القرار الجرىء الذى اتخذته وزارة الطيران المدنى بالاطاحة برئيس شركة ميناء القاهرة الجوى من منصبه بعد حملة «نافذة على المطار» و«همسة طائرة» عن وجود فساد بالشركة وبعض المخالفات وذلك رغم قربه من قيادة كبيرة بالدولة، هو أكبر دليل على أن مصر تعيش عهداً جديداً من النزاهة والشفافية وعدم التستر على أى فساد أو مخالفات مهما علا شأن صاحبها... هذه هى مصر الجديدة بعد ثورتين عظيمتين قام بهما الشعب المصرى... فيا شباب مصر ويا كل مكتئب وكل يائس من ظهور رموز الفساد والافساد باسم الدين وباسم السياسة لا تقنطوا من رحمة الله فمصر بالفعل تعيش عصراً جديداً لا مكان فيه للمفسدين أو المقصرين أو المضللين.. لا مكان فى العصر الحالى إلا للبنائين ومن يرى مصر الجديدة «مصر النزاهة والشفافية» أما هؤلاء الذين يتلذذون بالعيش فى اطلال الماضى ويغيبون أنفسهم فى دوامته فإن لهم ما يشاءون ولمصر ما تشاء. يا سادة القيادة السياسية الحالية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى قيادة أمينة على تلك الأمة لا تتستر على فاسد ولا تحابى لمقصر وما حدث بالطيران المدنى ومع رئيس شركة ميناء القاهرة الجوى هو أكبر دليل على ذلك وتلك التجربة عايشتها «همسة طائرة عن قرب فعندما كتبت عن فساد بعض من أفراد الجهات الرقابية كانت القيادة السياسية لهم بالمرصاد وأعطت أوامرها لتلك الجهات بمراقبة موظفيها وعندما تحدثنا عن عودة رموز الفساد السياسى باسم الحزب الووطنى صدرت الأوامر الى تلك الرموز بعدم الظهور على الساحة السياسية مرة أخرى، ودائماً ما يؤكد الرئيس فى كل مناسبة أنه لا عودة للوراء أبداً فى إشارة صريحة الى انه لا عودة للفساد أو المفسدين وعندما قامت «همسة طائرة» بحملتها ضد فساد شركة ميناء القاهرة الجوى فى همساتها «مطار القاهرة يبوح بفساده» و«عزبة المطار» و«فساد مطار القاهرة عرض مستمر» وحتى فى تعقيبها على رد رئيس القابضة للمطارات كان بمستندات لمزيد من المخالفات كشفها الشرفاء بالطيران المدنى ووجهت وقتها رسالة الى رئيس الدولة ورئيس الوزراء لإنقاذ القطاع مما ألم به من فساد وإفساد زرع فى عهد الإخوان ومازال يمد خيوطه العنكبوتية حتى الآن كان القرار الجرىء لوزير جرىء فى حكومة تسعى الى النزاهة بالاستغناء عن رئيس مطار القاهرة رغم صلته الوثيقة بأحد رموز الدولة وتولى رئيس جديد وهو الطيار احمد ماهر جنينة للقيام بأعمال رئيس مجلس إدارة شركة ميناء القاهرة الجوى والعضو المنتدب. العاملون بالشركة يتطلعون فى عهد رئيس الشركة الجديد لأن يكون «عنصرا الكفاءة والنزاهة» هما المعيار الوحيد الذى يكال به تقييمهم واتخذوا من «همسة طائرة» نافذة لهم لارسال همساتهم الى رئيس المطار حيث طالبوه بأن يطهر الشركة من كل رموز الفساد والافساد التى أصبحت واضحة تراها العين المجردة وتشتمها الأنوف التى ذكمها فسادهم وأكدوا أن هناك ملفات كثيرة أمامه لفتحها من بينها اعادة النظر فى النظام العلاجى للعاملين وأسرهم اقتداء ومساواتهم بزملائهم فى الشركات الأخرى والنظر فى زيادة حافز البنط المميز الذى كان من المتوقع أن يزداد فى اجتماع الجمعية العمومية التى عقدت فى 22 ديسمبر الجارى والتى خيبت آمالهم فى عدم تحقيق بعض من مطالبهم كما طالب العاملون بأن يكون لأبنائهم نصيب في التعيين بالشركة بعد اجتيازهم الاختبارات المطلوبة فى التعيين بالشركة اسوة بالتعيينات التى تتم لأقارب الكبار بالشركة بدون اختبارات أو أية شروط.. كما يأمل العاملون فى إتمام المشروعات الحيوية والتى مر عليها سنوات ولا يسكنها الا موظفيها بعد ان تكلف انشاءها ملايين الجنيهات مثل المول التجارى والجراج المتعدد الطوابق الذى لا يستغل الا «جراج» للعاملين، فقط مما يحبط العاملين الذين كانوا يتمنون ان يعود عائد تلك المشروعات عليهم بالنفع. «همسة طائرة». يا سادة.. «لا ييأس من روح الله إلا القوم الظالمون» و«دولة الظلم آية ولكل ظالم نهاية» و«دولة الظلم ساعة ودولة الحق الى يوم الساعة».. تلك أقوال المظلومين ولكن فى مطار القاهرة قالها العاملون وأنصفهم القائمون على أمرهم.. فتحية لوزير شاب شجاع استطاع ان يقف فى صف العاملين لينصفهم على المقصرين والشماشرجية وتحية لرئيس وزراء حكيم يعرف كيف يختار وزراءه وفى النهاية التحية والتقدير للقيادة السياسية التى لا تتستر على مقصر ولا تحابى لقريب وتصر على أن تكون مصر أولاً وأخيراً فيسقط الفساد وتحيا مصر.. وياوزير الطيران مازال للحديث بقية، فاحذر الفاسدين والمضللين، وكُن لهم بالمرصاد حتى لو «تعافى مطار القاهرة».