على الرغم من رفع تنظيم "داعش" لشعار الإسلام والتدين وادعائهم بتبنيهم الدعوة الإسلامية، إلا أن غرائزهم لا تزال تتحكم بهم، فدفعتهم إلى ما يسمى ب"جهاد النكاح" ليتاجروا بالمرأة تحت مسمى الجهاد، ويستقطبوا الشباب لما يعتبرونه جهادا في سبيل الله. فتوجه أعضاء التنظيم الذي يلزم المرأة بارتداء النقاب إلى اغتصاب النساء بقصد دفعهم إلى الجهاد، وأصبحت المرأة في أعينهم مجرد أداء للمتعة، ليخترقوا بذلك القيم الإسلامية التي تكفل حماية كرامة المرأة وجسدها. وتناثرت دعوات التنظيم لجذب السيدات إلى دولة سوريا للالتحاق بما يسمى "جهاد النكاح" من خلال مضاجعة الرجال لمدة ساعات، بغرض تحميس -ما يعتبرونهم – المجاهدين على القتال. ووسط عبارات التهليل التي طالما يرددها التنظيم وتحريضهم على الجهاد في سبيل الله، تزايد معدل استياء المجاهدات بتنظيم "داعش" من بطش الرجال –المعروفين بالمجاهدين- بهن، وكثرة الاعتداء عليهن، حتى وصلت إلى عمليات الاغتصاب الجماعية. فذكرت تقارير أمريكية أن المراهقة النمساوية "سامرا كيزينوفيتش"، البالغة من العمر 16 عاما، والملقبة بملكة جمال مقاتلات داعش، غادرت القتال مع التنظيم، بعد أن ذكرت عدم قدرتها على تحمل العنف والاغتصاب الذي تشهده كل يوم، وأنها تريد العودة إلى منزلها. وذكرت "سامرا" في رسالة أرسلتها إلى أهلها أنها تتعرض لأبشع أنواع التعذيب والاغتصاب، حيث أنها تعرضت للاغتصاب من قبل جميع المقاتلين دون رحمة منهم أو شفقة، حتى أنهم مارسوا معها الجنس أثناء دورتها الشهرية. وتركت "سامرا" التنظيم بعد أن التحقت به في شهر أبريل الماضي مع صديقتها "سابينا سليموفيتش"، 15 عاما، لتأثرها بالأفكار المتطرفة للشباب الشيشاني في فيينا، وبلغ تحمسها لأفكار "داعش" أن أرسلت إلى أهلها قائلة: " لا فائدة من البحث عنا، نراكم في الجنة، سنخدم الله ونموت في سبيله". ولم تكن تلك الواقعة هى الأولى من نوعها، وإنما هرول الكثير من الفتيات، من هذا التنظيم الذي وصفنه بال"المقرف"، فروت "نورة"، إحدى السيدات التونسية التي فرت من تنظيم داعش، أنها هربت من التنظيم الإرهابي بعد ممارستها جهاد النكاح مع مائة رجل "داعشي" خلال 27 يوما، بموافقة زوجها. وحتى تحمى بعض الدول العربية الإسلامية فتياتها من الوقوع في ظلال تلك الدعوات التي توجهها "داعش" لهن، قامت بتحذير النساء من الانجراف نحو دعوات "جهاد النكاح"، وكانت على رأس تلك الدول المملكة العربية السعودية التي سرعان ما أحكمت قبضتها الأمنية على محاولة استقطاب التنظيم لنسائهن، وأصدرت إحدى صحفها تقريرا تحت عنوان "جهاد المناكحة.. ورقة من نار لشياطين داعش".