قال العقيد مهندس عمرو عمار، الكاتب المصري والمحلل السياسي، أن الخطوة التي اتخذتها قطر بترحيل 7 من قيادات تنظيم الإخوان الإرهابى من أراضيها، من شأنها أن يكون لها أثر فى الداخل المصرى، كونها تُفقد الروح المعنوية لعناصر التنظيم فى مصر، وتعطل قنوات الاتصال بين الإخوان وقطر. أضاف عمار، في تصريحات ل"بوابة الوفد"، اليوم السبت، أنه لا يمكن اعتبار الخطوة التي اتخذتها قطر تراجعاً عن دورها المشبوه تجاه مصر، ولكنها خطوة أولى نحو خروج مزيد من قيادات الإخوان من قطر بضغوط أمريكية، كنوع من الترضية للمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، والاستقطاب لدول الخليج، من أجل الانضمام إلى التحالف الدولى ضد تنظيم "داعش" الإرهابى. أشار المحلل السياسي إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى لإحياء الحرب بالوكالة في العراق، المتمثلة في الصحوات والعشائر السنية، وهو ما يجعلها تسعى نحو كسب ود المملكة العربية السعودية لسببين، أولهما النفوذ القوى الذى تتمتع به السعودية عند العشائر السنية بقيادة عزت الدوري، وقدرتها على إقناع هذه العشائر بالقتال ضد "داعش"، وثانيهما رصد ووقف قنوات التمويل من رجال الأعمال الخليجيين إلى "داعش". ولفت إلى أن هشاشة التحالف الدولى بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية المكون من 40 دولة، هو ما دفع الولاياتالمتحدة نحو التفكير فى إحياء نموذج الحرب بالوكالة مجدداً، إذ وافقت 3 دول من التحالف وهي كندا وفرنسا وبريطانيا على التحرك العسكرى، بينما أبدت باقى الدول رفضها للتحرك العسكري وإمكان المشاركة السياسية في التحرك ضد "داعش". ألمح عمار إلى أن خطة التحالف الدولى ضد "داعش" بقيادة الولاياتالمتحدة، ستستمر على مدى 36 شهراً، وتقوم على 3 محاور رئيسية، أولاً الضرب الجوى لقواعد "داعش" بالعراق، ثانياً دعم الحكومة العراقية الجديدة، ودعم قوات البشمركة الكردية بقيادة مسعود برزانى، واصفاً الدعم العسكرى المُقدم للبشمركة ب"الخبيث"، كونه يرفع من طموحات برزاني نحو الانفصال عن العراق. وتابع: "أما المحور الثالث، وهو الخاص بسوريا، فيتضمن تنفيذ ضربات جوية عدة على معقل داعش فى سوريا وهو الرقة، والهدف من وراء هذه الضربات فى حقيقة الأمر هو إسقاط بشار الأسد، إذ رفضت الولاياتالمتحدة انضمام سوريا إلى التحالف الدولى ضد داعش، فى حين رصدت مبلغ 500 مليون دولار من أجل شراء أسلحة لميليشيا الجيش الحر، وفتح معسكرات تدريب لهم، ومن المرجح أن تكون هذه المعسكرات على الأراضى السعودية، وذلك كله حتى تكون ميليشيا الجيش الحر بديلاً عن الجيش السورى فى مواجهة داعش". حذر عمار من مغبة فتح الأراضى السعودية أمام مقاتلى ميليشيا الجيش الحر للتدريب على مواجهة تنظيم "داعش"، إذ إن "داعش" تم إفرازها فى أثناء تقديم الدعم للميليشيات المقاتلة ضد بشار الأسد، مبدياً تخوفه من ميلاد "داعش" جديدة ولكن بثوب مختلف من خلال الدعم المقدم هذه المرة. وأردف عمار: "السعودية محاطة بالهلال الشيعي من الجهات كافة، وهو ما يفسر سعيها الحثيث نحو دعم المقاتلين ضد بشار الأسد، فى محاولة منها للتخفيف من حدة هذا الحصار، ولكن أخشى إن سقط بشار الأسد وتولت القاعدة والتنظيمات الإرهابية ملء الفراغ السياسي الذي سيحدث عقب سقوط بشار، أن تسقط السعودية فى الجولة التالية".