كما أننى أحذر من الأطماع التركية فى الوطن العربى.. فإننى أيضاً أحذر من المطامع الإيرانية.. أى أن العرب يحاصرهم من الشرق إيران فى محاولاتها فرض السيادة للمذهب الشيعى.. تماماً كما تحاصرهم مطامع السلطان التركى الجديد، رجب طيب أردوغان. وكما تحلم طهران بإعادة الإمبراطورية الفارسية التى أسقطها سعد بن أبى وقاص فى معركة القادسية.. تحلم أنقرة بإعادة الإمبراطورية العثمانية.. التركية.. ولهذا أصبح العرب من المطرقة الفارسية الإيرانية.. والسندان العثمانى التركى.. ولكن هيهات. إذ كلا القطبين يرى أن العرب فى أضعف حالاتهم بعد خروج العراقوسوريا من التلاحم العربى فى الشرق.. وبعد تدمير القوة الليبية وما بعدها فى الغرب. ولكن ها هى إيران لا تكتفى بالتهديد من الشرق.. بل تحاول اختراق الجنوب العربى، فى اليمن.. وبعد أن نجحت فى تحييد لبنان، فى الشمال. وكأن إيران تريد محاصرة «كل شبه الجزيرة العربية» حتى تطبق على دول الساحل الغربى للخليج العربى.. بعد أن تحقق هدفها بالتضييق على السعودية من الجنوب، معتقدة أن هذا الجنوب هو أضعف حلقات الدفاع والصمود السعودى.. ولكن طهران تنسى أن مصر مازالت قادرة.. وأن قواتها المسلحة تستطيع أن تقطع الذراع الإيرانية.. وإجهاض أى أطماع إيرانية ليس فقط فى السعودية، بل وكل دول الخليج. وإذا كنت لا أقبل مفهوم أن الصراع الحالى ما هو إلا صراع مذهبى دينى أى شيعى سنى.. فإننى أرجع قرار عاصفة الحزم إلى عوامل أهم.. أكبرها: الأمن القومى العربى.. الذى يقف فيه الأمن القوم المصرى، فى القلب تماماً. وهنا دعونا نتحدث صراحة عن مخطط طهران بإنشاء «هلال خصيب جديد» فى الشمال يضم العراقوسورياولبنان.. إذ للأسف لم تعد بغداد قادرة على اتخاذ قرار سياسى، أو سيادى، دون موافقة أو رضا طهران!! أى أصبحت طهران هى صاحبة القرار الفعلى فى العراق تماماً فإن إيران أصبح لها دورها شديد الأهمية فى سوريا.. وهى أكبر داعم لحكم الرئيس بشار الأسد فى دمشق.. أما فى لبنان فلا ننسى أن حزب الله هو الأكثر ديناميكية ليس فقط فى جنوبلبنان الشيعى.. ولكن علينا أن نعترف أن من أهم أسباب بقاء لبنان بلا رئيس جمهورية، حتى الآن، وراءه الموقف الإيرانى، من خلال قوة وتواجد حزب الله هناك.. أى لا رئيس للبنان.. دون موافقة أو رضا طهران.. ياسبحان الله!! وكان سبب عاصفة الحزم هو محاولة إيران من خلال ذراعها فى اليمن، أى الحوثيين، السيطرة على كل الجنوب العربى.. والتحكم فى باب المندب.. وهو ما يجعل السعودية فى موقف شديد الخطورة.. فضلاً عن تهديد المدخل الجنوبى المؤدى الى قناة السويس، من باب المندب وهو ما جعل القاهرة تتحد مع الرياض، فى التصدى للتحرك الإيرانى الجديد!! ولكن هل هناك علاقة قوية بين إيران والحوثيين؟.. نعم فقد عاشت كل أسرة «الحوثى» فى إيران بعد أن تم نفى الأب بدر الدين الذى نفى إلى إيران عام 1994 وعاش معه ابنه الأكبر حسين وابنه التالى عبدالملك.. وقد أسس حسين الحوثى حركة أنصار الله الحوثية، فى منطقة صده عام 2004 ولما قتل فى الصراع مع حكومة صنعاء عام 2006 تولى قيادة الحركة أخوه عبدالملك الذى كان منفياً مع والده وأخوته وكان عمره وقتها 14 عاماً. أى أن الحوثيين عاشوا وترعرعت أفكارهم خلال حياتهم فى إيران.. خصوصاً وأن الحركة الحوثية تنتمى الى المذهب الزيدى الشيعى.. وهم من الاثنى عشرية الذين ينتسبون إلى إيران. أما القائد الحالى «عبدالملك بدر الدين الحوثى» فهو يتمركز فى قريته مران القريبة من صعدة.. ويبجله أنصاره ويلقبونه بلقب «السيد».. ويحلم بأن يعيد حكم الإمامة الذى عاش 1000 عام فى اليمن، حتى أسقطته ثورة السلال.. البيضانى عام 1962. والمخطط الإيرانى الحالى يعتمد على حصار إيرانى ثلاثى الأضلاع حول القوى العربية، الباقية. الضلع الأول شمالى من سورياوالعراقولبنان أى هلال خصيب جديد، والضلع الثانى إيران فى ليبيا لضرب مصر والضلع الثالث فى اليمن. وهذا المخطط الإيرانى الحالى هدفه حصار السعودية.. وإخضاع دول الخليج وهو الحلم القديم لشاه إيران السابق محمد رضا بهلوى الذى كان يستهدف احتلال البحرين من جهة.. واحتلاله لثلاث جزر عربية تابعة لدولة الإمارات العربية.. ونعترف أن هذا الحلم الإيرانى استمر تحت حكم آيات الله منذ الخومينى الذى أعلنها مرات بتصدير الثورة غرباً أى فى الجزيرة العربية. وبذلك تستمر المطامع الإيرانية من أيام الشاه.. ثم الخومينى.. ثم خلفائه الآن. ولكن الصمود العربى الآن، قادر عى ضرب وتحطيم هذا الحلم الإيرانى.