تواجه مدارس محافظة قنا مع بداية العام الدراسى الجديد عدة أزمات، منها أزمات خلفتها الاضطرابات التى أعقبت ثورة 25 يناير على مدار 3 سنوات وهى عدم انتظام الجدول المدرسى، التسرب من التعليم، تأخر صرف الكتب الدراسية، والانفلات الأمنى. هذا بالإضافة إلى قلة الإمكانيات بمدارس القرى فى المعلمين وزيادة الكثافة فى الفصول، والخلل فى البنية الأساسية فى تلك المدارس ومنها عدم وجود أسوار بها مما يعرض حياة التلاميذ للخطر، وتدنى النظافة بالمدارس بسبب نقص العمالة التى لا تتسلم رواتبها بشكل منتظم بسبب عدم وجود ميزانية مخصصة لها، وتعتمد على ميزانية مجلس الأمناء. يقول الناشط السياسى بركات الضمرانى، أن توفير مناخ ملائم للعملية التعليمية، أولى الخطوات لإصلاح المنظومة التعليمية، وكشف "الضمراني" ل"الوفد" أن هناك عدة مدراس فى المحافظة فى القرى، تعانى من عدم وجود أسوار مغلقة عليها، ومنها مدرسة "الشيخ رجب الابتدائية" فى قرية "القبيبة" بمركز فرشوط؛ التى توجد وسط زراعات القصب من كل الجوانب وتضم نحو 380 طالبا، وأن العاملين فى المدرسة يقومون يوميا بتفقد الفصول خشية وجود ثعابين أو ذئاب تفتك بتلاميذ المدرسة. وأوضح أن المدرسة أنشئت سنة 1990 بالجهود الذاتية من أهالى القرية لتعليم أبنائهم وأنهم تقدموا بمذكرة للمسئولين لبناء سور، غير أن عدم وجود ميزانية حال دون ذلك. وأشار "الضمراني" إلى أن مدارس القرى هى الأكثر تضررًا فى نقص المدارس وعدم وجود إمكانيات بها ومنها مدرسة "نجع الست" فى مجلس قروى أولاد نجم وهى بدون سور وتعرض التلاميذ فيها فى الأعوام الماضية لعدة حوادث مرورية لذلك السبب. ويقول أنور عمارة، مدرس، أن الخصومات الثأرية بين العائلات فى بعض المناطق تلقى بظلالها على العملية التعليمية، مما يؤدى إلى تسرب التلاميذ من التعليم خشية على أرواحهم مدفوعين من الأهل. وذكر "عمارة" أن هناك مناطق مثل "حمرة دوم" و"أبو حزام" فى مركز نجع حمادى، و"الحجيرات" بقنا، و"فرشوط" بنجع حمادى، تعانى من تلك الأزمة حيث وقعت عدة حوادث الأعوام الماضية أسفرت عن حالة من الفزع لدى أولياء الأمور جعلت الفقراء منهم يسحبون أبنائهم من المدارس، خشية على حياتهم ولجأ القادرين إلى تغييب أبنائهم عن المدارس وإلحاقهم بفصول الدروس الخصوصية فى المنازل. مطالبا الأجهزة الأمنية بطمأنة أولياء الأمور فى المناطق الملتهبة، بوجود عناصر شرطية لحفظ الأمن أمام المدارس، ولوقف ظاهرة تسرب التلاميذ من المدارس. وفى السياق ذاته ظهرت مع بداية العام الدراسى الجديد أزمة نقص فصول رياض الأطفال فى المدارس، مما تسبب فى وضع عدد كبير من تلاميذ رياض الأطفال على قائمة الانتظار للعام المقبل، وقامت المحافظة بزيادة كثافة الفصول من 40 إلى 45 طفلا تفعيلا للقرار الوزارى رقم 285 المادة السابعة؛ والذى ينص على أنه يجوز للمحافظ زيادة الحد الأقصى لعدد تلاميذ الفصل فى مدارس المحافظة بمختلف مراحلها إذا اقتضت الضرورة بما لا يجاوز 10% من العدد المقرر للفصل ولا يجوز تجاوز هذه النسبة إلا بقرار من وزير التربية والتعليم. من جانبه أعلن عبد الحميد الهجان محافظ قنا، عن تشغيل 9 مدراس جديدة خلال العام الدراسى الجديد بمراحل التعليم الإعدادى، والابتدائى العام، والتجريبى، بتكلفة حوالى 22 مليون و593 ألف جنيه إضافة إلى عمل صيانة شاملة لعدد 11 مدرسة.