ومضى عام 2010 إحدي السنوات العجاف التى مرت على السينما المصرية مع عدد الازمات التى واجهتها السينما كصناعة تتلاعب بها رياح الازمات الاقتصادية ليتراجع انتاجها بنسبة 20٪ عن العام الماضى لتحافظ على خط هبوط الانتاج مع تراجع انتاج 2009بنفس النسبة تقريبا مع تراجع الكيانات الانتاجية الكبيرة عن خوض مغامرة الانتاج لسوق داخلى لا يحقق للمنتج نصف ميزانية فيلمه وسوق خارجى افسدته صراعات الموزعين المصريين الذين يعملون على تصفية بعضهم البعض وفضائيات افقرتها الازمة المالية العالمية وتراجع المعلنين عن الانفاق على الدعاية لمنتجاتهم التى اصابها الكساد فلم تعد الاعلانات تجديهم نفعاً . ولا شك ان هناك العديد من الايجابيات التى حملها الينا عام 2010 ولكن تبقى مساحة الاحباطات التى اصابت السينمائيين خلاله اكبر بكثير من مساحة النور التى تطلع اليها الكثيرون بعد ازمات 2009 ورغم صراع الكيانات الانتاجية الكبيرة للاستحواذ على السوق السينمائى الا ان العام الذى نستعد لتوديعه بعد ساعات شهد حالة بيات سينمائى لمجموعة من الشركات الانتاجية الكبيرة التى اعلنت انسحابها من ساحة الانتاج السينمائى المصرى صراحة مثل شركة جود نيوز التى اكتفت بتوزيع الافلام مع اعلان رئيسها المخرج عادل اديب عن مشروع انتاج مشترك مع بلجيكا ومن قبلها فرنسا ولكن لم تتحقق اي من تصريحات او امنيات عادل اديب حتى الان كما اكتفى جهاز السينما ورئيسه ممدوح الليثى خلال العام الماضى بملاحقة فيلم واحد صفر فى المهرجانات السينمائية المحلية والعربية ولم يخرج خلال 2010 فيلم يحمل توقيع جهاز السينما واكتفى بتصريحات عن عدة مشروعات سينمائية معلبة تتبادلها وسائل الاعلام منذ عدة سنوات ولا يبدو ان الجهاز التابع لمدينة الانتاج الاعلامى سيزيح الستار عن اي منها قريباً نظراً لعدم وضوح الرؤية بالنسبة لمستقبل مدينة الانتاج الاعلامى التى يضعها وزير الاعلام انس الفقى على قائمة اعادة هيكلة المؤسسة الاعلامية حيناً ويرفعها من على هذه القائمة فى احيان اخرى . ويتبقى ان نرصد نشاط قطبى صناعة السينما فى مصر اللذين يتقاتلان للتربع على عرش السينما المصرية خلال السنوات العشر الماضية وهما الشركة العربية التى ترأسها المنتجة اسعاد يونس والمجموعه الفنية المتحدة التى تضم شركات الثلاثى محمد حسن رمزى ووائل عبد الله وهشام عبد الخالق ويضاف اليهم المنتج وليد صبرى ليكتمل مربع انتاج المجموعة الفنية المتحدة التى تراجعت انتاجيا فلم يقدم محمد حسن رمزى فى 2010سوى فيلم الديلر المؤجل لازماته الانتاجية ومشاكل مخرجه ومنتجه وابطاله التى عطلته لاكثر من عامين ليكون الوحيد من انتاجه هذا العام ولم يقدم هشام عبد الخالق فيلما جديداً بعد ولاد العم الذى يحمل توقيع 2009 كما لم يقدم جديدا سوى فيلم اذاعة حب الذى لم يتم الانتهاء منه حتى الان وهو ما يجعله من افلام 2011بالاضافة لفيلم فاصل ونعود الذى يعتبر التعاون الثانى مع كريم عبد العزيز بعد ولاد العم بينما اعلن وائل عبد الله عن اكثر من مشروع ولم يبدأ فى اى منهما باستثناء مشاركته فى انتاج فيلم سمير وشهير وبهير للثلاثى احمد فهمى وشيكو وهشام ماجد مع المنتج والسيناريست محمد حفظى الذى طرح فيلم هليوبوليس وانتهى ايضا من انتاج فيلم ميكروفون الحاصل على جائزة المسابقة العربية لمهرجان القاهرة السينمائى واكتفى وليد صبرى بفيلم احمد حلمى عسل اسود والمشاركة فى انتاج فيلمه الاخير بلبل حيران بالاضافة لمشاركته فى انتاج فيلم ابن القنصل لاحمد السقا وخالد صالح والمخرج عمرو عرفة . وفى المقابل تبدو الشركة العربية افضل حالا رغم تراجعها هى الاخرى انتاجيا وذلك باعتمادها على دعم وزارة الثقافة حيث افتتحت 2010 بفيلمين من الافلام التى دعمتها وزارة الثقافة انتاجيا وهما رسائل البحر للمخرج داود عبد السيد وعصافير النيل للمخرج مجدى احمد على وكلاهما من مؤجلات 2009 ثم قدمت فيلم بنتين من مصر للمخرج محمد امين واختتمت الموسم بفيلم زهايمر لعادل امام الذى لجأ اليها بعد توقف انتاج جود نيوز السينمائى وتنازله عن نصف اجره ليخرج العمل للنور . ومن الواضح ان سينما 2011 سترفع شعار اللعب فى المضمون مع اعتماد الكبار على افلام النجوم والسعى لجمع توقيعات اغلب النجوم السوبر وهو ما يقلص حجم انتاج الكيانات الكبيرة فبعد حصول هشام عبد الخالق على توقيع كريم عبد العزيز فى فيلمين متتاليين رغم انه يوقع لاسعاد يونس منذ سنوات قامت الاخيرة بانتزاع توقيع احمد عز نجم وائل عبد الله الاثير واحد الاوراق الرابحة للمجموعة الفنية المتحدة ليقدم معها فيلم بالالم مع عمرو عبد الجليل بعد انتهائه من فيلم 365 يوم سعادة وتعثر فيلم الظواهرى كما حصلت ايضا على توقيع محمد سعد الذى استحوذ عليه احمد السبكى حتى الموسم الماضى ليرفع المنتجون هذا العام شعار "اخطف واجرى" . ويبدو ان احجام الكيانات الانتاجية الكبيرة عن الانتاج اعطى الفرصة لعدد من الشركات الصغيرة لتقدم انتاجها السينمائى بصورة مرضية وهو ما جعل الاخوين السبكى يقدمان جرعة زائدة من الافلام التى تغلب عليها السمة التجارية كما قدم المنتج محمد العدل فيلمين هما تلك الايام وولد وبنت اللذان تميزا فنيا بالاضافة لعدد قليل من الافلام التى تقاسمتها باقى الشركات الصغيرة والتى وجدت متسعا فى دور العرض التى هجرتها الافلام كما هجرها الجمهور الا قليلاً رغم تأكيد الكبار على النجاحات الوهمية لافلامهم . ويمكن اعتبار 2010هو عام المنتجين الافراد الذين اعلنوا عن وجودهم وانحيازهم للسينما المصرية فى ازماتها التى تسبب فيها الكبار مع استمرار السياسات الاحتكارية والصراعات التى تضر اطرافها اكثر من اضرارها بالسينما التى تقوم فى النهاية على اكتاف هؤلاء الذين يعشقون هذا الفن فإذا نظرنا الى كم الانتاج السينمائى للكيانات الكبيرة سنجده لا يمثل ثلث الانتاج السينمائى لهذا العام بينما وضع المنتجون المستقلون والافراد توقيعاتهم على باقى افلام العام وفى النهاية تبقى السينما ويبقى عشاقها هم الاولى بها رغم تسلط العديد من الاسماء التى ترى فى هذه الصناعة سبوبة يتكسبون منها وداعا 2010 وطوبى للسينما المصرية .