العيد فرحة لا يعرفها سكان مقابر البحيرة حتي «لحمة» الأضحية لا يرونها إلا في موسم العيد حيث تعيش 67 أسرة من معدومي الدخل بجانب المقابر. إنهم سكان منطقة المقابر بمدينة حوش عيسي بمحافظة البحيرة أو كما يطلقون عليهم سكان منطقة (السبرتو) تلك المنطقة الموجودة علي أطراف مدينة حوش عيسي ويقطن بها أكثر من ثلاثة آلاف نسمة وقد صنفت من قبل المسئولين بأنها منطقة غير آمنة. سكانها ممن يعملون بجمع القمامة وبيع الخردة ومنهم من يعمل بمهن أخري متردية وجميعهم يعيشون حياة بدائية ومحرومون من المرافق حتي إن معظمهم يقوم بقضاء حاجته في آبار تم حفرها بمنطقة المقابر التي يعيشون فيها.. ولأنهم يعيشون علي أراض مملوكة للدولة قد وضعوا أيديهم عليها منذ أكثر من 50 عاما وبنوا عليها منازل من الطوب اللبن إلا ان الدولة رفضت تقنين أوضاعهم بما يسمح لهم بالبناء وتوصيل المرافق.. واستمرت معاناتهم حتي عام 2010 حيث قام مسئولو صندوق تطوير العشوائيات بمحافظة البحيرة بعمل بحث عن سكان هذه المنطقة بعد تعدي معظمهم علي حرمات الموتي بعمل حظائر للحيوانات والدواب وتخصيص أماكن للعربات الكارو علي الأراضي المخصصة لدفن الموتي وقد تبين أن المنطقة لا يوجد بها صرف صحي ولا مياه شرب علي الرغم من كونها جزءاً من مدينة حوش عيسي. تقول زكية محمد حسن ربة منزل: نحن منسيون ونعيش حياة بدائية فزوجي يعمل عربجي ولدينا 6 أولاد ولا نملك من الحياة سوي قوت يومنا وبنينا منزلاً من الطوب اللبن منذ أكثر من 20 عاما وهو الآن مهدد بالانهيار وناشدنا المسئولين لكي يقننوا وضعنا وسمعنا كثيرا عن تطوير المنطقة حتي نشعر بآدميتنا ولم يحدث شيء فأنا لن أخرج من المنطقة التي نشأت بها أنا وأولادي وقد وعدنا بتطويرها وتقنين أوضاعنا فالكلام جميل ولكن أين التنفيذ؟! كما تقول سعيدة عطية : زوجي يعمل سائق توك توك ولدينا 4 أولاد و(بناتي كبروا) وشعروا بخطورة المنطقة لان الزمن صنفها ضمن 4 مناطق غير آمنة علي مستوي المحافظة ولأن المنطقة عشوائية وغير منظمة فقد كانت عرضة لسكن البلطجية والمسجلين خطر وعندما يذكر اسم المنطقة أمام أي إنسان يعقب علي الفور بأنها مأوي للبلطجية ويخشي الكثيرون الاقتراب من أهلها أو مصاهرتهم علي الرغم من أن معظم سكانها (ناس طيبين) وقد قررت وفتياتي ترك المنطقة ووافقنا علي اقتراح اللجنة التي جاءت لبحث حالتنا من المحافظة ببناء مساكن بديلة لنا بمنطقة «ست عريفة» ولكنهم أخبرونا بأنها خارج الحيز العمراني. وأضاف مرضي شحطيط: إنني أعيش مأساة بعد تعرض منزلي المبني من الطوب اللبن للانهيار بفعل مياه الأمطار وسكنت أنا وزوجتي ووالدي وأولادي الثلاثة في غرفة مجاورة لمنزلنا ونتمني سرعة البت في حالتنا لان أولادنا لا يجدون مكانا يلعبون فيه سوي المقابر والأدهي والأمر ان تلال القمامة تحصرنا من كل اتجاه مما يجعلنا عرضة للإصابة بالأمراض فأصابنا إحساس بأننا موتي رغم أننا أحياء. كما يقول فتحي شحاتة 63 سنة أنا رجل مسن ومسئول عن 6 أولاد وليس لدي ما أدفعه لكي أقوم ببناء منزل حتي لو قننوا أوضاعنا وسمحوا لنا بالبناء فمن أين سندفع وكيف سنبني فحالتنا يرثي لها فلابد أن يراعي المسئولون البعد الإنساني في التعامل معنا فنحن مهمشون ونعيش في منازل غير آمنة دون أي سند قانوني بوضع اليد والغد مظلم بالنسبة لنا والصرف الصحي قمت بدفع رسوم توصيله ولم يحدث شيء ومازلنا نعيش كحيوانات بل الحيوانات تتمتع بآدمية عنا.