يُصادف اليوم ذكرى تأسيس جامعة القاهرة، التى تعتبر ثاني أقدم الجامعات المصرية، والثالثة عربياً بعد "الأزهر، والقرويين، التي تم تصنيفها عالميا عام 2004 ضمن قائمة أكبر 500 جامعة على مستوى العالم. اختارها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليلقي من خلالها خطابه التاريخي للعالم الإسلامي في الخميس 4 يونيو 2009م, وقامت الحكومة وإدارة الجامعة باستعدادات قوية لتجديد القاعة الرئيسية بالجامعة لاستقباله، وحضر الخطاب 2500 من الوزراء والمسئولين والطلاب من جامعتي القاهرة والأزهر. وتعاقب عليها عدد من الرؤساء، كان أولهم الدكتور أحمد لطفي السيد، وآخرهم الدكتورجابر جاد نصار. تضم الجامعة عدداً كبيراً من الكليات والمعاهد والمراكز البحثية، مثل "كلية الهندسة، كلية الطب (قصر العيني)، كلية طب الفم والأسنان، كلية الصيدلة، كلية العلوم، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، كلية الإعلام، كلية الطب البيطري"، إضافة الى وحدة مسرح الجامعة، ويتخرج فيها سنوياً ما يزيد على 155 ألف طالب. تخرج فيها عدد كبير من رؤساء الدول العربية، منهم "صدام حسين، ياسر عرفات، صوفي أبو طالب، محمد مرسي، عدلي منصور، غازي القصيبي". كما تخرج فيها ثلاثة من الحائزين على جائزة نوبل: نجيب محفوظ، وياسر عرفات، ومحمد البرادعي، إضافة إلى عدد من كبار العلماء وعلى رأسهم الدكتور مصطفى مشرفة، والدكتور مجدي يعقوب. تم تأسسهاعقب قيام حملة شعبية واسعة بقيادة محمد عبده، ومصطفى كامل، ومحمد فريد، وقاسم أمين، وسعد زغلول، تطالب بإنشاء جامعة حديثة، تكون منارة للفكر الحُر وأساساً للنهضة العلمية، وعلى الرغم من معارضة سلطة الاحتلال الإنجليزي بقيادة "اللورد كرومر"، الذي أدرك أن إنشاء جامعة في مصر يعنى إيجاد طبقة مثقفة من المصريين تدرك أن الاستقلال ليس مجرد تحرير الأرض، وإنما هو تحرير الشخصية المصرية والانطلاق بها في مراقي المدنية والحضارة. شكلت لجنة من الوطنيين الذي بذلوا التضحيات وتحملوا المشاق حتى خرجت الفكرة إلى النور وأصبحت واقعا ملموساً، وتم افتتاحها تحت اسم "الجامعة المصرية" كجامعة أهلية في 21 ديسمبر 1908 في حفل مهيب أقيم بقاعة مجلس شورى القوانين، بحضور الخديوي عباس حلمي الثاني وبعض رجال الدولة وأعيانها، وكان أول رئيس لها هو أحمد لطفي السيد. كانت المحاضرات تلقى في قاعات متفرقة كان يعلن عنها في الصحف اليومية كقاعة مجلس شورى القوانين، ونادي المدارس العليا، ودار الجريدة حتى اتخذت الجامعة لها مقراً دائماً في سراي "الخواجة نستور جناكليس" الذي تشغله الجامعة الأمريكيةبالقاهرة حالياً. ونتيجة للمصاعب المالية التي تعرضت لها الجامعة خلال الحرب العالمية الأولى انتقل مبناها إلى سراي "محمد صدقي" بميدان الأزهار بشارع الفلكي اقتصاداً للنفقات. بادرت الجامعة بإرسال بعض طلابها المميزين إلى جامعات أوروبا للحصول على إجازة الدكتوراه والعودة لتدريس العلوم الحديثة بها، وكان على رأس هؤلاء المبعوثين طه حسين، ومنصور فهمي، وأحمد ضيف، كما أنشأت مكتبة تحوي نفائس الكتب التي أهديت لها من داخل البلاد وخارجها. وقررت الحكومة في عام 1917 إنشاء جامعة حكومية، وألفت لجنة لذلك أشارت بضم بعض المدارس العليا بقائمة الجامعة. تأسست كُلياتها المختلفة في عهد محمد علي، ك"المهندس خانة، والمدرسة الطبية"، الذين تم إغلاقهم في عهد الخديوي محمد سعيد. وفي 11 مارس 1925 صدر مرسوم بقانون إنشاء الجامعة الحكومية باسم الجامعة المصرية، وكانت مكونة من كليات أربع هي: الآداب، والعلوم، والطب، والحقوق، وفي العام نفسه ضمت مدرسة الصيدلة لكلية الطب. وفي عام 1928 بدأت الجامعة في إنشاء مقار دائمة لها في موقعها الحالي، الذي حصلت عليه من الحكومة تعويضاً عن الأرض التي تبرعت بها الأميرة فاطمة بنت الخديوي إسماعيل للجامعة. تأسس برج ساعة جامعة القاهرة عام 1937 بارتفاع 40 متراً، ويقع بجوار المبنى الرئيسي لإدارة الجامعة، وتعد ثاني أقدم وأشهر ساعة على مستوى العالم بعد ساعة بيج بين. وفي 28 سبتمبر عام 1953 صدر مرسوم بتعديل اسم الجامعة من جامعة فؤاد الأول إلى جامعة القاهرة.