أرجو ألا تستجيب مصر لما يريده الدكتور علي زيدان رئيس وزراء ليبيا السابق فما يقوله شديد الخطورة، علي مصر أولاً.. وعلي كل المنطقة ثانياً. فهو وان كان يؤيد الضربات الجوية المصرية، لقواعد الإرهابيين في ليبيا، إلا انه يطالب بتطوير هذه العمليات الجوية إلي «مطاردة علي الأرض» أي يريد حرباً برية يندفع فيها الجيش المصري إلي معركة «الأعداء» يحاولون سحبنا إليها.. تنفيذاً للمخطط الأمريكي لتدمير الجيش المصري، واستنزاف قوانا المدنية والعسكرية.. أي ببساطة إيقاف عمليات تنمية مصر أي نهوضها من جديد، وهو نفس الهدف «الغربي» ضدنا، منذ مئات السنين. فالرجل يريد استرجاع الوطن الليبي، لبنائه من جديد، كما قال في حديثه مع «المصري اليوم» أي يريد استعادة الدولة الليبية.. ولو علي حساب الدولة المصرية.. وهو هنا يستفز مصر والمصريين، ويلوح بالمخاطر التي تهدد مصر عندما يقول ان المتطرفين الليبيين يريدون القضاء علي مصر وحكمها رغم أنف أهلها.. ورغم ان هذا هو الهدف.. أي تركيع مصر وشعبها من خلال استفزازها.. والتلويح بالمخاطر المحدقة بها.. إلا أن الحكمة تقتضي ألا ننساق إلي المستنقع الليبي الرهيب، الذي ينصبه لنا المخطط الأمريكي وينصبه أيضاً لكل الأشقاء الذين يساعدوننا علي الصمود.. وبالتالي استنزاف قوتهم- أيضاً- وبالذات السعودية والإمارات والكويت. ويقول بصراحة- مرة أخري- انه ينبغي ألا يقف الأمر عند حد الضربة الجوية.. بل ينبغي تطوير ذلك إلي مطاردة علي الأرض لإنهاء جميع بؤر الإرهاب.. بل يطالب بتحرير المنطقة الوسطي من ليبيا المحتلة في سرت والمنطقة البترولية وجفرة لتصبح مركز الدولة الليبية للسيطرة علي جميع المناطق. وهذا الكلام يعني سحب الجيش المصري إلي عمق الصحراء وبحور الرمال ليصبح هذا الجيش مكشوفاً لأي عمليات مضادة.. ليسهل تدميره وتصفيته، وهو نفس الهدف الذي جعل «عبدالناصر»- يندفع- دون أي تفكير ليغوص في مستنقع اليمن، الذي كان من أهم أسباب هزيمتنا في حرب 1967. هنا نتساءل: هل لابد من التدخل الأرضي في ليبيا من خلال تدخل دولي وضمن حملة دولية لضرب الإرهاب، حماية للمنطقة.. ومنع امتداد الإرهاب إلي جنوب أوروبا علي طول امتداد ساحل البحر المتوسط الشمالي من قبرص واليونان ودول البلقان وإيطاليا، وفرنسا واسبانيا. أم يكون هذا التدخل ضمن عمل عربي- في الأساس- لحماية شعب دولة عربية، كانت هي أول دولة تنضم للجامعة العربية، بعد الدول السبع المؤسسة.. أم يكون ذلك ضمن تدخل جماعي من دول شمال افريقيا أي الجزائر والمغرب وموريتانيا، ثم تونس، بعد أن تنهض من كبوتها.. لأن المخطط الأمريكي يستهدف أيضاً الجزائر والمغرب بالذات.. وربما تساهم دول جنوب الصحراء في هذا العمل وهي تشادوالنيجر ونيجيريا انطلاقاً من ضرب الإرهاب المتمثل عندها في منظمة «بوكو حرام»؟! وحتي لا تتحول معركة ليبيا إلي حرب عالمية ثالثة يجب أولاً تجفيف منابع دعم الإرهابيين.. أي الذين يدعمون إرهابيي ليبيا: في السودان.. وفي قطر.. وأصابع تركيا.. وعقل أمريكا.. وعلينا أن نحذر أيضاً ترك الساحة لإيطاليا التي تحاول أن تعود إلي ليبيا من جديد، بعد أن حاولت القفز إليها مرتين، الأولي عام 1912 والثانية خلال حكم «موسوليني» الفاشي. وتمتد عمليات تجفيف منابع دعم الإرهابيين في ليبيا إلي كل من يساعدهم ولو بالمقاطعة.. ثم التهديد باستخدام القوة.. ثم استخدام القوة بعد ذلك. وأن يكون ضرب الإرهابيين جواً هو الأساس حتي لا تتحول المعركة إلي حرب عصابات من جانب الإرهابيين، وحرب من جانب جيوش منظمة.. وهذا خطأ. ثم الحصار البحري للأراضي الليبية من أول نقطة علي حدودها الشرقية مع مصر من رأس الملح غرب السلوم المصرية وشرق طبراق إلي خليج سرت، حيث أهم مركز للعمليات إلي زوارة غرب مدينة طرابلس وغرب الزاوية.. وأيضاً فرض حصار بري علي كل الجنوب الليبي- من حدودها مع السودان جنوب جبل العوينات وعلي حدودها مع تشاد ومرتفعات بتستي إلي حدودها مع النيجر، وكذلك علي طول حدودها الغربية مع تونسوالجزائر. وضرب كل من يحاول اختراق هذا الحصار.. جواً وبحراً.. مع مظلة جوية شديدة لمنع أي طيران فوقها. دون أن تتطور هذه العمليات إلي عمليات برية.. بالمرة.