أكد وزير الخارجية، سامح شكرى، أن مصر تعانى من مشكلة الإرهاب متوقعا من الشركاء الدوليين عند صياغة الاستراتيجية هذه أن يكون هناك دعما للقدرات المصرية للتعامل مع كافة أشكال الإرهاب والسعى إلى احتواء هذا الفكر الإقصائى الذى يسعى للسيطرة وعدم التعامل مع الآخر. جاء ذلك فى المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده سامح شكرى ونظيره من بوركينا فاسو. وقال سامح شكرى، إنه تم طرح عدد من مجالات التعاون، كما تم الاتفاق على عقد اللجنة المشتركة التى سيتم خلالها وضع الأطر لتدعيم العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات لافتا إلى أنه تم الاتفاق على زيادة المنح الدراسية المقدمة لبوركينا فاسو. وأشار شكرى إلى أن هناك مشروعات جديدة لمصر فى بوركينا منها مشروع لإقامة مطار جديد فى واجاوجو وهناك اهتمام من جانب مصر للطيران لتسيير رحلات إلى المطار والمشاركة فى إنشائه. وأكد أن مصر وبوركينا فاسو تهتمان بدعم الاستقرار فى القارة الأفريقية، مشيرا إلى أن مباحثاته اليوم مع نظيره البوركينى جبريل باسولى تناولت التنسيق المشترك فيما يخص القضايا الأفريقية والاتفاق على العمل المشترك من خلال عضويتهما فى الاتحاد الإفريقى والمنظمات الدولية. ومن جانبه أعرب وزير خارجية بوركينا فاسو عن شكره للوزير شكرى على الدعوة من أجل تطوير التعاون الثنائى بين البلدين.. مؤكدا أنه تم استعراض الترتيبات الخاصة لعقد الاجتماع الثالث للجنة المشتركة المصرية- البوركينية من أجل تفعيل آليات التعاون ودعم الخبرات والتنمية الاقتصادية. وأشار إلى أنه تم التطرق إلى السلام والأمن فى أفريقيا والساحل والصحراء والدور الهام الذى تلعبه مصر وقامت به فى القضية الفلسطينية وجهود وقف إطلاق النار فى قطاع غزة.. مشيرا إلى أن مصر وبوركينا تدعمان الاستقرار على الساحة الأفريقية. وأشاد بعلاقات الصداقة التى تربط بين البلدين.. مؤكدا أن بلاده ستدعم انتخاب مصر للحصول على عضوية غير دائمة فى مجلس الأمن الدولى اتساقا مع الدور المصرى فى إقرار السلام العالمى. وردا على سؤال حول دوره كمبعوث للساحل والصحراء إلى ليبيا والوضع الحالى بها.. أوضح أن الوضع فى ليبيا مقلق للغاية ويمثل عنصرا للتهديد بالنسبة للمنطقة بأسرها وخاصة الساحل والصحراء. وأضاف أن جميع الدول المعنية والمنظمات الإقليمية تتفق جميعها على ضرورة مساعدة ليبيا للخروج من الأزمة واستعادة الاستقرار ودعم مؤسساتها واستقراراها..معتبرا أن أحد أسباب الأزمة الحالية فى ليبيا يتمثل فى تدهور الأوضاع فى شمال مالى وأن الأمن والاستقرار فى القارة سيتحقق بالحوار. وبشأن الاجتماع الوزارى الذى سيعقد فى جدة غدا حول إرهاب داعش ومشاركة مصر به..أكد وزير الخارجية سامح شكرى أن هذا الاجتماع يعد مناسبة هامة لوضع تصور متكامل مع كيفية التعامل مع ظاهرة الإرهاب فى المنطقة وموجات التطرف وما تؤدى إليه من عدم استقرار دول المنطقة. وأشار وزير الخارجية إلى أن تنظيم داعش استطاع أن يسيطر على قطاعات من الأراضى العراقية بما يهدد وحدة أراضى العراق كما ارتكب جرائم مما يحتاج إلى تكاتف من جانب الشعوب للقضاء على الإرهاب من منظور شامل والتعامل معه من خلال رصد الأسباب التى أدت إلى انتشار الظاهرة، حيث ينتشر حاليا فى العديد من المناطق فى ليبيا وسوريا والعراق ومالى والصومال ونيجيريا.. مشددا على ضرورة وضع استراتيجية دولية لمقاومة الإرهاب فى كافة المناطق التى ينتشر بها على حد سواء من خلال تصحيح المفاهيم المغلوطة وتوضيح صورة الإسلام الصحيح الذى تسعى هذه الجماعات إلى إلصاقه بالأعمال الوحشية التى يرتكبونها.. ومن المقرر أن يشارك فى اجتماع جدة العديد من الأشقاء العرب والمسئولين الدوليين فى وضع هذه الاستراتيجية بما يحقق مصلحة المنطقة. وردا على تقييمه للوضع فى منطقة الساحل والصحراء والدعوات التى أطلقتها فرنسا للتدخل عسكريا فى ليبيا أسوة بما جرى فى مالى.. قال وزير خارجية بوركينا فاسو إن الوضع فى الساحل والصحراء ضعيف للغاية والمؤسسات غير موجودة وعدم قيام الدولة بدورها يؤدى إلى ضعف الأوضاع وهو ما يشجع على تواجد اشكال متعددة من الجرائم والمخدرات والتطرف والإرهاب والأزمة فى شمال مالى تجسد الوضع فى الصحراء.. مشددا على ضرورة مواجهة هذه الظواهر ليس فقط بالطرق الأمنية والعمل على مواجهة الظاهرة وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية. وفيما يتعلق التدخل الأجنبى فى ليبيا .. أكد أننا لا نسعى للتدخل الأجنبى فى ليبيا نحن نرغب أن يمدوننا بالإمكانيات لحل مشاكلنا بأنفسنا وتحقيق الاستقرار بأنفسنا ولكن فى مواجهة الإرهاب اليوم نحن نطالب بمساعدة الشركاء ونحن حريصون فى نفس الوقت على الحفاظ على سيادة الدول الأفريقية و نطالب بالتضامن فى مواجهة الإرهاب والتطرف. وحول مؤتمر إعادة إعمار غزة وما إذا كان سيركز على الدعم المادى لغزة فقط أم سيشمل حشد المجتمع الدولى لرفع كافة أشكال الحصار عن غزة.. قال شكرى إنه التقى أمس مع الوزير النرويجى بورج برندى، وكانت هناك مباحثات ممتدة شملت الدعوة المشتركة لعقد المؤتمر وتم تحديد موعده فى 12 أكتوبر القادم، كما تم الاتفاق على توجيه الدعوات اعتبارا من اليوم. ووصف شكرى المؤتمر بالهام فى ضوء التدمير الواسع الذى تعرض له قطاع غزة نظرا للأعمال العسكرية التى ارتكبتها إسرائيل وما أدى إليه من معاناة من جانب الشعب الفلسطينى فى غزة وتشريد حوالى 400 الف مواطن فقدوا منازلهم لذا كان لزاما علينا ان نسير قدما لعقد المؤتمر لدعم الشعب الفلسطينى وذلك تحت رعاية الرئيس محمود عباس للدور الهام الذى ستلعبه السلطة الفلسطينية فى إعادة الإعمار. وأوضح أن الظروف ومعاناة شعب غزة تقتضى منا أن نعمل بكل جد لتوفير الدعم الإنسانى ولضمان فتح المعابر الإسرائيلية لتلقى الدعم الإنسانى ومواد البناء الضرورية لإعادة إعمار القطاع.. سوف نعمل على جذب الشركاء الدوليين والدول المانحة للمشاركة فى المؤتمر فى إطار المسئولية الدولية.