في ذكرى ميلاد سيد الخلق وخاتم المرسلين سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - يختلف المسلمون في التعبير عن حبهم له بالاحتفال بمولد شفيعهم وإمامهم، فالبعض يعرب عن حبه له بتوزيع الحلوى، والبعض الآخر يصومون، وما بين هذا وذاك، تتنوع طرق الاحتفالات بتلك المناسبة العطرة. وللتعرف على طرق الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وأساليب تعبير المسلمين عن حبهم له – صلى الله عليه وسلم، رصدت "بوابة الوفد" آراء بعض علماء الدين عن كيفية تعبير المسلمين عن حبهم لسيد الخلق. فمن جانبها، قالت آمنة نصير، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليس مجرد بضع كلمات منطوقة بل يكون بالتأسى والاقتداء به في كل أخلاقه وأفعاله وأقواله، مشيرة إلى أن أهم ما نحتاج إليه منها هو حبه لوطنه، بالرغم مما لاقاه فيها من إيذاء له ولأتباعه. ودعت نصير الشباب إلى المحافظة على وطنهم والدفاع عنه ضد أي عدوان، ومحاولة البناء والتطوير بالعمل الجاد الدؤوب، مضيفة أن من يحب الرسول يجب أن يكون شخصا متسامحا يبتعد عن الشطط والتعصب في بعض سلوكياته، ويرفض التطرف والإرهاب، ويقف ضد من يدعمه ويحاربه بكل ما أوتي من قوة. ورأت نصير أن اعتقاد البعض حب الرسول يتمثل في كتابة كلام حسن عليه، أو نشر صورعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يدل على عدم ظهور هذا الحب في تصرفات الشخص وسلوكه، مؤكدة أن ذلك اعتقاد خطأ وتصرفات مراهقة. فيما أوضح إبراهيم نجم، الداعية والمفكر الإسلامي، أن التعبير عن حب رسول الله يكون بمحاربة الأفكار المغلوطة والمتطرفة التي انتشرت الفترة الأخيرة سواء كانت أفكار تدعو إلى الإرهاب والعنف وقتل النفس التي حرم الله قتلها، كفكر داعش، أو الأفكار العلمانية التي تدعو إلى الإلحاد ومهاجمة أئمة الإسلام الكبار كالإمام البخاري. ودعا نجم كل المسلمين بإحياء مولده بالطاعات والعمل وتطهير الظاهر والباطن، وليس الظاهر فقط، موضحًا أن أمراض القلوب، مثل الحسد والكره والحقد والاستعلاء والرياء من أكثر الأشياء التي كرهها الرسول ودعا أمته بالابتعاد عنها. ولفت نجم إلى أن أهم مظاهر التعبير عن حب رسول الله يكون بحمل خطاب إسلامي جديد يجمع ولا يفرق، ويحمل بين طياته التسامح مع الآخر، والتعاون على البر والتقوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونبذ العنف. وأضاف محمد الجندي، عضو مجمع البحوث، أن حب الرسول والاحتفال بمولده يجب ألا يكون يوما واحدا في العام بل يجب أن يكون ذلك مستمرًا في كل وقت لاستلهام هذه الذكرى في حياة المسلم اليومية بما فيها من مشكلات وقضايا وأفكار وأفعال، مشيرًا إلى أن طاعة الرسول والحفاظ على سننه، والدفاع عن الإسلام من كل المحاولات الكثيرة التي ترغب في القضاء عليه وتشويهه هي أهم مظاهر التعبير عن حبه. وأضاف الجندي أن الرسول أمرنا بحبه في الأفعال وليس مجرد كلمات تقال باللسان، موضحًا أن حبه يكون بالعمل الجاد وبتحصيل العلم، وتربية الأولاد تربية صحيحة، كي تخرجهم أشخاصا نافعين للمجتمع، وعدم تقبل المال الحرام.