البزنس أقوى من الرصاص. هذا ما اتفق عليه معظم المشاركين فى ملتقى الأعمال المصرى اللبنانى الذى استضافته العاصمة اللبنانيةبيروت الأسبوع الحالى. كُل دم يسيل، كل تفجير، كُل تخريب، كل إرهاب لا يمكن مواجهته دون اقتصاد قوى. دون تنمية حقيقية، دون فرص عمل جديدة تدفع المجتمع للتماسك والاصطفاف فى مواجهة الخطر. من هُنا كانت الشراكة التجارية والاقتصادية التى طرحها القطاع الخاص المصرى، وتحمس لها رجال الأعمال اللبنانيون هى حائط الصد الأهم فى مواجهة الخطر المُحدق بالخريطة العربية. «البزنس يتحدى الإرهاب». تحت هذا الشعار دعا اقتصاديون ومستثمرون إلى إقامة مشروعات استثمارية جديدة فى مصر، التى يمكن أن تتحول إلى مركز تصنيع إقليمى كبير. فى تصور أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية فإن المستثمرين فى مصر يمكنهم التصدير إلى أسواق أوروبا والكوميسا والافتا دون جمارك طبقا لاتفاقات تجارة حرة وقعتها معها. ومن هُنا يمكن للمستثمرين اللبنانيين أن يستهدفوا تلك الأسواق من خلال مشروعات مشتركة يشاركون فيها فى مصر. لقد كانت استثمارات لبنان فى مصر مُرضية إلى حد كبير وطبقا لتأكيدات المهندس فتح الله فوزى، رئيس جمعية الصداقة المصرية اللبنانية فإن لبنان يأتى فى المرتبة رقم 15 بين 150 دولة مستثمرة فى مصر. وتبلغ قيمة الاستثمارات 3.7 مليار دولار موزعة على قطاعات الصناعة والخدمات والبنوك والسياحة والتعليم. الفرص المُتاحة شاملة ليست فقط فى الصناعة، وإنما تمتد إلى كافة القطاعات والتى من بينها قطاع النقل والسكك الحديدية. وطبقا للمهندس محمد مراد الزيات أحد المستثمرين فى قطاع النقل والذى شارك فى الملتقى فإن السكة الحديد فى مصر تضم 800 محطة بعضها يحتاج تبديلاً وتمديداً، وصيانة وهو ما يتكلف ما بين 10 و20 مليار دولار. وقطاع النقل عموما مهم واستراتيجى فى مصر لأن عدد مستخدميه يزيد على 40 مليون مواطن. وأوضح أن الحكومة المصرية تسعى إلى زيادة الطرق بنحو 4 آلاف كيلو متر وهو ما يعنى أن هُناك فُرصاً رائعة للقطاع الخاص المصرى والأجنبى فى ذلك القطاع. المشروعات الصغيرة هى الأخرى قطاع مُرشح للعب دور مهم فى الشراكة بين البلدين. وطبقا لتصور المهندس محمد السويدى رئيس اتحاد الصناعات فإن هذا القطاع هو الأكثر قدرة على توفير فرص عمل عالية، مؤكداً أن اقتصادات دول عديدة تقوم على المشروعات الصغيرة والمتوسطة. لقد وضع اتحاد الصناعات مشروعاً موسعاً لإنشاء عدد من التجمعات الصناعية الجديدة التى تضم ورشاً ومصانع صغيرة فى مناطق مختلفة من الجمهورية وسيتم توفير مساحات الأراضى بنظام التأجير لشباب المستثمرين. ويمكن للجانب اللبنانى المشاركة فى تسويق منتجات تلك التجمعات، خاصة أن اللبنانيين لديهم علاقات جيدة ونظم متطورة فى مجال التسويق. لقد بلغ التبادل التجارى المصرى اللبنانى خلال عام 2013 نحو 713 مليون دولار، ثم تراجع خلال العام الماضى إلى 618 مليون دولار بما يقارب مائة مليون دولار، بمعنى تراجع التجارة بنسبة 14%. ويمكن القول إن تراجع أسعار البترول العربية وتراجع أسعار كثير من المحاصيل هما السبب فى التراجع، لكن فتح نوافذ جديدة لمرور بعض السلع سيُغير أرقام التجارة، خاصة أن منير عبدالنور وزير التجارة والصناعة اتفق بالفعل مع حسام تمام رئيس الوزراء اللبناني على تيسير دخول المانجو المصرية إلى الأسواق اللبنانية. ولاتزال مشكلة البطاطس المصرية المحظور استيرادها تنتظر تدخلاً مباشراً من جانب السلطات فى كلا البلدين. وطبقا لمصادر لبنانية فإن الحكومة اللبنانية أبلغت مصر أنها سترفع الحظر عن البطاطس فى حال رفعه من جانب الاتحاد الأوروبى.