أذهلت «فاتن حمامة» الجمهور الفرنسى بحديثها الشيق اللبق للتليفزيون الفرنسى عام 1964 أثناء عرض فيلمها «الليلة الأخيرة» للمخراج كمال الشيخ بمهرجان كان السينمائي، مما جعل مقدم البرنامج يصفق لها ويحرص على التقاط الصور التذكارية معها، ويعترف أنه احترم الفن المصرى من حديثها وأخلاقها التى أذهلته بردودها فى جميع جوانب الحياة السياسية والفنية والثقافية، وإتقانها للغة الفرنسية، تلك إحدى صور ظهور فاتن حمامة على الشاشة على الصعيد الدولى أما صعيد الداخل فارتبطت بصداقة مع الاعلاميين القدامى، ومواقفها معهم جعلتهم يبكون رحيلها، ويتغنون برقتها، ويطلقون عليها الأسطورة التى وهبها الله لمصر. وفى السطور القادمة نرصد آراء الاعلاميين الكبار وشهادتهم عن «فاتن حمامة» الاعلامية الكبيرة سناء منصور.. قالت: أحببت فاتن حمامة، وأعتبرها أسطورة وهبها الله لمصر.. فهى كنز فنى كبير أثرى الحياة العربية، احترمها رؤساء الدول، وكانوا يستقبلونها استقبال الكبار، وتتذكر منصور بداية معرفتها بها عندما انفردت بحوار لها بعد عودتها الى مصر بعد سنوات من الغياب، وامتلأت وقتها عيونها بالدموع لاشتياقها لوطنها، وحكت عن ظروف سفرها خارج مصر، رغم احترامها للرئيس عبد الناصر التى ساندته أثناء ثورة 23 يوليو، ولكن من كانوا معه سبب رحيلها لفترة عن مصر، وذات مرة سألتها عن أغنية تحب تسمعها، وكانت المفاجأة، أنها اختارت أغنية «أيوة آه» لعايدة الشاعر التى تقول «عليكى خطوة يانعيمة لو شافها مخرج فى السينما لعملك فيلم عليه القيمة»، مما جعلنا أنا والفنان أحمد رمزى وسميرة احمد الذين تواجدوا بالصدفة اثناء تسجيل الحوار نصفق لها من انبهارنا بذكائها، ومن هنا بدأت لغة الاحترام بيننا، وطلبت منها أن تسعد جمهورها بصوتها عبر اذاعة الشرق الأوسط بدعاء يومى قبل الافطار فى رمضان، ووافقت وطلبت منى أن تقدمه بشكل مختلف وكتبه سيد حجاب واخرجه حسنى غنيم، وخرج العمل كرسالة تربوية أخلاقية تدعو الله بخشوع مليئة بالمعنى الحقيقى لقيمة التدين، وقالت منصور للاسف أن هذا العمل سرق وعرض على الفضائيات مع تركيب صوتها على صور مرئية، وثارت فاتن واتصلت بى لمعرفة الحقيقة، وحاولت أن ابحث عن حقوق الملكية الفكرية.. ولكن للأسف لم نطبق الحقوق على الغير، وهذه مشكلة نعيشها الآن، وتقول منصور: فى مرة من المرات ترددت شائعة وفاتها، فطلبتها على التليفون وقلت لها وجهى كلمة لجمهورك، وعندما كنا نتقابل عند زيزى زوجة الكاتب أحمد بهاء الدين ،كانت تسأل وتستفسر عن ماينشر من اخبار ومدى مصداقيتها، فهى شكلت وجدان جيلنا بشياكتها واخلاقها، وكانت صافية اكثر من شخصيات كثيرة نشاهدها بلا قيمة. الاعلامى الكبير فهمى عمر، تعرف على سيدة الشاشة فاتن حمامة عام 52 هى وزوجها عزالدين ذو الفقار، فى قطار الرحمة الذى جمع الشخصيات المشهورة لإطلاق حملة تبرعات ومعونات للفلسطينيين اللاجئين، وكنت مذيع القطار وتجولنا بين محافظات الصعيد وعند محطة «نجع حمادى» تجمع أهل البلد ونادونى بمحمد باللهجة الصعيدية فضحكت وظلت تنادينى فاتن حمامة بهذا الاسم، وعند تقلدى لمنصب رئيس الاذاعة راودتنى فكرة ان تكون السيدة فاتن حمامة بطلة مسلسل اذاعى وعام 83 تحدثت معها فى هذا الأمر ورحبت ترحيباً كبيراً، وأعدت لى احتفالاً كبيراً بمنزلها، وعند دخولها الاستوديو لتسجيل المسلسل أقمت لها حفلة كبيرة حضرها بعض النجوم والصحفيين والأدباء، بجانب فريق العمل، ورفضت فاتن ان تتقاضى اجرا، ودائما كانت تثرى الاذاعة بأحاديثها، فهى أنشودة عذبة امتعت الملايين بفنها، وآرائها الوطنية تجاه وطنها ورئيسها عبد الفتاح السيسى. الإعلامية الكبيرة نجوى ابو النجا.. تتذكر والدتها التى كانت زميلة لفاتن حمامة فى المرحلة الابتدائية بمدرسة «ثمرة الحياة» بالمنصورة وكان والد الفنانة الراحلة يعمل مدرسا بها، وتقص ابو النجا حكايات والدتها ان فاتن كانت تبدو نجمة منذ صغرها، وكان اهل المنصورة ينتظرون أعمالها بلهفة، وكان الفتيات يقمن بتقليدها فى كل شىء فى ملابسها وحركاتها ومشيتها، فهى مثل أعلى لنا، وبعد عملى بالاذاعة ومتابعتى لها كنت افتخر اننى من بلدتها، وأثناء عملى بصوت العرب وتجولى فى الدول العربية، كنت اسأل الجماهير عن اقرب ممثلة لكم فكانت فاتن فى المقدمة، لإبداعها التمثيلى والتزامها الأخلاقى، ورقتها ودقتها، واختيارها لأعمالها. وشاءت الأقدار أن احضر التحضير لمسلسل «ليلة القبض على فاطمة» للكاتبة سكينة فؤاد، وأحسست أننى أمام فنانة من طراز خاص، ملتزمة وصارمة ممزوجة بالانسانية. ونجح العمل، وقدم بعد ذلك تليفزيونيا، وأتذكر أن المخرج العالمى جورج فادول قال عن دورها فى فيلم الحرام إن فاتن حمامة ممثلة عالمية تستحق التقدير، فمازال لدى مصر فنانون لايقلون موهبة عن فنانى هوليود، ولكن للأسف انتم تجرون وراء الفن العالمى متناسين ابراز فنكم، واختتمت ابو النجا حديثها بقولها، فاتن حمامة باقية فى قلوبنا وأعيننا ولن ننساها، وطالبت بإطلاق اسمها على الشارع الذى تسكن به، واقامة احتفالية خاصة لها تتبناها وزارة الثقافة واتحاد الاذاعة والتليفزيون.