ذكرت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية في تقرير لها اليوم الأربعاء الأطراف الفائزة والخاسرة في حرب إسرائيل على غزة التي استمرت لمدة 50 يوم وكانت الأطول والأكثر دموية بين الثلاث حملات التي شنتها إسرائيل على غزة منذ عام 2009. وقالت الصحيفة إن الاتفاق بين الطرفين لوقف إطلاق النار الدائم أعاد كلا منهما إلى المربع واحد، خاصة أنه يشبه إلى حد كبير ذلك الذي أنهى الحرب الأخيرة في عام 2012 وعادت الحرب بينهما مجددا. وأضافت الصحيفة قائلة: من المستحيل القول بأن كلا الجانبين قد فازا، ولكن من الممكن أن نحدد من أبلى بلاءً جيدا ومن الذي ظهر أضعف في هذا الصراع. ورأت الصحيفة أن أول الفائزين من هذا الصراع هي حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، فبعد أن كانت تعاني من العزلة السياسية والإفلاس وأجبرتها ظروفها على المصالحة مع خصمها التقليدي حركة "فتح" قبل عملية "الجرف الصامد"، جاءت تلك الحرب كتطور مرحبا به، لتؤكد على قوتها نظرا لأنها استطاعت للمرة الثالثة خلال خمس سنوات أن تواجه أحد أفضل جيوش العالم وتمكنت من البقاء في السلطة. أما الفائز الثاني فهو "اليمين الإسرائيلي"، الذي اتخذ من تلك الحرب ورقة يلعب بها في الانتخابات القادمة ضد منافسه رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" لعدم اتخاذه خطوات أكثر صرامة ضد حماس. وانتقلت الصحيفة لتشيد بأداء "القبة الحديدية" الإسرائيلية التي أظهرت قوتها كجزء استراتيجي هام استطاعت تغيير قواعد اللعبة ونجحت بنسبة 90% في اعتراض الصواريخ، فأطلقت حماس والجماعات الناشطة الأخرى أكثر من 4600 صاروخ وقذائف الهاون باتجاه البلدات والمدن الإسرائيلية، بما في ذلك تل أبيب والقدس ولكنها لم تستطيع أن تقتل أكثر من 6 مدنيين فقط وجميعهم من المجتمعات المجاورة لحدود قطاع غزة، حيث القبة الحديدية غير قادرة على الاستجابة بسرعة كافية. وانتقلت الصحيفة إلى الجانب الآخر من الصراع، وهو الجانب الخاسر، وجاء في المقدمة "بنيامين نتنياهو"، فبعد أن كان يحظى بتأييد كبير لإعلانه أن أهداف عمليته إضعاف حماس ووقف إطلاق الصواريخ ووصلت شعبيته لذروتها عندما أرسل القوات البرية إلى قطاع غزة لتدمير أنفاق حماس، ولكن بدأت الانتقادات تنهال ضده عندما دخل في مفاوضات لوقف إطلاق النار وفي الوقت الذي كان يلتزم به بالهدنة كانت حماس تكسرها وهو ما جعله يبدوا ضعيفا داخل مجلس الوزراء. ومضت الصحيفة في حصر الأطراف الخاسرة، وقالت، يمكن أن يكون الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" ضمن الفائزين في حال استمرت المصالحة مع حماس وأجريت انتخابات لتنصيب حكومة وحدة وطنية. وفيما يخص الولاياتالمتحدةالأمريكية، فلم يكن "جون كيري"، وزير الخارجية الأمريكية، شخصية محبوبة على نطاق واسع في إسرائيل، ولكنها ازدادت كراهية بعد عملية "الجرف الصامد" ، فخلال الحرب في غزة، واجه الكثير من الانتقادات لتضييعه الوقت والجهد في التوصل لاقتراح لوقف إطلاق النار الذي قدُم من قبل حلفاء حماس وهم تركيا وقطر.