يمثل رحيل مريم فخر الدين خسارة فادحة للسينما المصرية ولم لا وهي رمز الرومانسية في سينما الزمن الجميل خاصة في حقبتي الخمسينيات والستينيات. حينما يذكر اسم مريم فخر الدين تذكر علي الفور الأميرة إنجي بطلة تحفة السينما المصرية الخالدة «رد قلبي» في هذا الدور عبرت الأميرة إنجي عن الحب والرومانسية. والصدق وهي ابنة باشا مستبد. كان ذلك 1957. في حقبة الخمسينيات، تألقت مريم فخر الدين في العديد من الأفلام غلب علي معظمها الجانب الرومانسي نذكر منها الأرض الطيبة مع حسين رياض وكمال الشناوي، جسدت فيه دور الفلاحة التي تريد توزيع أرضها علي الفقراء. ومع الراحل فريد الأطرش قدمت مريم فخر الدين العديد من الأفلام الرائعة، منها: رسالة غرام، ماليش غيرك، عهد الهوي. حيث جسدت شخصية الفتاة المحبة التي تضحي لأقصي درجة في سبيل حبها. ولكي تثبت جدارتها جسدت في فيلم مع الذكريات شخصية المرأة اللعوب. وفيلم «حكاية حب» مع العندليب الراحل عبدالحليم حافظ 1959 أحد أشهر أفلامها. حيث جسدت دور نادية الفتاة الجميلة التي غني لها حليم. والشعر الحرير علي الخدود يهفهف ويرجع يطير. ولا ننسي دورها المميز في فيلم ارحم حبي 1958 في دور الفتاة المخلصة لحبها والتي تضحي في سبيل سعادة شقيقتها، وفي حقبة الستينيات تألقت في أفلام «البنات والصيف» و«لقاء في الغروب». في هذين الفيلمين جسدت دور المرأة المتزوجة التي يهملها زوجها ولكنها تأبي الخيانة، ولا ننسي فيلم «ودائما يا حب» مع محرم فؤاد، و«الأيدي الناعمة» مع كوكبة من كبار النجوم والنجمات. وفي النصف الثاني من الستينيات قلت أدوارها نسبياً. ولكنها دائما ما كانت تبحث عن الجديد، في أفلام «جنون الشباب» و«صراع المحترفين» و«رحلة العمر» في أوائل السبعينيات حيث جسدت في تلك المرحلة شخصية المرأة التي تتحمل خيانة زوجها للحفاظ علي حياتها الزوجية، والزوجة الخائنة في فيلم «القاضي والجلاد» ولا ننسي دورها في فيلم «طائر الليل الحزين» مع محمود مرسي ومحمود عبدالعزيز في دور زوجة رئيس النيابة الذي ينشد العدالة ويضحي من أجلها. ودور الأم المتحررة في فيلم «حافية علي جسر الذهب» مع ميرفت أمين وعادل أدهم، وبطبيعة الحال مع بداية الثمانينيات ابتعدت أدوار البطولة عن مريم فخر الدين. ولكنها ظلت في دائرة الضوء من خلال مشاركتها في العديد من الأفلام منها «حبيبي دائما»، ورغم تقدمها في السن نسبياً في حقبة التسعينيات لكنها كانت مصرة علي الاستمرار حتي ولو كانت أدوارا صغيرة. وكانت تتقن في أي عمل تشارك فيه خاصة في أفلام «النوم في العسل» مع عادل إمام. و«يا تحب يا تقب»، وأجبرتها ظروفها الصحية في السنوات الأخيرة علي الابتعاد عن الساحة تماماً. بعد رحيلها تبقي مريم فخر الدين إحدي أبرز النجمات في تاريخ السينما المصرية. أداء طبيعي للغاية، وجه ملائكي يحمل كافة معاني الرقة والرومانسية والحب. بمجرد أن تراها تتذكر علي الفور عصر الرومانسية، وعصر الحب الصادق، تبقي مشاهدها في أفلام «رد قلبي» و«حكاية حب»، خالدة في وجدان الملايين. رحلت فنانة من نوع خاص جدا، لم تنافس أحدا ولم ينافسها أحد، لتبقي دائماً فنانة قائمة بذاتها، مع زميلاتها في عصور السينما الجميلة وبرحيلها فقدت السينما أحد العقود الجميلة التي لن تمحي من ذاكرة الملايين من عشاق السينما، وهي مع فاتن حمامة وشادية وماجدة وسعاد حسني ونادية لطفي ومديحة يسري، نجمات حملن لواء السينما المصرية لعدة عقود، بعد أن اختفي هذا النوع من النجمات، فقدت السينما الكثير. مريم فخر الدين كانت تذوب عشقاً في التمثيل لأقصي درجة. رحم الله الأميرة إنجي في رد قلبي، ونادية في حكاية حب، وإلهام في رسالة غرام.