رئيس جامعة القاهرة يقر مكافأة تميز للعاملين والهيئة المعاونة    تنسيق الجامعات.. "حلوان الأهلية" تعلن تفاصيل برنامج "المختبرات الطبية" بكلية تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية    وزير التعليم يعقد اجتماعا مع قيادات محافظة المنيا ويتفقد المدارس    شيخ الأزهر: مستعدون لاستقبال فتيات إندونيسيا اللاتي أجبرن على ترك تعليمهن لاستكمال دراستهن بالأزهر    اللجنة الخاصة ببرنامج الحكومة تواصل اجتماعاتها مع الوزراء اليوم    ما أهمية إدراج توصيات الحوار الوطنى ببرنامج الحكومة؟.. رئيس الجيل الديمقراطى يُجيب    وزير السياحة: استراتيجيتنا ترتكز على تحقيق الأمن الاقتصادي السياحى    كلمة رئيس الوزراء أمام منتدى العمل العالمي في بكين.. فيديو    محافظ أسوان يتابع مشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بكوم أمبو    إزالة 71 حالة تعدٍ ببني سويف.. صور    وزير الكهرباء: نمتلك أحدث التكنولوجيات العالمية لتحسين معدلات الأداء وجودة الخدمة    ميناء دمياط يستقبل 13 سفينة خلال 24 ساعة    حنفي جبالي يلتقي رئيس مجلس الدوما الروسي    مشاهد ترصد الدمار في غزة عقب انسحاب جيش الاحتلال (فيديو)    ستارمر يسمح لأوكرانيا باستهداف روسيا بأسلحة بريطانية وتحذيرات من انتقام الكرملين    جيش الاحتلال يستهدف موقعًا عسكريًّا جنوب سوريا    استبعاد فني وإصابات.. غيابات مؤثرة تضرب الأهلي أمام بيراميدز في الدوري    موعد انتظام شيكابالا في تدريبات الزمالك الجماعية    وزير التعليم يصل المنيا لاستعراض أهم القضايا والتحديات التي تواجه المنظومة    اليوم.. محمد منير يفتتح الحفلات الغنائية في مهرجان العلمين (تفاصيل)    هل يجوز صيام عاشوراء في يومٍ واحد.. وما أجره عند الله؟    فضائل يوم الجمعة وأحكامه في الإسلام    محافظ أسيوط يزور مستشفى حميات الشامية في الثالثة فجرًا لمتابعة انتظام العمل    فرد أمن ينتحر بإلقاء نفسه من الطابق ال12 بمصر    سفير مصر فى بلجراد: العلاقات المصرية الصربية تشهد زخما سياسيا واقتصاديا وثقافيا    الخارجية الصينية تحث إسرائيل على وقف عملياتها العسكرية بغزة وحماية المدنيين    أحمد سعد وإليسا يطرحان ديو «حظي من السما»    الصحة: انتهاء البرنامج التدريبي في الحوكمة الصحية بالتعاون مع كلية أمريكية    وزير الخارجية يتوجه إلى جيبوتي ومقديشو على أولى رحلات شركة مصر للطيران    بايدن بعد قمة الناتو: سأحافظ على قوة الحلف    «الصحة» تختتم فعاليات تدريب الدفعة الثانية من المنسقين الإعلاميين العاملين بمديريات الشئون الصحية    تفاصيل زيارة وزير التعليم لمحافظة المنيا (صور)    جثته متفحمة.. تحديد هوية ضحية سيارة الصحراوي المشتعلة    مصرع سائق تريلا تفحمت سيارته على الطريق الصحراوي جنوب الجيزة    أوربان يلتقي مع ترامب في محادثات "مهمة السلام" في فلوريدا    أولمبياد باريس.. استعدادات «فراعنة الأولمبي» قبل خوض غمار المنافسات    انطلاق القوافل العلاجية الشهرية اليوم لمبادرة حياة كريمة بقرى ومدن البحر الأحمر    والدها كشف الغموض.. سيدة تنهي حياتها بمبيد حشري في سوهاج    رئيسا شركة وجهاز "العاصمة الإدارية" يشهدان اصطفاف معدات وعناصر شركات النظافة والصيانة بالحي السكني الثالث    أسعار اللحوم اليوم الجمعة 12-7-2024 في المنيا    الأوقاف: افتتاح 10 مساجد اليوم منها 6 إحلالا وتجديدا و4 صيانة وتطويرا    ماذا قالت يسرا ل أحمد عز بعد انتهاء عروض مسرحية ملك والشاطر في الرياض؟    بالأسماء، إصابة 4 أشخاص في تصادم سيارتين بالعريش    ضبط تشكيل عصابي بحوزته كمية كبيرة من المخدرات والشابو والهيروين بالأقصر    أطعمة تساعد على تخفيض مستوى ضغط الدم المرتفع.. تعرف عليها    رضا المصريين.. شوبير وتخفيف الأحمال وعمال العلمين    موضوع خطبة الجمعة اليوم.. «لا تحزن إن الله معنا»    عمرو عرفة: عادل إمام بخير وعلى تواصل به دائماً    «معندناش اتحاد كرة».. تحرك جديد من المقاولون العرب بشأن مباراة بيراميدز    صلاح سليمان: السعيد الأفضل في مصر..وجوميز اكتشف ناشئين مميزين    مصرع طفل صعقا بالتيار الكهربائي بالفيوم    أمير عزمي: الزمالك يلعب دون ضغوط.. وهذا الثنائي يعجبني    عاجل.. رضا عبد العال ينتقد جوميز بعد مباراة الزمالك وطلائع الجيش    غدًا.. صالون نفرتيتي الثقافي يستضيف الدماطي في حوار مفتوح عن المرأة    جنة عليوة تكشف أسباب تعدي شهد سعيد عليها أثناء السباق    لطلاب ثالثة ثانوية عامة 2024.. مراجعة ليلة امتحان في مادة الفلسفة والمنطق| منصة امتحانات مصر - egyxam    بينهم «رفعت» و«عبدالحكم».. قراء التلاوات المجودة بإذاعة القرآن الكريم اليوم    تعرف على توقّعات برج الميزان اليوم 12 يوليو 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عاطف الغمرى يكتب: العالم بعد فقده قواعد إدارة الصراعات
نشر في الوفد يوم 25 - 03 - 2015

اعتادت الولايات المتحدة أن تضع استراتيجيتها للأمن القومي، وهي ضامنة لاستمرار صلاحيتها للأجل الطويل، حتى إن استراتيجيتها التي بدأ العمل بها عام 1947 مع نهاية الحرب العالمية الثانية، قد استمرت لأكثر من خمسين عاماً.
وكان ما يضمن لها استمراريتها أن الصراع العالمي بينها وبين الاتحاد السوفييتي، كانت تحكمه قواعد، يراعيها الطرفان، وكل منهما يعرف حدود مواقف الطرف الآخر العدائية تجاهه، بالإضافة إلى ثبات الأوضاع الإقليمية، واستجابتها لمصالح القوى الكبرى .
لكن هذه الضمانات دولياً، وهذا الثبات إقليمياً، قد تهدمت قواعدها، وبدأت بوادره تلوح من بعد انتهاء الصراع الأمريكي - السوفييتي بنهاية الحرب الباردة، وكان من نتيجة ذلك أن استراتيجيات الولايات المتحدة صارت قصيرة العمر، بتأثير أحداث، إما لأن الولايات المتحدة لم تتوقعها، أو لفقدانها القدرة على السيطرة عليها . وهو ما دفع خبراء أمريكيين لوصف هذه الحالة، بأنها حالة نشوء فراغ غير متوقع في عالم الفكر السياسي الأمريكي .
كانت الحرب الباردة قد انتهت في عهد الرئيس بوش الأب، فحاولت حكومته صياغة مبدأ جديد يمثل أساساً لاستراتيجية جديدة، ثم حاول نفس الشيء كلينتون من بعده . لكن جهودهما باءت بالفشل، وعبّر عن ذلك أنتوني ليك مستشار الأمن القومي لكلينتون، الذي كتب تحليلاً يقول: لا نستطيع حالياً تلخيص سياستنا الخارجية في عبارة واحدة، تصف لنا حالة ما بعد الحرب الباردة .
وأضاف إلى كلامة جيمس ستينبرغ مدير التخطيط السياسي بوزارة الخارجية وقتها، قوله إن العالم الذي نواجهه حالياً، شديد التعقيد، بحيث لا تصلح لتشخيصه نظرية واحدة، واستمرت أمريكا تستخرج من استراتيجية الخمسين سنة السابقة، بعضاً من قواعد إدارتها للسياسة الخارجية .
وحين أعلن جورج بوش عام ،2002 استراتيجية جديدة للأمن القومي، فإنها لم تصمد لأكثر من ست سنوات، ولما تولى أوباما الحكم، فقد واجهه نفس موقف عدم صلاحية استراتيجية قادرة على مواجهة تحولات لم يتوقعها في العالم .
أوباما أصدر وثيقة استراتيجية في بداية عام 2010 في وقت لم تكن قد بدأت فيه أحداث الربيع العربي، ولم تكن روسيا قد دخلت مع الغرب في صراع بشأن أزمة أوكرانيا، وكانت تهديدات تنظيم "داعش" الإرهابي، لا تزال محصورة في أعداد صغيرة نسبياً من الإرهابيين في سوريا .
وبعد خمس سنوات تقريباً، اعترف البيت الأبيض بأن الرؤية الاستراتيجية لعام 2010 ، لم تعد صالحة، وهو ما عكس تحولاً في التفكير في قضية الأمن القومي، فقد أعلن البيت الأبيض عن استراتيجية جديدة للسياسة الخارجية، تركز على قضيتين رئيسيتين، وضعهما في مكانة متساوية، باعتبارهما، تمثلان تهديداً للأمن القومي، وهما قضية القيادة الأمريكية للعالم، والتي يواجهها الآن خطر الإرهاب، وقضية منافسة القوى الكبرى الأخرى .
كثيرون تناولوا هذا التحول في دراسات استراتيجية، من أهمها ما ذكرته جوليان سميث، مديرة البرنامج الاستراتيجي في مركز الأمن الأمريكي الجديد، وقالت: من الواضح أنه يجب عليها الاعتراف بأن الوضع الأمني للعالم تغير تماماً منذ عام 2010 . وأن سياسات القوى الكبرى قد عادت للظهور، وأن الولايات المتحدة تواجه بمطالب من روسيا بشأن وضعها العالمي، وبسياسة خارجية مختلفة للصين، وكان ذلك من أسباب لجوء قيادة الولايات المتحدة، إلى التحالفات لضم مجموعة من الدول، للعمل معاً في المجالات الدبلوماسية، والاقتصادية، والعسكرية، من أجل تخفيف العبء عن واشنطن، وتوفير أموالها، وإراقة دماء جنودها، في حراسة الأمن المشترك للعالم .
وحتى تصبح الاستراتيجية الجديدة واضحة المعالم، فقد ذهبت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي لأوباما، إلى معهد بروكنغز لتشرح أمامه في خطاب لها هذه الاستراتيجية . وقالت: إن الهدف الرئيسي من الاستراتيجية الجديدة هو تقوية أسس قوة أمريكا سياسياً، واقتصادياً وعسكرياً، وإطالة بقاء قيادة أمريكا العالمية في هذا القرن، وأن وثيقة هذه الاستراتيجية تمثل خريطة، لما ننوي أن نفعله بشأن تقليص وجود تنظيم "داعش"، ومعارضة سلوك روسيا، فضلاً عن إيجاد عالم يمكنه أن يواجه بفاعلية، أخطار تغير المناخ، والأمراض، وتهديدات النت، والفقر الشديد .
يبقى أنه مادام الاحتياج الأساسي لاستراتيجية أوباما الجديدة، هو التحالفات ومشاركة الآخرين في تحمل أعباء مواجهة التحديات لأمنها القومي، وأمنهم كذلك، وأن هذه المشاركة من وجهة نظرها مسألة لا غنى عنها، فإنه لابد من أن يرى الآخرون مواقف أمريكية، تضع في اعتبارها، أن تحقيق ما تطالبهم به، يحتاج قبل أي شيء إلى إقرار مبدأ تبادلية المصالح، والمراعاة لأمنهم، مثلما هو مطلوب منهم مراعاة مصالح أمنها .
نقلا عن صحيفة الخليج


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.