تواجه العملية التعليمية بمحافظة قنا مع بداية العام الدراسى الجديد العديد من المشكلات التى تؤثر بالسلب على مستوى التعليم، ومستقبل الطلاب حيث تأتى فى مقدمة تلك المشكلات البنية التحتية والمتهالكة لعدد من المدارس والمبانى إلى جانب العجز الشديد فى بعض التخصصات، والموقع الجغرافى للمدارس بسبب الخصومات الثأرية بين العائلات وبُعد المدارس عن منازل الطلاب. فى البداية يقول مدير مركز حماية لحقوق الإنسان بقنا أن ناقوس الخطر يدق بخصوص مدرسة «نجع الست» الابتدائية التابعة لقرية بهجورة والتى تقع على طريق تمر به سيارات النقل الثقيل، والخفيف، والدرجات البخارية، والحمير، والكلاب، فى الوقت الذى لا توجد فيه أسوار للمدرسة مما يمثل خطورة على حياة الطلاب. ويضيف مدير المركز أن المدرسة ليس بها صنابير مياه وتخلو تمامًا من أية مرافق وكثافتها أكثر من 400 تلميذ وتخدم ثلاث قرى، وكثيرا ما تقدموا بشكاوى واستغاثات لهيئة الأبنية التعليمية ومديرية التربية والتعليم ولكن لا أحد يستجيب. وتشاركها نفس المشكلة مدرسة «الشيخ رجب» الابتدائية بقرية القبيبة والتى تعانى من عدم وجود سور رغم ملاحقتها لزراعات القصب حسبما ذكر أحمد عباس، موظف، مناشدًا محافظ قنا بسرعة التدخل حفاظًا على مستقبل الطلاب وحياتهم. ويصف حمادة السمطى، حال مدرسة «كوم البيجية» الابتدائية بالمأساة، حيث تقع بالقرب من ترعة الرى والتى كلما فاضت مياهها تغرق المدرسة وتحولها لبركة مياه. ويشكو حسين عبدالقادر، مدرس بمدرسة عرب الصبحة الابتدائية، الواقعة فى منطقة جبلية، من عدم وجود مياه بحمامات المدرسة، وتهالك المرافق بها، موضحًا أن المدرسين يعانون معاناة شديدة بسبب عدم وجود مياه لقضاء حوائجهم، وناشدوا أكثر من مرة مديرية التربية والتعليم ولكن لا أحد يستجيب. وفى قرية الترامسة حول المقاول المسئول عن عملية ترميم مدرسة «الترامسة الإعدادية» إلى كوم تراب بعد أن أسندتها هيئة الأبنية التعليمية إليه وهرب بمعداته وعماله بحجة عدم حصوله على مستحقاته المالية من الهيئة، ويستقبل ما يقرب من 1000 طالب العام الدراسى بقلوب تملؤها الحسرة بعد هدم مدرستهم وتحويلهم لمدرسة ابتدائية مجاورة. وفى مركز فرشوط شمال المحافظة تسببت الخلافات الثأرية بين عائلتى «السحالوة، والمخالفة» والتى راح ضحيتها حتى الآن 10 أشخاص من العائلتين فى عزوف الطلاب عن الذهاب للمدراس خوفا على حياتهم حيث يتحول المركز حال تجدد الاشتباكات بين العائلتين إلى حرب عصابات وكشف عن بروتوكول تعاون بين المديرية، ومديرية الأمن لترتيب وحماية الطلاب فى المدارس التى تقع فى مرمى الخلافات الثأرية لافتا أن التقارير الأمنية طلبت عدم فتح تلك المدارس وسوف يتم على ضوئها اتخاذ قرار بنقل الطلاب إلى مدارس أخرى.