لا شك أن تطرف "داعش" الآن بدأ ينتشر بين كثير من المجتمعات والأجناس والبيئات المختلفة، لكن ما لم يكن فى الحسبان أن يجذب التطرف الإرهابى الجنس الناعم "النساء". فى دراسة لجامعة "كوين مارى" بلندن، أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الإناث المسلمات من بريطانيا يعتبرن عرضة للتطرف الإرهابى مثلهن مثل الرجال, حيث ثبت أن عدداً كبيراً منهن يسافرن لسوريا لنكاح مقاتلى داعش تحت مسمى الجهاد. أشارت الصحيفة، من خلال الدراسة، إلى أن التطرف مرحلتين، أولاهما معاناة الشخص من الاكتئاب والرفاهية المادية والمستوى العالى من التعليم والعزلة عن المجتمع كمرحلة أولى، أما المرحلة الثانية فهى اتصال الشخص بمتطرف والتعرض لمعتقدات غير تقليدية. من جانبه أكد "كمالديب بيهو"، أحد الباحثين من الجامعة فى مجال علم النفس الثقافى، أن 10% من مقاتلى بريطانيا فى داعش من النساء، مضيفا أن خطر التطرف لا علاقة له بنوع الجنس بل على العكس رأى أن وباء التطرف الإرهابى شائع بين الفتيات بشكل أكبر. أكدت التقارير أن 60 امرأة وفتاة بريطانيتات انضمتا ل"داعش"، وأخريات فى أعمار تتراوح بين 16 إلى 24 عاما، من بينهن فتاتان توأم سافرا إلى سوريا فى يوليو الماضى لإتباع أخيهما الذى سبقهما للانضمام لداعش، وزوجة مقاتل داعشى وأخريات من أماكن مختلفة من بريطانيا. أشار الباحث "بيهو" إلى أن التعاطف مع الأيديولوجية الإرهابية يأتى بين أفراد الطبقة المتوسطة وهم الأكثر عرضة للسخط والاكتئاب. كما نقلت صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية ما ذكرته صحيفة "دابق" الصادرة عن تنظيم الدولة الإسلامية أن "داعش" تأسر وتستعبد نساء الأقلية الأزيدية المضطهدة فى العراق وتعرضهم للبيع. بررت "داعش" فى صحيفتها الإلكترونية الناطقة باللغة الإنجليزية ما ترتكبه فى حق النساء الأزيديات, مرجعة أسبابه لأحكام إسلامية قديمة. أشار المقال، الذى نقلته "ذا إندبندنت" عن "دابق"، إلى أن عدد النساء الأسيرات يقسمن على مجاهدى داعش وفق الشريعة الإسلامية. ذكرت الصحيفة البريطانية أن معاناة النساء الأزيديات "حادة" لأن طبيعتهن الدينية المحافظة تعنى أن حتى هروبهن من "داعش" ستجعلهن يواجهن مستقبلاً غير آمن بسبب الاعتداء عليهن جنسياً.