تشهد تونس مرحلة انتقالية هامة بعد ثلاث سنوات من الإطاحة بالرئيس التونسى المخلوع "زين العابدين بن علي", حيث بدأت الانتخابات التشريعية التونسية لاختيار نواب مجلس الشعب تزامناً مع الإرهاب الذى تشهده جميع دول الوطن العربى. اكتسح حزب نداء تونس العلمانى جميع الأحزاب المنافسة له وظفر بالبرلمان على عكس جميع توقعات المحللين، التى رجحت فوز حزب النهضة الإخوانى، وهو ما أكد ثقة " الباجى قائد السبسى " زعيم حزب نداء تونس وما قاله أن حزبه سيكون فى الطليعة مخيباً كل مزاعم الإخوان. ورحب حزب النهضة التونسى بفوز حزب النداء وقال راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة "سياسة التوافق (بين حزبه والمعارضة) أنقذت بلادنا مما تتردى فيه دول الوطن العربى" معتبرًا "أن الأهم حاليا هو ترسيخ قضية الديمقراطية، والثقة فى المؤسسات". ولكن ترحيب حزب النهضة ب"نداء تونس" أثار العديد من التساؤلات فهل هذا الحزب المحسوب على جماعة الإخوان تقبلوا الهزيمة بصدر رحب أم أن لديهم أهدافا أخرى من وراء ذلك, الواضح أن المخطط الذى يسعى إليه الإخوان فى تونس هو الانتظار لما يحققه الحزب العلمانى فى المستقبل ومدى قدرته على مواجهة المشاكل. وتعددت آراء السياسيين بعد فوز "نداء تونس" حيث رأى باحثون سياسيون فى تونس أنه لابد من إعادة قراءة المشهد السياسى بصورة أخرى, حيث جاء تصويت الشعب لحزب "نداء تونس" تحت خطاب التنمية. ومن المؤكد أن إخوان تونس ينتظرون اختلاف فى الآراء بين السياسيين وإثارة الفتنة من أجل استغلال هذا ومحاولتهم الوصول إلى السلطة مرة أخرى وهذا ليس بجديد. ومن جانب آخر نرى التوقيت الذى نشأ فيه حزب الحرية والعدالة المصرى بعد فترة بسيطة من ثورة 25 يناير عام 2011 فأعلن الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان عن عزمها لتأسيس الحزب، وأيضاً فى تونس بعد ثورة 17 ديسمبر 2010 تم الإعلان فى 1 مارس 2011 من قبل حكومة محمد الغنوشى (2011) المؤقتة عن تأسيس حزب النهضة. واستغل كل منهم الظروف السياسية التى مرت بمصر وتونس، حيث جاء حزب النهضة التونسى بعد الإطاحة بالرئيس المعزول "زين العابدين بن على" مستغلين ما تواجهه تونس فى تلك الفترة من فساد محاولين نشر برامجهم الانتخابية التى توضح أنها تعمل على نشر العدالة وتحقيق رضاء الشعب وأيضاً ما قام به حزب الحرية والعدالة بعد الإطاحة بالرئيس حسنى مبارك ومحاولتهم استمالة الشعب ببرامج انتخابية لا علاقة لها بالشفافية. ويسير حزب النهضة التونسى على نفس خطى حزب العدالة والتنمية التركى والذى كان يترأسه رجب طيب أردوغان.