بات الجميع على يقين اليوم بأن إدارة أوباما قد فقدت مصداقيتها بعد أن تآمرت على المنطقة وشرعت تدير السيناريوهات التى تصب فى صالح الكيان الصهيونى وسلب كل حق عربى. ظهر «أوباما» أشبه مايكون بمهرج السيرك الذى جسده «هيتشكوك» فى بعض أفلامه، فهو مجرم يتستر وراء ادعاء البراءة وبالتالى فهو فاقد للحس الإنسانى المرهف.ومن ثم شرع يدير السيناريوهات التى تصب فى صالح الكيان الصهيونى وتسلب فى المقابل كل الحقوق العربية. ظهر «أوباما» على حقيقته وثبت كذبه عندما زار مصر فى أعقاب انتخابه رئيسا لأمريكا، ففى الرابع من يونيو 2009 وقف فى جامعة القاهرة وألقى خطابه الممهور بالتضليل والذى خدع من خلاله العالم بأكذوبة العدل القادم.يومها روج لوهم التفاوض مع إسرائيل فى الوقت الذى كان فيه حريصا على دعم كل ممارساتها الاستيطانية وسياسة التهويد التى تجرى يوميا فى القدسالشرقية والضفة وآخرها مصادقة نتنياهو الاثنين الماضى على بناء 1060 وحدة سكنية فى القدسالشرقية تتويجا للمخطط الهادف لإعلان إسرائيل دولة يهودية، فمن خلال هذا المخطط تم تحويل الفلسطينى صاحب الأرض إلى متسلل أما المستوطن الغاصب فمنحوه الشرعية حتى تتمكن إسرائيل من إخلاء الضفة من مواطنيها كمقدمة لتصفية القضية الفلسطينية. ولاشك أن أوباما قد شجع إسرائيل على التمادى فى الاستيطان عبر التنازلات الكثيرة التى قدمها لها وحديثه الدائم عن صيانة أمن إسرائيل لكونها أقرب الحلفاء إلى قلب أمريكا والتزامه الصمت حيال تسارع وتيرة الاستيطان فى الضفة والقدسالشرقية. وهو مااعتبر بمثابة ضوء أخضر للكيان الصهيونى لمواصلة الاستيطان فى القدسالشرقية وتسريع الخطى نحو تنفيذ مخطط التهويد. ولهذا لم يخجل أوباما عندما استخدمت إدارته حق الفيتو فى مجلس الأمن فى عام 2011 لإجهاض القرار الذى يمنع توسيع الاستيطان فى الضفة، فوقفت بذلك ضد العالم العربى بأسره من أجل إسرائيل. وفقدت بالتالى اعتبارها ومكانتها كقوة دولية كى تدافع عن مشروع الاستيطان الإسرائيلى الذى يتمتع برعاية قوية فى الكونجرس. ولهذا فإن اجتماع مجلس الأمن مساء الأربعاء الماضى حول الاستيطان الإسرائيلى كان عديم الجدوى حيث لم يصدر عنه أى بيان رئاسى أو صحفى.ولاغرابة، فأمريكا هى التى تدير المنظمة الدولية وتوجه قرارات مجلس الأمن لصالحها وصالح الكيان الصهيونى الذى تنحاز إليه بشكل كامل. ولن ينسى أحد إصدار الكونجرس الأمريكى قرارا بدعم استخدام حق النقض ضد أى قرار يؤيد الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ومن هنا نقول بأن انحياز إدارة أوباما لإسرائيل على هذا النحو من شأنه أن يبطل صلاحية الولاياتالمتحدة كوسيط أمين نزيه شريف فى العملية السلمية، فالوسيط يجب أن يكون محايدا وعلى مسافة واحدة من الطرفين.