أجل إطلاق سراح زوجته، ولكن تزداد الأمور سوءا عندما يقرر صديق ليباوسكي والتر سوبتشاك الذي قام بدوره چون جودمان بالاحتفاظ بالفدية، ومن أجل هذا الإبداع المميز نحن في انتظار الأخوين كوين في «كان».