"كدا بردو يا سونه يا خاين متسألش فيَّا؟ أحبك .. أعبدك .. أموت فى هواك .. هستناك يا حبيبى .. هستناك العمر كله". بهذه الكلمات العاطفية المثيرة التى امتزجت بالقبلات الحارة، استطاع "حسين" (عمر الشريف) الشاب الخجول المرتبك الغارق الذى يحب ابنة عمه "سميحة" (سعاد حسنى) أن يوقعها فى غرامه، وذلك بعد إقناعها بشائعة أنه على علاقة عاطفية بهند رستم المملثة الشهيرة، بعدما كانت لا تعيره أى اهتمام، وتحب ابن خالتها "لوسى" الشاب الذى يجيد الرقص والغناء. "قطة السينما المتوحشة"، و"ملكة الشائعات" كما أسماها مصطفى أمين، والتى ولدت فى 12 نوفمبر 1931 ، بحى محرم بك بالإسكندرية، لأب من عائلة تركية مصرية كان يعمل ضابطا فى الشرطة، وتوفيت 8 أغسطس 2011 إثر أزمة قلبية حادة. قدمت "هند رستم" على مدار حياتها الفنية، أكثر من 74 فيلمًا سينمائيًا، وظهرت فى أول أعمالها فى فى مشهد واحد فى فيلم "غزل البنات" لمدة دقيقتين ك"كومبارس" راكبة حصانًا خلف ليلى مراد أثناء أغنية "اتمخطرى يا خيل"، ثم قدمت بعد ذلك عددًا آخر من الأدوار الصغيرة حتى التقت بالمخرج حسن رضا الذى تزوجها فيما بعد لتبدأ معه رحلة النجومية فى السينما، حتى عام 1979 حينما قدمت آخر أعمالها خلال فيلم "حياتى عذاب" الذى قررت بعده اعتزال الفن نهائيًا. اشتهرت هند بأدوار الإغراء فى السينما المصرية فى خمسينيات القرن العشرين، وعرفت بألقاب عدة منها "ملكة الإغراء" و"مارلين مونرو الشرق" لشبهها الظاهر بالممثلة مارلين مونرو، سواء فى ملامحها بشعرها الأشقر المعروف، أو فى نوعية الأدوار التى تقدمها. وتحكى "هند رستم" عن بداية حياتها الفنية فتقول: "برغم طبيعة عمل والدى ومنصبه ومكانته إلا أنه كان عاشقًا للفن، وصاحب فكر متفتح جدًا، ولهذا لم يكن له موقف معارض بقوة من عملى، فكان يقبل المناقشة ويتحاور معى ويستجيب إذا نجحت فى إقناعه". وقالت هند أن الصدفة لعبت دورًا كبير فى دخولها عالم الفن، حيث ذهبت فى إحدى المرات لتساند صديقة لها كانت تعشق الفن مثلها إلى أحد مكاتب السينما ليتم اختبارها، وفى هذه الأثناء ظهر مخرج الفيلم محمد عبد الجواد ومساعده عزالدين ذوالفقار، اللذان تفقدا الوجوه الجالسة، ووجدت هند أن عز الدين ذو الفقار ينظر لها دون كل الموجودات، وينادينى ليسألنى: هل أنت أجنبية؟ نظرًا لملامحى التى تميل للغربية. وتضيف "مارلين مونرو الشرق": اندهش ذو الفقار حينما وجدنى أتحدث العربية بطلاقة، وكنت جريئة فى الرد عليه، وأضحك دون أن أهاب الموقف، ولماذا أهابه وأنا لا أسعى لشيء؟ فأخذنى من يدى للمكتب، ووجدتنى أمام حسين حلمى المهندس، إضافة لمحمد عبد الجواد مخرج الفيلم، وقاموا جميعًا بإجراء اختبار لى، ولم أشعر بأى رهبة، وفجأة صرخ المهندس قائلاً "هى دى"، وعرضوا علىَّ العمل بالفيلم فى مشهدين فقط؛ فوافقت على الفور، وخرج عز الدين ذو الفقار ليطلب من كل الموجودات الانصراف فورًا. تدريجيًا، انتقلت "هند رستم" من دائرة كومبارس إلى دائرة "أنصاف النجوم"، وليس النجوم، وحدث هذا على يد المخرج حسن رضا الذى وقف إلى جانبها وساندنها بقوة حينما أسند لها دورًا كبيرًا يعد بمنزلة البطولة الثانية فى فيلم "العقل زينة" عام 1950 عن قصة صلاح أبو سيف وبطولة كاميليا، وتقاضت عن هذا الفيلم أكبر أجر تقاضته فى هذه الفترة، وكان 150 جنيهًا. كانت "هند" أول فنانة تطلق على نفسها شائعات لتلفت الأنظار نحوها وتدفع الصحف للكتابة عنها، وجاء هذا الموضوع بثمار جيدة فى بداية مشوارها، حتى أصبحت "ملكة الشائعات"، وكان خبر إصابتها بمرض خطير من أطرف الشائعات التى أطلقتها على نفسها، وكان لها رد فعل كبير لدى الجمهور. وكثيرًا ما كانت تردد أنها ستعتزل الفن عندما تصل لسن الأربعين، وبالفعل اعتزلت مرة عام 1975، لكنها سرعان ما عادت حتى عام 1979 لتقف إلى جانب المطرب الراحل عماد عبد الحليم وهو فى بداياته، بعدها قررت الاعتزال النهائى. وقدمت هند رستم أكثرمن 75 فيلمًا، من أشهرها باب الحديد، بين السماء والأرض، ابن حميدو، لا أنام، رد قلبى، سيد درويش، كلمة شرف، الرخوج من الجنة، بابا أمين، الراهبة، ملكة الليل، وحصلت على جوائز وشهادات تقدير عديدة، كان أبرزها الشهادة التى حصلت عليها عن دورها فى فيلم "نساء فى حياتى" إخراج فطين عبدالوهاب عام 1957 من مهرجان فيينا، وجائزة النقاد المصريين عن دورها فى فيلم "الجبان والحب" مع حسن يوسف.