عندما يريد المصري شيئا يفعله مهما كان.. حتي لو كان شراء بلده من جديد.. هذا ما فعله المصريون عندما اصطفوا طوابير داخل البنوك لشراء شهادات قناة السويس، شيوخا قبل الشباب، نساء قبل الرجال، ما يقرب من 20 مليون مصري تجمعوا خلال ستة أيام فقط لشراء بلدهم وإخراجه من عثرته. 40 مليار جنيه جمعها المصريون في ستة أيام ليثبتوا ا للعالم للمرة الثالثة منذ ثورة 25 يناير أن مصر أكبر من أي نظام، أو تنظيم، أو جماعة، أو حتي لوبي عالمي.. وعندما يقرر المصري مصيره يضع وطنه قبل نفسه، وعندما يقتنع المصري بقائده.. يملكه أمره، ويثق في قراراته، ويسير خلفه ويدعمه حتي لو بالروح. فرغم ما يعانيه المصري حتي الآن من ارتفاع في الأسعار، وانقطاع الكهرباء، وأزمات ومشاكل.. الكثير منها كان سببا في إزاحة نظام دام حكمه ثلاثين عاما، وخلع نظاما آخر لم يستطيع الصمود عاما واحدا أمام غضبة المصريين عليه عندما استشعروا انه يبيع الوطن لصالح جماعة.. إلا أن المصري سار ودعم من استشعر بأنه صادق في حبه للوطن حتي لو لم يستطع تحقيق أمانيه، أو تأخر في حل مشاكله وهمومه، المهم انه صادق في حبه لمصر، عادل في حكمه، صارم في قراراته، حريص علي بقاء مصر مرفوعة الهامة لا تنحني مهما كانت المواجهات. الرهان الذي دخله السيسي كان قائما علي أرض صلبة، تستمد قوتها من ثقة المصريين وإيمانهم بقائدهم.. ولم يخب ظنه، بل أنه أعطي درسا للجميع في الداخل والخارج، لكل لوبي مصالح بالداخل اعتقد ولو للحظة انه يمتلك مفاتيح الأمور طالما كان مالكا للمال.. لكل قوي خارجية تخيلت أن مقدرات مصر بين ايديها طالما وجدت شراذم تحركها بالمال ضد مصر وشعبها.. لكل نظام ظن ان العمالة والخيانة طبع سائد بين المصريين لمجرد أنه استطاع السيطرة علي بعض ضعاف النفوس المتسترين وراء الشعارات الزائفة...لكل هؤلاء قال المصري الحقيقي.. من لم يعلمه التاريخ من هو المصري.. اليوم أدركتم من هو المصري! أتمني أن يستثمر الرئيس هذه الأرضية وهذه الثقة وهذا الحب، الذي اثبته المصريون بقبولهم وتنفيذهم لكل قرار مهما كانت تداعياته.. في التحرك السريع والقوي نحو اتخاذ المزيد من القرارات لصالح هذا الشعب الطيب، والعمل علي تخفيف الأحمال والضغوط من علي كاهله، أتمني أن يستثمر هذا الحب والعمل علي تدعيمه بقرارات صارمة تقضي علي كل فساد، أو استغلال مناصب، أو نفوذ يعيدنا للوراء.. فإذا استشعر المصريون بأنهم علي طريق الاصلاح الحقيقي القائم علي دولة القانون، والعدل فلن نقف أمامهم اي قوي ولو اجتمع العالم عليها.