بعد أن أمن المصريون أخطاره، عاد شبح أنفلونزا الطيور ليبسط جناحيه على مصر من جديد، ويصيب المزيد من المواطنين بل ويودي بحياة آخرين، حتى ارتفع عدد المصابين بالمرض إلى 15 حالة، من بينهم 7 حالات وفاة، وفقًا لبيانات وزارة الصحة أمس السبت.ِ وبعد ظهور الفيروس من جديد في أكثر من 5 محافظات، أعلنت مديريات الصحة والطب البيطري في مختلف المحافظات، حالة الطوارئ لمواجهة أنفلونزا الطيور، وشكلت المديريات لجانًا طوافة للكشف عن حالات الإصابة الجديدة. وصرح الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة، بأن هناك تنسيقًا بين وزارة الصحة، والطب البيطرى، لمتابعة الموقف الوبائي في محافظة المنيا، بعد ظهور بعض البؤر الإيجابية، وأنه تم تشديد الإجراءات الاحترازية للاكتشاف المبكر للحالات، بالإضافة إلى تزويد المستشفيات بعقار "التاميفلو". وفي هذا الصدد رصدت "بوابة الوفد" آراء عدد من الأطباء المتخصصين لمعرفة الفئات الأكثر خطورة عند إصابتها بالمرض، وكيفية الوقاية منه. فقال الدكتور تامر سمير، مقرر لجنة الشكاوى والمقترحات بنقابة الأطباء البيطريين، إن كل العاملين بمجال الدواجن مستهدفين من المرض بقوة، لافتًا إلى أن المرض منتشر طول العام لكنه يزداد في فصل الشتاء. وأضاف سمير أن أبرز أعراض المرض هو الشعور ب"تكسير العظام"، والالتهاب الرئوي، كما أن الإنفلونزا الموسمية من الممكن أن تستمر لأسبوع أو أكثر، أما أنفلونزا الطيور لا تتعدى الأسبوع، مؤكدًا ضرورة التوجه لمستشفى الحميات مع بدء الشك في المرض، إذ أن الأعداد التي تنشرها وزارة الصحة بشأن المصابين والمتوفين غير صحيحة، لأن المريض لا يتجه لمستشفى الحميات بل يزور المستشفى العام ومن ثم لا يتم أخذه في تعداد المشتبه بهم. وبشأن الإجراءات الوقائية، أوضح سمير أنه لابد من تفعيل قانون الإشراف البيطري على المزارع، فضلًا عن الاهتمام بتكليف الأطباء البيطريين، وتحصين الطيور المنزلية، إذ أنه لا توجد في مصر كوادر مدربة يمكن أن تذهب للمنازل وتحصين طيورها. وتابع سمير أنه يجب وجود طبيب بيطري مختص في كل مكان من الأماكن التي تبيع الدواجن ليكشف على الدواجن المباعة للمواطنين، بالإضافة إلى وجود أطباء بيطريين في مصانع الدواجن لمنع انتقال العدوى حال وجودها. وأكد سمير أن أهم طرق الوقاية للمواطنين تكمن في التغذية الجيدة، ومعايير السلامة الطبيعية والتي يتصدرها غسل اليدين، بالإضافة إلى البعد عن استهلاك أي دواجن مشكوك في الكشف عليها، مناشدًا المواطنين بالتقليل من الوجبات الجاهزة. وفي سياق متصل، قال الدكتور إيهاب الطاهر، أمين عام نقابة أطباء القاهرة، إن كل الفئات العمرية معرضة للإصابة بالمرض، بينما الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة هم الأكثرعرضة للوفاة بسببه. وأضاف الطاهر أن أعراض أنفلونزا الطيور هي نفس أعراض الموسمية، ولكن تختلف الأولى، فى ارتفاع درجة الحرارة وثبوته عند 38 دون انخفاض لمدة 48 ساعة، بالإضافة إلى آلالام فى المفاصل والكحة الشديدة وفى هذه الحالة ينصح بالتوجه لمستشفى الحميات. وأشار الطاهر إلى أن أهم طرق الوقاية، هى الابتعاد عن الأماكن المتواجد بها طيور، والابتعاد أيضا عن تربية الدواجن فى المنازل، إذ أنه لا يتم تحصينها من قبل الطب البيطرى، الأمر الذى يتسبب فى الإصابة بالمرض، فضلا عن تجنب التعامل مع مريض الأنفلونزا العادية والحفاظ على غسل اليدين بصورة دائمة. وأكد الدكتور صلاح عبد المنعم، مدير مستشفى حميات إمبابة، أن محافظتي القاهرة والجيزة خاليتين تمامًا من أنفلونزا الطيور، ولا وجود لأي حالات مشتبه بها حتى الآن. وأضاف عبد المنعم أن الفئات الأكثر خطورة عند إصابتها بالمرض هم الأطفال الأقل من 5 سنوات وكبار السن الذين تزداد أعمارهم عن 65عامًا، فضلًا عن أصحاب الأمراض المزمنة كالسكر والضغط. وعن أعراض المرض، أوضح مدير مستشفى الحميات، أنها تزيد عن الأنفلونزا العادية بمصاحبتها للالتهاب الرئوي وضيق التنفس، مؤكدًا ضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية، وغسل اليدين والبعد عن أماكن تواجد الطيور.