حسمها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال افتتاحه عددًا من مشروعات القوات المسلحة يوم الثلاثاء الماضي، عندما قال إننا نحتاج إلي إرادة حقيقية للقضاء علي الفساد الموروث منذ سنوات عجاف مرت بها مصر خلال العقود الماضية. هذا الفساد الذي استشري في ربوع البلاد وداخل مصالح كثيرة، حتي باتت قضايا الفساد للركب في كل المناحي.. وكما قال الرئيس السيسي، ليس بالقوانين وحدها يتم القضاء علي الفساد، وصحيح أننا نحتاج بالفعل إلي ثورة تشريعية في كافة مناحي الحياة سواء بتفعيل القوانين الصالحة لهذا العصر، أو بإيجاد نصوص تشريعية جديدة تتواكب مع عام 2014 بدلاً من النصوص القانونية التي عفا عليها الزمن وباتت بالية لا تصلح أبداً للواقع الجديد علي الأرض. كل ذلك مهم ولا جدال بشأنه، والقوانين التي تحتاجها البلاد في ظل ثورتين عظيمتين باتت ضرورة ملحة وحاسمة، لكن يبقي شيء بالغة الأهمية وبدونه لا يمكن أبداً القضاء علي هذا الفساد المستشري بالبلاد كالعنكبوت وكما قلت قبل ذلك من هذا المنبر أن الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن الحرب علي الإرهاب، دون الحرب علي الفساد فهذه مسألة ملحة وضرورية وكما تخوض مصر المعارك ضد الإرهابيين ومن علي شاكلتهم لابد من خوض معركة ضد الفساد ورموزه الذين نهبوا البلاد وأوصلوها إلي درجة من التدني يدفع فاتورتها هذ الشعب المسكين.. يأتي ذلك كما قال الرئيس السيسي بالإرادة القوية الصلبة، والشعب المصري الذي أعجز العالم أجمع بثورتين عظيمتين، وحرب ممتدة ضد الإرهاب، قادر بهذه الإرادة الصلبة علي القضاء علي الفساد، وقد يسأل قائل: وماذا يفعل المواطن تجاه الفساد؟!.. الحقيقة أن المصريين بيدهم القضاء علي الفساد من خلال منع ورفض الرشوة، فلا يجوز مثلاً عند قضاء مصلحة ما التورط في دفع رشوة، أو البحث عن واسطة مريضة ومعتلة لقضاء الحوائج، لابد من إحكام السيطرة في هذا الصدد وهكذا، وهذا مثل بسيط علي سبيل المثال وليس الحصر.. ويبقي إذن فساد الكبار، ولا أعتقد أنه بعد ثورتين عظيمتين شهد لهما الداني والقاصي، نجد مسئولين يقدمون من الآن علي التورط في هذا الفساد. وفي مصر الجديدة التي قوامها الدستور والقانون واللذان يعدان هما الآمرين الناهيين الآن، وتطبيق القانون علي رقاب الجميع بدون استثناء، سيكون هذا هو السلاح الذي يتم به محاربة الفساد.. أما ما مضي من زمن الفساد، واستيلاء الكبار علي أموال الشعب ونهب خبرات البلاد، لماذا لا نطبق عليهم الآن قانون الغدر وهو كفيل بمحاكمة كل رموز الفساد الذين ارتكبوا من الجرائم الكثير والكثير. الدولة الآن وكما قال الرئيس السيسي لديها إرادة شديدة وحقيقية للحرب علي الفساد ومكافحته بكل السبل والوسائل والتصدي لكل محاولات الهدم التي يدعو لها أنصار ورموز الفاسدين.. لكن يبقي أن الدولة وحدها لا تقدر علي هذه المهمة ويجب تضافر كل الجهود في هذا الصدد.. وإرادة الشعب أقوي الأسلحة في هذا الأمر.