على الرغم من نجاح المرأة فى المناصب التى تقلدتها والوظائف التى شغلتها إلى أن تولى امرأة لرئاسة جمهورية مصر العربية يُعد أمرًا غير مقبول بالنسبة لمعظم المصريين. وعلى الرغم من الرفض القاطع من البعض لتولى سيدة مصرية لرئاسة الجمهورية إلا أن التاريخ يشهد ويؤكد أن هناك 6 سيدات جلسن على عرش مصر دون شريك أو منازع. 1 – الملكة ميريت نيت: تُعد ميريت نيت أول ملكة في تاريخ العالم اعتلت عرش البلاد، واختلفت الآراء فى شأن هذه الملكة، وفيما إذا كانت قد حكمت البلاد، أم أنها كانت مجرد زوجة للملك، إلا أن الذي يؤكد توليها البلاد لوحة عثر عليها فى إحدى مقابر أبيدوس نقِش عليها اسم الملكة “ميريت نيت” وحدها. كما جاء ذكرها في حجر بالرمو الخاص بأسماء الملوك الذين حكموا مصر، وذكرت في المصادر التاريخية أنها ارتقت العرش وحكمت حكمًا منفردًا، وهذه ميزة تميزت بها الملكة مريت نيت عن سائر ملكات التاريخ. 2- الملكة خنت كاوس: توجت "خنت كاوس الأولى" ملكة على عرش مصر القديمة حيث إنها كانت الوريثة الشرعية له. واتخذت "خنت كاوس" لنفسها ألقاب عديدة وهى (ملكة مصر العليا والسفلى، أُم ملك مصر العليا والسفلى). وقد استنتج العلماء من اللقب الأول أن انحصار وراثة العرش في "خنت كاوس" سمح لها بأن تحمل لقب (ملكة مصر العليا والسفلى). 3 – نيت إقرت: تعد نيت إقرت ثالث ملكة تحكم مصر حكمًا منفردًا، وهى آخر ملوك الأسرة السادسة، وصفها معظم المؤرخين بأنها أجمل نساء عصرها فكانت تتمتع بالملامح الشقراء. ويقول بعض المؤرخين إلى إن بردية "تورين اختوت" أشارت إلى أن فترة حكم هذه الملكة كانت عامين، وشهر ويوم واحد فقط، وبنهاية حكمها انتهت الأسرة السادسة، وانتهى معها عصر الدولة القديمة إلى كان من أزهى عصور مصر القديمة. 4 – سبك نفرو: الملكة سبك نفرو ابنه الملك أمنمحات الثالث، وتولت عرش مصر بعد وفاة أخيها"أمنمحات الرابع". لم يطل حكمها أكثر من ثلاثة أعوام وأربعة أشهر وعشرين يومًا كما جاء في بردية تورين بين اعوام 1782 و 1778 ق.م. وأطلقت على هذه الملكة عدة ألقاب منها"الزوجة الملكية العظيمة"، و"الوارثة العظيمة"، و"سيدة كل النساء". وبنهاية حكم هذه الملكة، انتهت الأسرة الثانية عشرة، وانطوت صفحات عصر من أمجد عصور مصر القديمة، لتدخل مصر مرحلة زمنية جديدة تُعد نكسة فى تاريخها، وهى الفترة التى تعرف ب (عصر الانتقال الثانى)، التى نجح “الهكسوس” أثناءها فى احتلال مصر. 5- الملكة حتشبسوت: تشتهر الملكة حتشبسوت بأنها أقوى ملكات مصر، حيث حكمت من1482 قبل الميلاد إلى 1503 قبل الميلاد، وتميز عهدها بقوة الجيش والبناء والرحلات التي قامت بها. وتُعد حتشبسوت من أفضل وأقوى ملكات مصر، حيث اشتهر حكمها بالسلام والازدهار، وكانت تحاول بأقصى وسعها تنمية العلاقات وخاصة التجارية مع دول الشرق القديم لمنع أى حروب معهم. واجهت حتشبسوت مشكلات مع الشعب حيث كان يرى أغلب الناس أنها امرأة ولا تستطيع حكم البلاد ولذلك كانت تحاول دائمًا أن تلبس وتتزين بملابس الرجال لإقناعهم بأنها تستطيع الحكم، ونشطت حركة التجارة التى كانت في حالة سيئة خصوصًا في عصر الملك تحوتمس الثانى. 6- كليوباترا السابعة: كانت كليوباترا المنحدرة من أسرة البطالمة ذوي الأصل الإغريقى الذين حكموا مصر بعد موت الإسكندر الأكبر هى آخر فراعنة مصر، مثل حتشبسوت، شاركت (زوجها) الحكم، ثم ما لبثت أن استولت على الحكم بمفردها . عرفت كليوباترا بسلسلة علاقتها العاطفية التى هدفت من ورائها الحفاظ على استقلال مصر عن الأمبراطورية الرومانية، فقد كانت الوحيدة التى تعلمت لغتهم بين الحكام البطالمة. دعمت كليوباترا اقتصاد بلادها بالتجارة مع بلاد الشرق فساعد هذا على تقوية وضع مصر فى العالم القديم مما جلب السلام للبلاد بعد أن أضعفتها الحروب الداخلية. 7- شجرة الدر: كانت شجر الدر مجرد جارية نالت إعجاب الملك الصالح نجم الدين أيوب الذى اشتراها، وحظيت عنده بمنزلة رفيعة فأعتقها، وأصبح لها الحق فى أن تكون المالكة الوحيدة لقلبه وعقله وصاحبة الرأى ثم أصبحت الشريكة. قضى السلطان الصالح أيوب السنوات الأخيرة من عمره فى محاربة الصليبيين وفى ذلك الوقت كانت شجرة الدر هى المسؤولة عن بيت المال وكان لها نفوذ كبير على الجيش وانتهى بها الأمر بأن شاركت زوجها. توفى الملك الصالح أثناء مقاومة البلاد للغزو الصليبى بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، فقررت شجرة الدر إخفاء الخبر حتى لا تتأثر معنويات الجيوش وإلى أن تطمئن لتأييدهم تولى ابنه توران شاه للحكم. أدى انعدام كفاءة توران شاه إلى مقتله بواسطة مماليك أبيه، واتفقوا على اختيار شجر الدر ملكة عليهم، إلا أن دولة الخلافة العباسية فى بغداد استنكرت ذلك وأرسلت إلى المماليك ما نصه:" إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسيِّر لكم رجلاً ". اختارت شجر الدر عز الدين أيبك لتتزوجه ويشاركها الحكم، لكنها احتفظت بمعظم الخيوط فى يدها، وعندما علمت أنه ينوى الزواج بأخرى دبرت لقتله، وبعدها بثلاثة أيام انتقمت له زوجته الأولى بأن قتلت شجرة الدر ضربًا بالقباقيب.