أيام قليلة ويهل على الأمة الإسلامية عيد الأضحى المبارك، حيث موسم الأضاحى، والذبح وفقا لما أمر الله به، بينما تظل الأعياد بصفة عامة مواسم لمهن مختلفة ومتعددة. ومن أبرز المهن التى لا يتحدث الكثيرون عن معاناتها، أو صعاب عملها، "الكوافيرات" و"الحلاقين"، فالكل يفد إليهم فى الأيام القليلة التى تسبق العيد، وربما يأتون فى أول أيام العيد، خصوصاً الرجال، فمنهم من يفضل التوجه إلى الحلاق عقب الذبح وفقا لما أمر الله به. "الكوافيرات" هن الأكثر معاناة من الرجال، إذ تقبل النساء بصورة كبيرة للتزين أثناء العيد، والظهور فى أبهى حلة، وما يزيد من تعقد الأمور، هو اختيار الأعياد كمواسم أيضا لحفلات الزفاف أو الخطبة، مما يزيد من التوتر أثناء العمل. رصدت "بوابة الوفد" فى جولة لها، أجواء العيد وحالة الطوارئ التى يعانى منها الكوافيرات والحلاقون، وتأثير هذا الضغط على جودة الخدمة المقدمة. تقول "فايزة"، صاحبة كوافير، إن طوارئ عيد الفطر تبدأ من منتصف شهر رمضان، فلا يغلق المحل فى إجازته الأسبوعية، ويتم ترتيب المحل لاستقبال الأعداد الكبيرة من النساء، فضلا عن بدء العرائس فى حجز الكوافير يوم زفافها. أضافت فايزة، أن الوضع يعتبر مختلفاً فى عيد الأضحى، إذ لا يشهد المحل كثافة كبيرة مثل عيد الفطر، ومن ثم فإن حالة الطوارئ فى عيد الأضحى تبدأ قبل العيد ب10 أيام فقط، إضافة إلى العمل طوال أيام العيد. أشارت "فايزة"، إلى أن العيد تكون له استعداداته الخاصة داخل المحل، إذ يتم شراء بضائع بصورة أكبر من الاستخدام الشهري العادي، خصوصاً صبغات الشعر، إضافة إلى زيادة العمالة داخل المحل، للمساعدة فى إنجاز الأعداد الكبيرة التى تقبل على المحل. كما لفتت فايزة، إلى أن العمالة الزائدة يتم حسابها ماديا بنظام الأسبوع، أما العاملات الدائمات، فيتم حسابهن بنظام "أوفر تايم"، مؤكدة على ضرورة استعانتها بعمالة زائدة كى تستطيع إنجاز الأعداد القادمة لها. أكدت صاحبة المحل أنها لا تغلق طوال أيام العيد، خصوصاً فى ظل وجود حجوزات للعرائس، لافتة إلى أن الإقبال فى أيام عيد الأضحى يكون قليلاً، مشيرة إلى أن الايام السابقة للعيد لا نوم بها قائلة "بنبقى مطبقين وبنفضل واقفين يمكن 24 ساعة متواصلة عشان نقدر نخلص". وعن تأثير هذا الازدحام على جودة الخدمة المقدمة، أكدت فايزة على أن الازدحام بالطبع يؤثر على الجودة، إذ بدلا من أن تنجز مهامها فى نصف ساعة تضطر لإنجازها فى ربع ساعة فقط، كى تتمكن من انجاز متطلبات باقى السيدات، حتى أنهن يضطررن أحيانا لتناول طعامهن وهن "واقفات". طالبت فايزة السيدات فقط بالصبر، قائلة "كل واحدة بتيجى عايزة تخلص فى أسرع وقت وده بيلخبطنا فى الشغل وأكيد بيأثر على الجودة بتاعة الشغل". وأيدتها فى ذلك "سحر"، كوافيرة، إذ قالت إن طوارئ العيد تبدأ قبل مجيئه ب10 أيام، مؤكدة أن العمل يظل متواصلاً لمدة 24 ساعة، قائلة "مبنعدش تقريبا". وأضافت سحر، يوم وقفة العيد خاصة "بنكون مطبقين"، إذ يبدأ العمل منذ العاشرة صباحا وحتى العاشرة من صباح أول أيام العيد بشكل متواصل، مؤكدة أنها منذ أن بدأت العمل فى هذه المهنة منذ 7 سنوات، لم تقض الأعياد برفقة عائلتها بل تقضيها فى عملها، مما قد يزعج عائلتها ويثير تذمرهم بعض الشيء. وأشارت سحر، إلى أن "الزباين" قبل العيد يكونون متعجلين على كل شيء، قائلة "بتبقى الزباين خنيقة جدا، عايزانى أعملها كل حاجة فى 5 دقايق مثلا"، لافتة إلى أنه يتم تزويد العمالة فى فترة طوارئ الأعياد كى يتمكنوا من مسايرة الأعداد التى تأتى إليهم، مؤكدة أنهم لا يلجأون إلى استغلال هذه الفترة ورفع الأسعار بينما تظل كما هى. فى حين قالت "مى"، كوافيرة، إنها عادة لا تخرج فى أيام الأعياد، بل أنها تستمع بقضائه وسط أجواء العمل، وأنها اعتادت على هذه الأجواء وتكون سعيدة بها. أضافت مى، أن حالة الطوارئ فى المحل تكمن مشكلتها فى الازدحام الشديد من السيدات، ومطالبة الجميع بإنهاء ما يطلبونه فى أسرع وقت ممكن، لافتة إلى أن يوم وقفة العيد خاصة يمر عليهم دون أخذ أى قسط من الراحة، ويظلوا على أقدامهم لمدة 24 ساعة متواصلة. أشارت مى إلى أن هذا الإرهاق بالطبع يؤثر على جودة العمل، ولكنها تظل مستمتعة بالعمل حتى فى فترات الإرهاق. وعن حالة الطوارئ لدى "الحلاقين"، يقول شريف، صاحب محل، إن موسم الأعياد ينتظره الحلاقون من العام إلى الآخر، لذلك فهم يتحملونه بكل ضغوطاته وازدحامه. أضاف شريف، أن الزحام فى عيد الفطر يكون أكبر منه فى عيد الأضحى، لافتا إلى أنه أحيانا يزيد العمالة لاستيعاب الأعداد المتوافدة إليه. أشار شريف إلى أنه لا يرفع الأسعار فى الأعياد، خصوصاً مع المصريين، لأنهم "غلبانين"، وأن الحالة الاقتصادية للبلد بصفة عامة معروفة، بينما قد تزيد الأسعار بصورة طفيفة لا تتعدى 5 جنيهات بالنسبة للخليجيين والأجانب. فيما قال "ممدوح"، حلاق، إنهم منذ سنوات كانوا يضطرون للمبيت فى المحل ليومين متواصلين من كثرة الإقبال، لافتا إلى أن يوم الوقفة يكون بلا نوم "بنطبق لحد الصبح". وأضاف ممدوح، أنه نظرا لضغوط الحياة، لم يعد يتردد الكثيرون على المحل، وأصبح المحل يغلق من الثانية صباحا، خصوصاً فى عيد الفطر، بينما فى عيد الأضحى فإن الازدحام يبدأ عقب صلاة العيد والذبح. وعن تأثير الازدحام على مستوى الخدمة، لفت ممدوح، إلى أن الزحام قد يؤدى لإعراض البعض عن المحل، بينما إذا كان "زبوناً دائماً" فإنه ينتظر حتى يحلق بالمحل، مؤكدا أنه بالرغم من الإرهاق وضغط العمل، لا يؤثر هذا على الخدمة المقدمة، قائلا "مهما نكون مطبقين بنظبط الحلقة وبتكون كويسة".