"يعني إيه تبقي إنتي هبة النيل يا بوبا وكل يوم الماية تقطع .. يعني إيه لما اشتكي غلو الفاتورة.. يقولوا تشكي بس تدفع ".. بهذه الكلمات عبر الشاعر هشام الجخ عن حال مصر منذ سنوات.. لكن تلك الكلمات ربما لم تنصف حال أهالى قرية "توماس 3" التابعة لمركز اسنا جنوبالأقصر للتعبير عن معاناتهم من المياه المالحة التى يحصلون عليها من خطوط الآبار إضافة لانقطاعها المتكرر . أهالى قرية "توماس 3" اشتكوا من زيادة الملوحة بمياه الشرب من الآبار ليس هذا فحسب، بل إن ملوحة المياه وخوف الأهالى من الإفراط فى استخدامها دفعهم ذلك لتحملهم تكاليف شراء المياه المحلاة من القرى الأخرى، وحتى مع وعود المسئولين بقرب ربط خطوط مياه القرية بالشبكة الرئيسية التى تستمد مياهها من النيل إلا أن الأهالى – حسب تعبيرهم – لم يعد لديهم ثقة بكلام المسئولين وأصبحوا يتعجلون توصيل خطوطهم بشبكة الشيخ مسكين الرئيسية بإسنا خاصة بعد الأضرار التى وقعت على عاتقهم والأمراض التى انتشرت مؤخرا بالقرية ويتصدرها الفشل الكلوى . يقول يوسف الخطيب "أحد أهالى القرية": تعتمد القرية على المياه الجوفية منذ عشرات السنين إلا أنه مؤخراً ومع مرورسنوات زادت ملوحة المياه بدرجة كبيرة حتى أصبح المعتاد يومياً لدى أهالى القرية هواستخدامها فقط فى أغراض الاستحمام أو الغسيل بينما نقوم بشراء جراكن مياه للشراب وأغراض الطبخ من قرى مركز الكيمان والذى يبعد عن توماس ب3 كيلو مترات. ويشير الخطيب إلى مايفوق ال25 حالة فشل كلوى بالعزبة الرئيسية بتوماس فضلاً عن باقى الحالات بقرى "العزبة ج – العزبة البحرية – الشباكية" التابعين لتوماس3 إضافة لبعض الحالات التى ترسبت المياه المالحة بأمعائهم حتى كونت حصاوى. وفاجأنا محمد حسن أحد أهالى توماس، بكيس يحتوى على 28 حصوة، تم استخراجها من جسمه حسن آثر الاحتفاظ بها نتيجة اندهاشه بالعدد - بعد خضوعه لإجراء عملية جراحية لإزالة الحصوات، يقول حسن منذ شهور كنت أشعر بالألم وعندما ذهبت للطبيب قام بعمل أشعة وتبين ترسب الحصوات نتيجة لزيادة الملوحة فقمت بإجراء العملية أخر سبتمبر الماضى وأصبحت مداوماً على شراب البيريل حسب ارشادات الطبيب إضافة لقطع مسافة كبيرة للحصول على مياه محلاة من القرى المجاورة تجنباً لتكوّن حصوات مرة أخرى. أما وائل جمال، موظف – من أهالى توماس3- أشار لتآكل عداد المياه بمنزله وصدأ الحنفية بسبب ملوحة المياه إضافة لتجديد الفلاتر كل فترة وجيزة بسبب تلفها نتيجة ترسب الأملاح، وهو مادفعه للتصادم مع محصل فاتورة المياه، حيث يوضح جمال أنه حاول أكثر من مرة الامتناع عن دفع الفاتورة بسبب عدم استخدامه لتلك المياه فضلاً عن شرائه للماء إلا أنه كان رد المحصل طبقا لرواية جمال "كفاية بترشوا الميه أمام منازلكم". أشار جمال إلى أن المجلس المحلى لأصفون التابعة له "توماس 3" كان قد وعد الأهالى بالانتهاء من توصيل خطوط المياه التابعة لقرية "توماس 3" بالشبكة الرئيسية بإسنا بنهاية يونيو قبل الماضى ولكن لم يحدث شيء. وتابع جمال أن الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى قامت بتنفيذ تجربة منذ ست سنوات لتركيب خطوط جديدة للقرية بدلاً من الخطوط القديمة التى صدأت من تأثير الأملاح، إلا أنها انفجرت بمجرد تشغيلها وتم الاعتماد بعد ذلك على نفس الخطوط القديمة. من جانبه قال المهندس ياسر عشاوى السيد، مدير إدارة إسنا لمياه الشرب والصرف الصحى، بأن قرية توماس 3 تم إدارجها ضمن الخطة 2014_2015 ضمن قرى إسنا وبدأنا حفر غرفة لربط الخط الرئيسى الخاص بمحطة مياه الشيخ مسكين وخط ال6 بوصة الخاص بالقرية. وأوضح أنه عند اكتمال عملية الربط، فإن المحطة تبدأ فى ضخ المياه للقرى المدرجة ضمن خطة التوصيل على مرحتلين، الأولى ضخ المياه للقرى 700 لتر ثانية و1400 لتر ثانية كمرحلة ثانية. أما عن ميعاد بدء تشغيل المحطة الرئيسية لضخ المياه للقرى المدرجة بخطة التوصيل منها لهذه القرى، أشار المهندس محمد حسن، رئيس الجهاز التنفيذى لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحى بالأقصر، إلى أن بدء تجارب التشغيل فى أخر نوفمبرالمقبل لبعض القرى وليس جميعها كمرحلة تجريبية، لافتاً إلى أن فى تلك الفترة – أى فترة التجريب – يتم أخذ عينات من المياه ويتم تحليلها بالمعامل الكيميائية التابعة لمديرية الصحة وإن ثبت مطابقتها وصلاحيتها للاستخدام، يتم استكمال الجزء المتبقى من عملية الربط بين الشبكة الرئيسية والخطوط القديمة لتقوية المياه فى الشبكة ورفع جودتها.
