قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر، إن المشككين فى الإسلام يعتمدون على مناهج الروافض والشيعة بإيران، مشيرًا إلى أن التطاول على كتب التراث يفقد الإسلام هيبته لما تحويه تلك الكتب من معلومات شرحيه لكافة المسائل التى جاءت بالقرآن الكريم. وأكد فؤاد، خلال حواره ل"الوفد" أن الأزهر غير مختص بتكفير التنظيمات الإرهابية مهما كانت أفعالها لأنها تنطق الشهادة وهذا ما يمنحها حق الإسلام، مضيفا أن الأزهر لا يهتم بتلك الثرثرة الإعلامية وتطاول البعض عليه لأنه مؤسسة دعوية وليست للرد والفعل. * بماذا تصف بطء تجديد الخطاب الديني في الأزهر؟ إن الأزهر ليس المسئول الوحيد عن هذا البطء، فلابد من تعاون وزراة التربية والتعليم وتنقى منهاجها وفقًا لرؤية العلماء، فضلا عن تعاون وزارة الشباب والرياضة والعدل ووزارة التضامن الاجتماعى للحصول على نتائج جيدة. * وماذا عن ضعف الإمكانيات التكنولوجية لدى وعاظ الأزهر فى تجديد الخطاب الدينى؟ لا نخفى أن هناك قصورًا فى بعض الإمكانيات، ولكننا فى طريقنا لبذل ما يمكن تقديمه للمواطنين، واعتقد أن الدعوة تحتاج إلى إخلاص قبل الإمكانيات التكنولوجية، ولكن لا شك أن التطور التكنولجى مطلوب وعلى الوعاظ طلبه لتجديد الخطاب الدينى. * وما موقف الأزهر من تنظيم داعش؟ ليس موقفًا خفيًا، إنما موقفه هو رأى علماء العالم الإسلامى، فكل من يفسد فى الأرض ويزعزع السلم والأمن العام لا يصح أن ينتمى إلى أى دين، فالرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - جاء برسالة "السلام عليكم" فنحن دين أفعال وليس دين شعارات. * ما استنادات الأزهر لعدم تكفير التنظيمات الإرهابية؟ أرى أن الأزهر شرف بالحفاظ على عقيدة 90% من المسلمين، فعكف على الحفاظ على الشريعة من الاندثار بعيدا عن أهواء العامة ، فالأزهر دوره مقتصر على البيان وليس الحكم، وأن أتيح لنا حكم فسيقتصر على السلوكيات، لذا لم نستطع أن نكفر الداعشيين ما داموا ناطقي للشهادة ، وأن قتلوا، ولن نحكم إلا بعد مقابلتهم والسماع منهم وهل قاموا بذلك خطأ أما باعتقاد صحيح، فإذا كذبوا بما أنزله القرآن فهو كافر. *من المسئول عن تكفير داعش؟ إن تكفير داعش من اختصاص القضاة وليس فى الدستور ما ينص على إعطاء الصلاحيات للأزهر للتكفير وأننا لم نخالف الأزهر، والقضية ليست هينة والأزهر يخشى أن يطلق علينا تكفيريون، ومن الممكن أن تجر قدم الأزهر فى معركة ليس من شأنه، والأزهر جهة تبيان وإفهام وليست جهة تكفير وكسر الأقلام. * كيف تفسر الهجوم الإعلامى على شيخ الأزهر وقيادات المشيخة ؟ هى أمور ليست ذات قيمة لعلماء الأزهر ، فالإمام الأكبر أكد في لقائه معنا على أننا واجهنا تحديات صعبة منذ القدم وليس الهجوم الإعلامى بجديد على الأزهر ، فضلاً عن كونه هادئ الأعصاب ولا يهتم بملاحقة كل ناعق ومتطاول حتى لا يتحول الأزهر عن رسالته إلى الدفع والرد وننشغل عن قضية العالم الإسلامى، وأن الأمام الأكبر يعمل لصالح الدولة ويسعى للتجديد كما دعا الرئيس. * ما رأيك في الهجوم العالمى على الدين الإسلامى؟ إن الدين الإسلامى جاء بالسلام ، فلا يحق لأحد أن يقيمه لتطرف بعض الأفراد ، فأسس الدين الإسلامى من قرآن وسنة قائمة على التعاون والبر وليس الإثم والعدوان، ولم يدع الإسلام قط إلى ذبح أو قطع رقاب الآمنين بل ولعن القائمون بذاك الفعل وجعل مصيرهم النار مطالبهم بمحاكمة الدواعش على الأفعال ولا يمسوا الإسلام بسوء. * ما رد الأزهر على دعوات التنظيم الإرهابى حول جواز الكونفراس؟ أى زواج لا يقوم على الإيجاب والقبول ومعرفة ولى الأمر والشهود والإشهار وباقى شروط الزواج يعد باطلا، وأن زواج الكونفراس ليس من الإسلام ، وهو غير مقبول في الإسلام . * لماذا لم نرَ للأزهر موقفًا من المشككين فى الإسلام؟ أن الإسلام دين حوارى يناقش الفكر بالفكر ، لذا نحن دائم ننظم الجلسات الحوارية للتأكيد على موقف الزهر من قضايا معينة ، فالإسلام يريد التوضيح والوقوف على زمام الأمور بالرجوع إلى القواعد الإسلامية الراسخة . * كيف تفسر تطاول بعض المشككين على كتب التراث الإسلامى؟ التراث الإسلامى هو منهج تحاورى يجمع بين الرأى والرأى الآخر وهو يفترض أشياء لم تكن موجودًا ويرد عليها لإفادة كافة المجتمعات ، ويجب أن يرد كل مسلم على المتطاولين على التراث بسؤال " هل قرأت التراث أولاً ". * بماذا تصف المشككين فى الإسلام فى مصر؟ إن هولاء هم حفنة من الشرذمة ودواعش الفكر فى مصر.. وهم الإرهاب بعينه ، والحرب معهم أكبر من الحرب على الإرهاب الخارجى المتمثل في داعش ، الحرب التى تمثلت خطورتها في فتوى حرق كتب البخارى وكتب الحديث ، ويجب على الدولة أن تنزع السكين من ذلك المجنون الذى يبث أفكار مسمومة للشعوب. * ما ردك على ادعاءات بعض الأشخاص بأنه ليس ل"أهل الذكر" وجود .؟ أرد عليهم بالآية الكريمة في قوله"فاسئلوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون" فإن كان أهل الأديان السابقة أهل ذكر، فما بالك بعلماء المسلمين وفى هذا أحلل أن المتخصص فى أى مجال هو أهل ذكر فى مجاله، فلا يحق لنا أن نسال بائع بطاطا أو سمكرى فى الدين. * ما مدى إمكانية إنشاء مؤسسة علمية موازية للأزهر كما يدعو البعض؟ أن إنشاء مؤسسة بديلة للأزهر من علماء غير معروفين مصيبة سياسية وعلمية، فمن أين سنأتى بعلماء لهذه المؤسسة، ومن سيكون المسئول عن تفسير القرآن ، الأمر الذي سيجعل من بائع الحشيش عالمًا. * هل نجحت الشيعة فى تصدير مناهجها لبعض المشككين فى مصر ؟ إن الشيعة تحاول تصدير مذهبهم طوال الوقت إلى مصر وقد نجحوا ، بدليل أن هناك بعض الإعلاميين معهم، وهناك من يسب الأزهر والإمام البخارى ويريدون أن يزعزعوا الأمن الفكرى والثقافى فى مصر. * ما رد الأزهر على الهجوم الحاد على الإمام البخارى؟ أرى أنه موقف جاهل ، فالإمام البخارى فنى عمره فى جمع الأحاديث عن النبى صلى تالله عليه وسلم، ويستحق مننا أن نشكره ، وبكتابه طرق الشرح لكافة مسائل المسلمين، لإن القرآن يكتفى فقط بالنقاط العريضة والسنة هى التى شرحت المسائل .. فلو أحرق البخارى كيف سيصلى المسلمين. * ما رسالتك التى توجهها للشباب ؟ نقول لشبابنا احفظوا عقولكم، ولا تتبعوا كل ناعق يظهر على الفضاء واتبعوا علماء الأزهر الذين هم صمام الأمان فى العالم الإسلامى الذين خدموا الدين وتركوا حياتهم فى خدمة الدين .