كشف اللقاء بين الرئيس باراك أوباما والأمير القطرى تميم بن حمد أمس فى البيت الأبيض عن أن الرئيسين تشاركا نفس المخاوف والالتزامات والمحادثات واسعة النطاق ونفس وجهة النظر حول كيفية معالجة الإرهاب ومخاطبة جذوره ليس عن طريق السلاح وإنما بتنمية الشباب الذى يسهل على التنظيمات الإرهابية استدراجه إلى معسكراتهم، -بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. وأوضحت الصحيفة أن الإمارة الخليجية تعتبر قاعدة عسكرية للعمليات الأمريكية وتعتبر واحدة من أغنى الدول حول العالم من حيث نصيب الفرد وأنها تضخ حوالى 7 مليارات دولار سنويا فى العلاقات التجارية مع الولاياتالمتحدة سنويا ولذلك فإن القطريين كانت لهم الريادة فى عقد صفقات مع الجماعات المسلحة من طالبان فى أفغانستان والتفاوض على إطلاق سراح الأسرى فى سوريا وهى حليف قوى من وجهة نظر أوباما يساعده فى المجهودات الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وكان النقاد الأمريكيون قد انتقدوا سياسة أوباما، الداعمة للحليف القطرى بالرغم من دور قطر "المريب" فى المنطقة عقب ثورات الربيع العربى فى عام 2011 الذى تبنت من خلاله دعم الأحزاب الإسلامية فى مصر وتونس وليبيا فى حين كان نظراؤها من دول الخليج يقاومون تأثير الإسلاميين، إضافة إلى أن بعض الممولين القطريين كانوا على صلة بتمويل القاعدة فى سوريا. . وبالرغم من كل هذه الأدلة التى تربط بين قطر ودعم الجماعات المتطرفة فى المنطقة خاصة بتقرير صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أمس حول علاقة قطر بالجماعات المتطرفة فى الوطن العربى إلا أن القطريين ينكرون هذه المزاعم الخاصة بارتباط الإمارة بالإرهاب ويصرون على نفس لهجة إصرار الأمير تميم فى مقاله بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التى زعم فيها أن "قطر مستعدة لعمل أى شىء مقابل إنقاذ الشرق الأوسط من الانهيار". ورأت الصحيفة أن قطر تختلف عن مصر والأردن والإمارات الذين يتبنون فكرة قوة السلاح فى مقاومة الإرهاب ورأت أن أوباما وتميمم متفقان على أن الحلول العسكرية غير كافية لهزيمة الإرهاب وهو ما أكده الأمير القطرى فى فقرة واضحة بمقاله بنيويورك تايمز حول مخاطبة جذور الإرهاب وإعتبار "ضعف الأمل" هو دافع الشباب للانقياد وراء دعوات التطرف فى الدول العربية وخارجها. وربطت الصحيفة بين مناقشة الأمير القطرى فى مناظراته للجذور السياسية والعوامل الإجتماعية الإقتصادية التى تؤدى لظهور الإرهاب حول العالم وبين إشارة الرئيس أوباما فى خطابه بقمة مكافحة الإرهاب الأسبوع الماضى إلى أن مواجهة الإرهاب تعتمد على تشويه أيدولوجيات الجهاديين وأن خطر الأفكار المتطرفة ينمو فى ظل إهمال تعليم الشباب، مؤكدا أن الحل فى رأى فى مكافحة الإرهاب هو تأسيس برنامج تطوير واسع وتنمية الإصلاح الاقتصادى فى الحكومات الاستبدادية. ورأت الصحيفة أن الإمارة الخليجية قطر مستقرة داخليا ربما بسبب المستوى الإقتصادى المرتفع لديها كأحد الدول البترولية على الرغم من تحديها للحكومات الإستبدادية فى الدول العربية من خلال شبكتها التلفزيونية المؤثرة، الجزيرة.