أدلى اليوم الأحد، الشعب التونسي، بأصواتهم فى أول انتخابات رئاسية بعد إقرار دستور تونس 2014 الجديد. ويتنافس على الكرسى الرئاسي 27 مرشحا بنظام الأغلبية، ويكون وجوبًا على المرشح الفائز نيل أكثر من 50% زائد 1 من الأصوات، وفى حالة عدم حدوث ذلك، يتم الإعادة بين المرشحين الحاصلين على أعلى نسبة تصويت. وتأتى هذه الانتخابات، وسط تخوفات شديدة من عودة نظام بن على المخلوع من جديد، وبالفعل ضمت قائمة المرشحين 7 أسماء محسوبين على النظام الأسبق، الذى خرج ضده الشعب التونسي مطالبًا برحيل رموزه. وفى ما يشبه حرب تصريحات فيما بين أشهر المتنافسين، ففى الوقت الذى أعلن فيه المنصف المرزوقي، الرئيس الحالى لتونس، أن انتخابات الرئاسة معركة بين الثورة والنظام القديم، وأن فوز السبسي، رئيس حزب نداء تونس، سيكون انتكاسة للثورة، ردت حملة السبسي، مستغلة "زلة اللسان" التى وقع فيها المرزوقي في اجتماع بمدينة القيروان، عندما استخدم لفظ "الطاغوت" بهدف زيادة حجم التأييد، وكسر منطق الاستقطاب الثنائي بين المرزوقي والباجي. وعلى اختلاف الوضع مع ما حدث فى مصر، من نظام الإخوان، فقد أعلن حزب النهضة التونسي الذي يمثل قوى الإسلام السياسى بتونس عن عدم دعمه لأى من المرشحين فى الانتخابات الرئاسية. تفتح تصريحات السبسي المجال لصفحة جديدة من العلاقات مع مصر، ففى تصريح له لجريدة الشروق المصرية أكد أن الشعب المصري وحده يحدد من يمثله، وعلى العالم الخارجي احترام خيارات شعوب المنطقة والتوقف عن التدخل فى الشئون الداخلية للدول، ونحن سواء في نداء تونس أو في حال تولينا الرئاسة نحترم خيارات الشعب المصري، ونرفض أي تدخل في شؤونها الداخلية" . بالرغم من أن الديمقراطية الناشئة في تونس حققت إنجازا نادرا بانتخابات سلمية ونزيهة سلبت الأغلبية البرلمانية من الإسلاميين، إلا أن الوضع التونسي لم يتغير كثيرا عن الوضع المصرى ، ففى حين أن 27 مترشحا يتنافسون فى هذه الانتخابات إلا أن التنبؤات تشير إلى فوز أحد الثنائى المزروقى ، الذى يعود انتماؤه إلى التيار الإسلامى الذى لاقى استهجانا كبيرا من الشعب التونسي فى فترة حكمه، أو السبسي، الذى يحسب على نظام المخلوع بن على و الذى ثار الشعب التونسي للقضاء عليه .