بعد تنفيذ القوات التركية عملية شبه عسكرية من طراز خاص، لإخلاء ضريح سليمان شاه، مؤسس الدولة العثمانية، والواقع على بعد 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، طرح ذلك سؤالًا حول من المؤسس سليمان شاه هذا؟!! إنه سليمان شاه ابن قتلمش جد، مؤسس الدولة العثمانية، كان رئيسًا لعشيرة صغيرة عدد أفرادها حوالي خمسة آلاف شخص تسمى (قايا) اتجهت غرباً نحو سوريا هربا من غزوات المغول، قبل أكثر من ثمانمائة عام. ويحكى أن المغول غزوا إمبراطورية سليمان شاه بغتة، فلقي حتفه غرقًا في نهر الفرات أثناء محاولته الفرار سنة 1227 ودفن بالقرب من المكان المسمى حاليًا "ترك مزاري" في قلعة جعبر في سوريا. ويشكك بعض المؤرخين في الروايات الرسمية عن ضريح شاه قائلين: إنها ربما لُفِّقَت لاحقًا لإثراء هوية تركية إمبراطورية ثم هوية وطنية. وبحسب ما ورد فى معاهدة أنقرة الموقعة بين تركيا وفرنسا (في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا) سنة 1921، فى مادتها التاسعة من اتفاق على أن ضريح سليمان شاه هو تحت السيادة التركية، وحالياً يعد هذا المزار، الأرض أو الذراع الوحيد ذات السيادة التركية خارج حدود الدولة، ويسهر على حمايته مجموعة من الجنود الأتراك. وفي سنة 1973، كادت مياه سد الفرات تغمر الضريح، ولكن بعد مفاوضات تركية - سورية تقرر نقل الضريح إلى منطقة أخرى مسيجة على شريط من الأرض ناتئ في ماء نهر الفرات قرب قرية قره قوزاك على بعد 25 كم من تركيا مساحتها 8,797 متر² داخل محافظة حلب. ويقع الضريح بشمال سوريا على ضفة نهر الفرات قرب مدينة منبج في ريف حلب، وهو مشيد من الحجر الأبيض، ويبعد عن الحدود التركية شمالا حوالى أكثر من ثلاثين كيلومترا. ووجدت وأقيمت هناك حامية عسكرية تركية في هذا الموقع لحماية وحراسة هذا الضريح، تتبدل مرة كل شهر، كما بني مركز شرطة سوري إلى جانب الموقع. وكان قبر سليمان شاه قرب قلعة مهوره تسمى ب"جعبر" بعيداً عن الأنظار ويجد الراغب فى الوصول إليه مشقة، وكان نادراً ما يُزار، لكنه عندما تقرّر عام 1968 إنشاء سد الفرات بموقع الطبقة، وخوفا من أن يتم غمر الضريح وأجزاء من قلعة "جعبر" بمياه بحيرة السد التي كانت سترتفع ما يقرب من ثلاثين مترا عن منسوبها العادى، تم الاتفاق على نقل الضريح لمكان آخر. وتمسكت الدولة التركية في المفاوضات المشتركة مع سوريا حول سد الفرات على إبقاء الضريح بالأراضي السورية ونقله عام 1973 إلى تلّ مرتفع شمال تل "قره قوزاق" الذى يبعد حوالي ( 30 كلم) إلى الشرق من منبج وبني جسر "قرة قوزاق" ليصل بين الجزيرة السورية (محافظات الرقة ودير الزور والحسكة) بباقي الأراضي السورية المعروفة ب "الشامية". وفى عام 2010، وأثناء زيارة الرئيس التركي عبد الله غول إلى حلب قام وفد تركى رسمي بزيارة الضريح وقرر إقامة أعمال صيانة وترميم فيه، كما قامت اللجنة المشتركة "لبرنامج التعاون الإقليمي السوري التركي" بوضع لوحات توضح دلالة المكان وعمل إصلاحات فى الطرق المؤدية إليه بوصفه معلما سياحيا يقصده الزوار الأتراك.