حين تضعف الديانة تضمحل الأمانة وتظهر الخيانة وتباع الذمم وتسترخص أرواح الناس وتستباح حقوقهم، وينتج عن ذلك فساد الأحوال وتأخر العمران وتقهقر الحضارة، إذ يسود أهل الجهل والغش ويؤخر أولو العلم والنصح وذلك من أمارات الساعة، وهو ما صدق فيه قول الرسول الكريم وقول الحق سبحانه وتعالي: «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل....»، والأمانة تشمل كل أمانة دينية ودنيوية ومادية ومعنوية وأي تقصير فيها أو تلاعب بها هو نوع من الفساد قل أم كثر «وإذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد». وفي الفساد المالي، الذي استشري في مصرنا الحبيبة حتي بلغ السيل الزبي، قال جلّ شأنه: «ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين»، وقوله «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون». ولقد ذم الله الفساد السياسي والمؤامرات التي تحاك من خلال الائتلافات البغيضة التي تطالعنا بها الفضائيات المشبوهة وبرامج التوك شو والذي جعل الله عاقبتها الي اضمحلال، فقال تعالي: «إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم ليذبح أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين». وفي الفساد الأمني توعد الله من يسعي لإخافة الخلق وقطع طرقهم وبث العداوة بينهم بالعقاب الأليم في الدنيا والآخرة وهو ما نترقبه من قضائنا وهو ينظر قضايا الإرهاب ليذيق هؤلاء المجرمين أشد أنواع العقاب جراء ما ارتكبوه من جرائم يشيب لها شعر الولدان حيث قال سبحانه «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم». ومن هذا المنطلق نهيب بكل ما أفسد في هذا البلد أن يستفيق من سباته ويرجع عن غيه ويضع مصلحة بلده مصر فوق أي اعتبار وكل من أفسد وسرق ونهب، وتكبر وارتشي واختلس أن يراجع مواقفه المخزية، فقد صارت مصر حسبما صرح الرئيس السيسي أن مصرنا غلبانة وفي حاجة الي يد شريفة نزيهة تسير بها في ركب الحضارة والتقدم حيث لم يعد بها كما صرح الرئيس أيضا ليس بها أموال يمكن نهبها أو الاستيلاء عليها فكل ما لديها الآن صارت مشاريع وبناء بنية تحتية كله في خدمة الوطن والمواطن، وها نحن اقتحمنا مشروعا عملاقا قناة السويس الجديدة، الذي أظهر عملقة هذا الشعب وعظمته وإذا لم يستفق المفسدون فليرحلوا عن هذا البلد ويخرجوا من حياتنا فقد ضجت منهم الأشجار والعباد وليعيد كل فئات المجتمع حساباته ومواقف من ينتمون اليها سواء قضاة أو محاماة أو ضباط شرطة أو إعلام أو رجال أعمال لكي ننقي الثياب البيضاء من الدنس والرشي والتعالي علي الناس بالباطل فقد صبر هذا الشعب طويلا ولن يسمح لمن يسرقه أو يفسد في الأرض أو يتطاول عليه أن يعود فقد ولي زمن الخوف وصار لهذا الشعب درع وسيف بتكاتفه وتماسكه وقوة القانون ودائما يا مصر الي الأمام لتظل دائما رايتك خفاقة بين الأمم.