"يا شعب بوركينا فاسو.. لقد سمعت رسالتكم وفهمتها".. جملة قالها الرئيس البوركيني "السابق" "بليز كمباوري"، قبل استقالته. العبارة وردت ضمن بيان رئاسي يحمل توقيع "كمباوري"، صدر مساء أمس الخميس، حاول من خلالها امتصاص الغضب الجماهيري العارم، الذي ترجمته شعارات وأعمال شغب الحشود المتجمّعة في ميدان "الأمة" بالعاصمة واغادوغو، رمز الثورة البوركينية. الوضع اعاد للأزهان جملة ردّدها الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، في خطابه الشهير في 13 يناير 2011، قبيل ساعات من هروبه، إثر احتجاجات شعبية عارمة، احتجاجا على مصرع محمد البوعزيزي حرقا، بن علي ردّد، في حينه، متوجّها بالحديث إلى شعبه "أيّها التونسيون، لقد فهمتكم". جملة اكتسبت، شهرة طالت العالم بأسره، بل أضحت وسيلة للسخرية والتهكّم، يلجأ إليها عدد كبير من المعلّقين على الأحداث المختلفة، وكتّاب الأعمدة الصحفية، غير أنّ من لجأ إليها هذه المرة هو الرئيس البوركيني، في سعي واضح إلى محاولة خلق نوع من التعاطف، وبثّ وعود قد تفلح في وأد لهيب الغضب لدى الجماهير. اعتمادا على تسلسل الأحداث على الأرض الذي تشهده بوركينا فاسو على مدار يومين.. ف "كمباوري" لم يعد له أثر، ورئيس التحالف المناهض للاستفتاء أعلن أنّ قائد هيئة الأركان للقوات المسلّحة، الجنرال "هونوري نابيري تراوري" هو من سيتولّى إدارة البلاد بشكل مؤقت. ويظلّ التساؤل الذي لابدّ وأن يعلق بذهن كلّ متابع للشأن البوركيني، هو ماذا سيفعل "كمباوري"؟ هل سيخطو على خطى نظيره التونسي، ويقلع بطائرته هاربا نحو أوّل بلد يمنحه اللجوء، أم سيستحوذ عليه السيناريو الذي تبناه الرئيس المصري حسني مبارك، ويقبل خلاص فاتورة حكمه، خاصة بعد مقتل 30 متظاهرا وجرح 118 آخرين في مظاهرات أمس الخميس.