تناول الزميل جابر القرموطى أمس الأول فى برنامجه الشهير «مانشيت» مقالى الذى نشرته أول أمس الخميس، والذى قارنت فيه بين تجربة عمر بن عبدالعزيز فى الحكم.. وبين «بدايات» الرئيس عبدالفتاح السيسى..بداية من تنازل كل منهما عن معظم ممتلكاته للدولة حتى تلك التى ورثاها عن آبائهم..حتى إخلاصهم فى العمل وسباقهم للزمن فى انجاز الاعمال والمشروعات لنهضة بلادهم..حتى تغير حال البلاد فى عهد عمر بن عبدالعزيز.. لدرجة ان البلاد فى عهده خلت من اي فقير، او مستحق للزكاة ..وهنا قلت ان تجربة السيسى والذى لم يمر عليها أكثر من شهرين، وبضعة ايام ومع ذلك شرع الرجل فى العديد من المشروعات الكفيلة بنقل مصر من دولة «قعيدة» الى دولة «عملاقة»..ووضعت شرطا لازما لنجاح السيسي ومشروعاته، وهو ضرورة وقوف الشعب بجوار الرجل ومؤازرته ، وعلى السيسى- نفسه- ان يحسن اختيار حاشيته ومعاونيه. هذا ما كتبته بمقالى وقد كتبته أشد على يد الرجل حتي لايستمر شعوره بالغبن والظلم من الاعلام ..كما قال بنفسه يوم إطلاقه إشارة البدء في مشروع القناة الجديدة..فقد قال السيسى ان عبدالناصر كان «محظوظا» لانه كان يعمل والإعلام يسانده ولم يكن يعمل ضده كما يحدث الان! هذا ماقاله رئيس الجمهورية..وهو يشعر بمرارة ان الاعلام المصرى لايسانده..وهنا شعرت بمسئولية ان نقول للرجل لاياسيادة الرئيس.الاعلام يقف معك ويقدر مجهوداتك واخلاصك ..حتى اذا ماانتقدنا احد قراراتك فنحن فى مركب واحد..هذا ما أردت ان أقوله للسيسى.. وأنا شخصيا انتقدت بشدة قراره برفع الدعم -جزئيا-على الوقود مما ادى لاشتعال الاسعار وزيادة معاناة الفقير فى بلادنا.. الا ان الزميل جابر القرموطى-وأنا أحمل له فى نفسى معزة خاصة - قرأ المقال بشكل مختلف تماما، وحملة بماليس فيه..وهو مانبهت اليه في بداية كلامى.. عندما قلت أرجو ألايعد هذا الكلام من قبيل النفاق...وذكرت القارئ الكريم ان تاريخى الاعلامى معهم ينفى عني ذلك ..فماذا قال» القرموطى» فى برنامجه عن المقال.. وماذا فهم منه ؟!. * بداية كنت أتمني ان يعرض القرموطى المقال ، حتى يطلع عليه المشاهد، ويفهم ما فيه دون ان يفرض مذيع البرنامج رأيه عليه..او ان يتصل بى جابر لأوضح وجهة نظرى للمشاهد ولمقدم البرنامج.. المهم تعالوا نعرف كيف تناول جابر مقالى: لقد اعتبر القرموطى ان المقال بداية لتأليه السيسى.. وأنا أسأله وهل كان عمر بن عبدالعزيز إلها ياجابر.. ألم يكن الرجل حاكماً يخطئ ويصيب .. أليست دراسة التاريخ واجبة علينا حتي نتأسى به ونقلد إنجازاتهم، ونبتعد عن أخطائهم ، والقرآن الكريم حافل بقصص العظماء من الحكام، وايضا بالسفاحين منهم .. فعندما نقارن بين حاكم صالح وحاكم فاسد..او بين حاكم صالح.. وحاكم يبدو الصلاح فى أعماله هل يكون ذلك من قبيل النفاق المذموم.. ام يكون ذلك بمثابة الشد علي يده ليواصل انجازه ، ويدرك ان شعبه يقدر اعماله؟! هل المطلوب منا ان نسب حكامنا ، وان نهيل التراب على كل انجازاتهم حتى نصبح أبطالا فى نظر فضائياتنا ..ونعجب مذيعيها؟! اما تشبيه مقالى ب «الخزعبلات» التى كانت تتردد على منصة رابعة حول «حمامات» مرسى وسيدنا جبريل ..فهذا تشبيه مهين و ظالم من القرموطى ..ولعل معزتى له تمنعنى من الرد عليه بما يليق بهذا التشبيه ..الذى لايليق إلابمرسى وعصابته.. وأرجو ان يعتذر عنه القرموطى ..بما هو معروف عنه من طيبة وشهامة.. أخيرا ألا تشعرون معى ان السيسى كان معه حق فى شعوره ناحية الاعلام ..والذى يحتفى بكل هجوم عليه،ويشكك فى كل عمل يقدم عليه..وفى نفس الوقت يرهب أى أحد ينحاز له أو يشيد بانجازاته..ويعتبرون الإشادة بمجهودات الرجل من قبيل النفاق المذموم!! سامحك الله ياجابر..وأرجو ألا نسيء الظن ببعضنا البعض بعد الآن .. وتحيا مصر.