تظاهر أمس عشرات التونسيين في مطار تونسقرطاج احتجاجا على زيارة اليهودي الفرنسي برنار - هنري ليفي، وأطلقوا هتافات مناهضة له مثل «برنار - هنري ليفي ارحل» و«لا للمصالح الصهيونية في تونس» أجبرته على مغادرة تونس. كذلك واصلت مواقع التواصل الاجتماعي الدعوة الى مظاهرات عارمة لخروج ليفي. وأثارت زيارة الكاتب والفيلسوف الفرنسي موجة من الاحتجاجات في مطار تونسقرطاج، واغلق المتظاهرون المخرج الرئيسي للمطار ما دفع الشرطة إلى إخراجه من جهة أخرى. وطالب المتظاهرون برحيل ليفي الذي اتهموه بأنه «يكن كراهية للعرب والمسلمين». وعمت الشارع السياسي التونسي تساؤلات حول التوقيت المريب للزيارة في ظل الدعوة الى الانتخابات الرئاسية التونسية والاحتدام السياسي بين قطبي السياسة في تونس «حركة النهضة ونداء تونس» اللذين تبادلا الاتهام حول استدعاء «هنري» الى تونس. وترجح مصادر دخول «ليفي» الى تونس بدعوة من قبل طرف حزب سياسي تونسي وكذلك تحمل الحزب تكاليف الاقامة، ويعد وصول «ليفي» في هذا الوقت بالتزامن مع بث شريط يسيء لقضية الشهيد «شكري بلعيد» يهدف أساسا إلى اثارة الفتنة في تونس وافشال الانتخابات الرئاسية وفق تأكيدات عائلة بلعيد. ويعد «ليفي» ب «عراب تخريب الدول التي يحلّ بها» كذلك يحمل مسئولية اندلاع الحروب الأهلية و الطائفية في الدول العربية، وارتكاب مجازر مرعبة، وخراب كبير. وكان ليفي قد أكد في الملتقى الوطني الأول للمجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية في فرنسا والذي انعقد تحت شعار «غدا يهود فرنسا» لقد شاركت في الثورة في ليبيا من موقع يهوديتي». وأضاف ليفي أمام قرابة 900 شخص خلال المؤتمر في باريس مؤخرا «لم أكن لأفعل ذلك لو لم أكن يهوديا..لقد انطلقت من الوفاء لاسمي وللصهيونية ولإسرائيل». ويقول محللون ان اليهودي الفرنسي يعد العدة للترشح للرئاسة في اسرائيل وذلك بعد أن ينهي المهمة التي تتمثل ب تمهيد لإسرائيل جديدة، وعرب جدد، وشرق اوسط جديد بمباركة امريكا وبريطانيا وفرنسا، بعد تدمير الدول العربية. واكتسب ليفي مهاراته في الحرب بأفغانستان، والحرب الاهلية بالسودان التي ادت الى تشظي السودان، وكردستان العراق، والمستوطنات الصهيونية بتل أبيب، ومدن شرق ليبيا. وأكد المحامي «عبد العزيز الصيد» أن عددا من المحامين وبمبادرات فردية اجتمعوا لتقديم طلب رسمي للنيابة العمومية لفتح تحقيق لمعرفة أسباب زيارة ليفي لتونس المعروف ب «الصهيوني»، مهندس القلاقل في الوطن العربي. واضاف «الصيد»: كذلك يريد المحامون معرفة الأطراف التي تقف وراء دعوة ليفني إلى تونس والأهداف غير المعلنة لتواجده بالبلاد بالتزامن مع انطلاق الحملة الرئاسيّة. وأصدرت حركة البعث بيانا أدانت فيه زيارة عرّاب الحروب الأهلية إلى تونس، كما دعا أمين عام الحركة حبيب الكرّاي إلى فتح تحقيق لمعرفة الجهة المسئولة عن استضافته. كشفت تحقيقات أمنية تونسية أُجريت على خلفية عملية «وادي الليل الإرهابية» التي وقعت في أكتوبر الماضي، أن المنظمات الإرهابية أصبحت تستقطب الشباب التونسيين بالمال والجنس والتهديدات، وأنها حولت وجهتها من الأحياء السكنية الشعبية الفقيرة وغير المتعلمين، إلى طلبة الجامعات وكليات التعليم العالي. وبينت التحقيقات مشاركة طالبات في مجال الإعلام والهندسة والطب في المواجهات المسلحة، وإتقانهن حمل السلاح المتطور، والقدرة الفائقة على المناورة وتوجيه الأسلحة نحو قوات الأمن «دون وجل ولا خوف»، وأن بعضهن لا تزيد أعمارهن على 24 عاما. وقالت مصادر مطلعة، إن كل إرهابي ينتمي لخلية «وادي الليل»، «كان يتقاضى مبلغ 500 دينار تونسي أسبوعيا، ما يعني حصول المنضمين على مبلغ ألفي دينار تونسي في الشهر «نحو 1200 دولار»، وهذا مبلغ ضخم بالنسبة لطالب جامعي».