رحب عدد من أساتذة الأزهر، بمبادرة مشيخة الأزهر بإنشاء موقع إلكترونى لمواجهة الإرهاب، بحيث يعمل على رصد أفكار تنظيم داعش الإرهابية تجاه الشباب ومواجهة تلك الأفكار المتطرفة والرد عليها. ووصف أساتذة الأزهر المبادرة ب"المتأخرة"، مشيرين في الوقت ذاته، أنه لا يمكن إغفال دور الأزهر في تحصين الشباب وحمايتهم من الانخداع والوقوع فى شرك هذه الجماعات الإرهابية ونهجها. وفي هذا السياق.. قال محمود المراغى الأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية وخطيب مسجد النور بالعباسية، أن مبادرة الأزهر جاءت متأخرة، نظرًا لإن معظم الشباب يعتمدون على الإنترنت في استقاء معلوماتهم، ومن هنا تنطلق الأفكار المغلوطة والمتطرفة، مشددًا على ضرورة أن يواكب الأزهر مستجدات العصر. وأكد المراغي، فى تصريحات خاص ل"بوابة الوفد" على وجود قنابل مفخخة بمواقع التواصل الاجتماعي التى يعتمد عليها الشباب، موضحًا أن الجماعات الإرهابية تعتمد علي الفتاوى التكفيرية وتحويلها للتأثير على عقول الشباب، فقامت بترويج الأفكار والفتاوى عبر المواقع الالكترونية؛ مما أدى إلى التدليس على كثير من الشباب لهذه الفتاوى. وأشار الأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية، إلى أنه من ضمن هذه الفتاوى فتوى " تحطيم الآثار الحضارية وفتوى جهاد النكاح وفتوى الخلافة الإسلامية"، وغيرها من الفتاوى التى خرجت من رحم جماعة الخوارج قديمًا، مطالبًا الأزهر والمؤسسات العلمية والإسلامية بالاتحاد لدحر الإرهاب ورصده والقضاء عليه. وأكدت أمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن اعتزام الأزهر لإنشاء موقع الكترونى للتصدى لأفكار تنظيم داعش التى تقوم ببثها عن طريق الإنترنت خطة جيدة للحد من ظاهرة انضمام كثير من الشباب إلى هذا التنظيم، خاصة في ظل انتشار كثير من الأفكار على المواقع الالكترونية الخاصة بالتنظيم، مؤكدة أن هذا التنظيم عبارة عن مجموعة أوغاد على هيئة بشر ووجد فى العصر القديم مثل هؤلاء وجاء الإسلام وتم القضاء عليهم. وأضافت نصير، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن هذا الموقع سيضيف جديدًا للقضاء على الإرهاب بشكل عام والجماعات الإرهابية بشكل خاص، لإنهم يقومون بالتحريض على العنف والانضمام إليهم بوسائل مغرية، وهنا جاءت الفكرة لإنشاء هذا الموقع لمواجهة هذه الافكار المتطرفة من قبل الأزهر الشريف وهؤلاء الجماعات المتطرفة تستند إلى فكرة الجهاد، مشيرة إلى أن الجهاد هنا ليس صحيحًا؛ لإن الرسول – صلى الله عليه وسلم- أعطى كثيرًا من الوثائق لضمان صحة الجهاد وهى "إياكم أن تقتلوا امرأة أو خادمًا أو طفلا أو بهيمة إلا لمأكلة أو متعبدا فى صومعة ". وأكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، أن التأثير الإيجابى لهذه المبادرة سينطلق فور الانتهاء من عمل الموقع الالكترونى وتنفيذه على أرض الواقع، واتضاح الرؤية الكاملة، فالحكم على هذا الموقع من الإيجابيات التى يقوم بتحقيقها والسلبيات لتفاديها. وأضاف شومان، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" أنه سيتم الانتهاء من الموقع فى أواخر الشهر الجارى، ويقوم الأزهر ببذل أقصى جهد له للانتهاء منه، مؤكدًا أنه لم ينضم كثير من الشباب إلى هذا التنظيم بتأثير الأفكار عن طريق الإنترنت، ولكن جاءت الفكرة لتوعية الشباب والتصدى لهذه الظاهرة التى من هدفها تدمير المجتمع المصرى. ولفت الدكتور محمود حربى الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية، أن المبادرة طيبة ونافعة للمجتمع وللأمة الاسلامية؛ لإن الشباب يحتاج إلى علاج الفكر وهناك تقصير شديد من جانب الإعلام والقنوات الفضائية فى تعديل الفكر الخاطئ، ومواجهة الأفكار الهدامة ، فى ظل الضغوط المواجهة للأزهر؛ فكان لابد من بروز دور الأزهر الشريف بإنشاء هذا الموقع. وأضاف حربى ، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن رغم تأخر هذه المبادرة ولكننا لا ننكر تأثيرها فى نفوس الشباب خاصة بعد تخلى الإعلام والقنوات الفضائية فى مخاطبتهم وتدقيق النظر فى مشكلاتهم وحلها، مطالبًا بالانتهاء من تنفيذ هذا الموقع فى أقرب وقت ممكن. وطالب حربى الأزهر بإنشاء قناة خاصة بالأزهر، موضحًا الدور الفعال التى تقوم به هذه الفضائية لبث أنشطة الأزهر وأفكاره وتجديد الخطاب الدينى عن طريقها، موضحًا عدم كفاية الخطاب الدينى فى المساجد، موضحًا الدور المهم الذى تلعبه الآلة الإعلامية فى نشر الأفكار الدينية الصحيحة والتأثير الفعال لديها على نفوس الشباب.