أكد الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة، خلال اللقاء الفكري الذي عقده فى ختام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورتة ال 46 ، أن لا تهاون مع الفساد أو التقصير. وأضاف أنه قد تم بالفعل قبول استقالة الدكتور كاميليا صبحي رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية التي تقدمت بها من رئاسة القطاع، مؤكدًا أنه يكن لشخصها كامل التقدير والاحترام، وأن القيادة الثانية التي سببت له حزنًا شديدًا هو الدكتور سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، مشيرًا إلى وجود فساد كبير داخل الهيئة العامة لقصور الثقافة، وذكر جابر عصفور واقعة قيام موظف بالإدارة الهندسية بإنشاء شركة مقاولات وإسناد أعمال من الهيئة لها، كذلك تقاضي أحد الموظفين رشوة مسجلة بالصوت والصورة من قبل الرقابة الإدارية، وأضاف جابر عصفور خلال اللقاء أن الجهاز الإداري للدولة لا يحتاج إلا مليوني موظف فقط كي يعمل دولاب العمل، ولكن الجهاز الإداري به 7 ملايين موظف.
وعلى صعيد آخر أوضح حقيقة ما يثار حول إلغاء جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، حيث أكد أن جهاز الرقابة ماضٍ فى تحقيق أهدافه، وكل ما حدث هو تطويره ليقوم بدوره بحرفية ومهنية، تساعد فى إثراء الفن وحماية المجتمع، وأن مسالة التصنيف العمري معمول بها في كل أنحاء العالم.
وأضاف جابر عصفور أن الهيئة المصرية العامة للكتاب مؤجرة للأرض التي يقام عليها المعرض بمبلغ ضخم، وإذا زادت مدة المعرض ستتحول المكاسب إلى خسارة، ولا يوجد معرض فى العالم يمتد أكثر من 16 يومًا، مؤكدًا على القيام بتوفير مواصلات للمحافظات لنقل الأدباء إلى معرض الكتاب، مشيرًا إلى أنه طلب من محافظ القاهرة تخصيص قطعة أرض بعين الصيرة لتكون مقرًا لمعرض الكتاب.
وعن مسئولية وزارة الثقافة عن وجود كتب متطرفة، قال جابر عصفور:" ليس من حق وزارة الثقافة أن تصادر أو تعدم أي كتاب بحكم الدستور إلا بحكم قضائى، أما إذا كان هناك ناشر قد طبع هذا الكتاب، وتسلل إلى معرض الكتاب تقع المسئولية على المواطنين فدورهم التبليغ عن أى شيء سلبى يمكن أن يفسد الوطن كما يتم التبليغ عن أى قنبلة، مؤكدًا أننا فى حالة حرب حقيقية.
وأضاف جابرعصفور عندما توليت هذا العمل توليت ما يسمى بمنظومة العمل وهو التعاون بين الوزارات، وبدأنا فى توقيع اتفاقيات مع خمس وزارات فقط هم: الشباب، والتعليم العال،ى والتربية والتعليم، والأوقاف، والإعلام، ثم تم توقيع بروتكولات مع وزارات أخرى لها علاقة بالثقافة بشكل غير مباشر، وكانت آخر اتفاقية مع وزارة البيئة حتى لا تعمل وزارة الثقافة فى جزيرة منفصلة، وإنما من خلال منظومة عمل مشتركة. وعن مكتبة الأسرة قال:" إن ميزانيتها هذا العام هى أضخم ميزانية فى تاريخ مكتبة الأسرة، فقد وصلت إلى 19 مليون وأتوقع زيادتها".
وأشار جابر عصفور إلى أننا نحتاج إلى تجديد الخطاب الديني؛ ولذلك جاء اختيار الإمام محمد عبده شخصية المعرض، والثقافة والتجديد عنوان المعرض والتركيز على تجديد الخطاب الدينى فى محاور النشاط الثقافى.
وعن المؤسسات الثقافية المستقلة قال جابر عصفور:" إن تلك المؤسسات تحقق دورًا جادًا فى الثقافة المصرية، وتوجد مؤسسة ثقافية مستقلة نشطة للغاية، ومنها مؤسسة دعت أورهان باموق الكاتب التركي الحائز على جائزة نوبل وهو موجود الآن فى مصر، ووزارة الثقافة كل أبوابها مفتوحة للتواصل مع أى مؤسسة ثقافية مستقلة لتفعيل دورها فى الشأن الثقافى والتعاون معها، وفى الفترة القادمة ستكون أكثر تأثيرًا فى الثقافة؛ لأن لديهم حريات بعيدًا عن القيود والروتين.
وأضاف أن في مصر أكثر من 6 آلاف جمعية أدبية، ونحن على استعداد لدعم الجمعيات الجادة، متمنيًا أن تكون جماعة الفن ميدان نموذجًا للشباب ويكون لدينا كثير من هذه الجماعات، مشيرًا إلى أن الإرهاب ضد الثقافة، وأى مدخل لمحاربة الإرهاب بدون الثقافة فهو مدخل خاطئ، مضيفًا أنه سيتم إنشاء معهد للإدارة الثقافية يقوم بتأهيل كوادر ثقافية للعمل بوزارة الثقافة.
وحول طباعة الكتب بوزراة الثقافة أكد جابر عصفور أن نسبة الأمية في مصر وصلت إلى 40% ولابد أن تقوم الدولة بإصدار الكتب بأسعار زهيدة وألا تكون مقصرة وفي حالة تخلي الدولة عن دورها فى إنتاج الأفلام السينمائية، ونشر الكتاب فهى تتخلى عن مسؤوليتها الوطنية كدولة وتتخلى عن مسئوليتها الاجتماعية فى عدم توفير الكتاب بسعر زهيد للمواطن مثل مشروع مكتبة الأسرة الذى يسعى الناشر الخاص لنشر كتبه فيه، ولكن التنسيق بين الهيئات هو المهم.
وطالب أحد الحضور إنشاء متحف قومى خاص برسوم الكاريكاتير فقرر د.جابر عصفور على الفور البدء فى إجراءات إنشاء المتحف مثنيًا على الفكرة.
