يبدو أن الداعين لما تسمي ب"الثورة الإسلامية" في 28 نوفمير يفتقدون للفكر الابتكاري حيث أعادوا فكر الخوارج دون تجديد رغم غضبهم الشديد لوصفهم بذلك الاسم. دعت الجبهة السلفية أنصارها للنزول ب28 نوفمبر لمواجهة ما أسموه ب"الانقلاب" وحماية الدين الإسلامي, داعين المتظاهرين لرفع المصاحف خلال التظاهرات تأكيدا على مطالبهم. ولا يتوقف الإسلاميون منذ ظهورهم على السطح وتوليهم السلطة بمصر وعلي رأسهم الإخوان في استغلال الدين بكل الطرق حتي الفيديو الذي تم اطلاقه لحث الشباب على النزول ب28 نوفمبر لم يركز على أي مطالب اقتصادية أو اجتماعية. ولكن ركز الفيديو على اللعب علي عقول المصريين من خلال الدين حيث أدعي أن مادة الدين تم إلغاؤها من المدارس تماما وهو ما نفته وزارة التعليم جملة وموضوعا. وأشاروا الي أنه تم غلق مئات المساجد ومنع الناس من الصلاة فيها في حين وزارة الاوقاف أوضحت أن ما تم اغلاقه هي بعض الزوايا التي كان يقوم من ليس لديهم مهنة وغير المتعلمين بل وصلت الى "السباكين" لإلقاء الخطب فيها يوم الجمعة. وتعود واقعة رفع المصاحف الي عام 37 هجريًا حيث لجأ عمرو بن العاص الي حيلة ذكية لوقف انتصارات جيش سيدنا علي بن أبي طالب على جيش معاوية بن أبي سفيان في موقعة "صفين" حيث رفع جنوده القرآن على أسنة الرماح لاجبار سيدنا "علي" على التراجع ووقف القتال. وكانت معركة "صفين" سببا في مقتل رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب وشيوع فكر الخوارج, حيث وصف سيدنا علي ما فعله الخوارج من رفع للمصاحف ب"كلمة حق يراد بها باطل". وينتهج الإخوان نفس طريقة الإسرائيليين بإخراج أى شيء عن مساره لتحقيق أهدافهم، فالإخوان يحولون أى صراع سياسى إلى صراع دينى ومذهبى، لإكسابه مشروعية وإيهام الناس بأنه من سيعارض هذا الشىء سيكون خارج عن الدين. وقد اختلق الإخوان العديد من الأكاذيب خلال اعتصام رابعة لتضليل أصحاب العقول لحشد أكبر عدد ممكن، وادعاء أحد الشيوخ بأن السيدة مريم تحوم فوق سماء الميدان وتعانق رابعة العدوية فى محاولة للتأثير على الأقباط وجعلهم يشاركون فى الاعتصام. كما إدعى احد شيوخ الإخوان بأن بعض الصالحين أبلغوه أن جبريل عليه السلام دخل في مسجد رابعة ليثبت المصلين، مدعيا أيضا أنه رأى مجلساً فيه الرسول، والرئيس مرسي والحضور، وقد حان وقت الصلاة، فقدّم الناس الرسول ولكن الرسول قدّم المعزول. وقد شبه الإخوان الرئيس المعزول محمد مرسي بالنبي يوسف عليه السلام، من حيث أتاه الحكم بعد سنوات من المعاناة والسجن. كل هذه الإدعاءات من قبيل إلباس الحق بالباطل ومحاولة استغلال الدين لأهداف سياسية لإصباغ شرعية على الرئيس المعزول. ويتعمد الإخوان دائما تشويه ومهاجمة أى رموز حتي وان كانت دينية مدام تختلف معهم فى الرأى، حيث شنوا هجوما لاذعا على الشيخين محمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، بعد دعوتهما لعدم الخروج فى ثورة إسلامية فى 28 من نوفمبر الجارى حفاظًا على الدماء والممتلكات، وحرصاً على استقرار الوطن والسعي إلى استتباب الأمن ونبذ العنف ويري الكثيرون أن الهدف الأساسي من تظاهرات 28 نوفمبر ليس الثورة أو حماية الدين إنما جر قوات الأمن الي صراع ديني، خاصة أن محاولة التصدي للمتظاهرين الذين يحملون المصاحف تعتبر محاولة للتعدي على الدين, ولكن الحقيقة أن الشعب المصري لم يعد يصدق كثيرا في ألاعيب وأساليب الإسلاميين.