نقلا عن زميلنا أحمد بكير في تحقيقه الذي كتبه في عدد الخميس الأسبوع الماضي بعنوان «حقيقة مرض مبارك». استوقفني جزء من الموضوع الذي استهلك صفحة كاملة، وهو الجزء الخاص بالتقريرين اللذين رفعتهما لجنة طبية متخصصة في أمراض عدة للسيد النائب العام د. عبدالمجيد محمود عن إمكانية نقل المريض المحبوس محمد حسني مبارك من مستشفي شرم الشيخ حيث استقر بعد خلعه ومعه حرمه، إلي مستشفي سجن مزرعة طرة وعدم إمكانية ذلك حفاظا علي حالة الرئيس المخلوع، وما استوقفني في هذا الجزء أن مراجعة اللجنة لسجن المزرعة في طرة ومستشفاه أولا أن هذا المستشفي يخص جميع سجون طرة، أي أنه يقوم علي خدمة أي مريض من نزلاء هذه السجون، فبان للجنة وأساتذتها الكبار أنه مستشفي لا يصلح لاستقبال مبارك بحالته المرضية!، وأن المستشفي يفتقد مقومات من المفترض أن تكون في هذا المستشفي!، وقد انكشف الغطاء فيما ذكرته اللجنة عن حالة التردي التي عليها هذا المستشفي الذي لا يصلح بأحواله لاستقبال أي مريض من نزلاء هذه السجون إذا ما داهمته نوبة مرض - أو بات عليه أن يعالج علاجا منتظما - في المستشفي المذكور!، فما البال بهذا المريض «الخاص» الذي يتعذر نقله إلي هذا المستشفي الذي لا يصلح!، فتقول اللجنة في تقريريها «مثلا» إن غرفة العناية المركزية صغيرة ولا تتسع لأكثر من سريرين لا يوجد فراغ بينهما، والكهرباء مقطوعة وهي كثيرة الأعطال كما أكد الطبيب المسئول عن المستشفي، ورأت اللجنة أن غرفة العناية المركزة خالية من المقومات الأساسية بالرعاية مثل شبكة الغازات والشفط المركزي ولا يوجد بها تكييف هواء، ولا وحدة تنفس صناعي، ولا مضخة، محاليل، ولا يوجد إمكانية لتركيب جهاز منظم مؤقت لضربات القلب، والمعمل غير مؤهل لإجراء التحاليل الروتينية اليومية، ورأت اللجنة أن المستشفي بوصفه الحالي غير مؤهل لاستقبال المرضي أصحاب الحالات الحرجة، والصيدلية خالية من أدوية منشطة لعضلات القلب، والأدوية المنظمة لضربات القلب»!!، والأطباء المكلفون بأداء الخدمة الطبية غير مؤهلين، ولا توجد ممرضات متخصصات للرعاية المركزة، ولا يوجد طبيب متخصص في أمراض القلب أو الحالات الحرجة»! ولم أنقل كل هذا من التقرير إلا لإقامة الدليل - وزيارة اللجنة كانت في شهر مايو 2011. علي مدي فساد وخراب الذمم التي كان أصحابها عليه من الكبار في وزارة داخلية حبيب العادلي - قبل ثورة 25 يناير - عندما كانوا يحترفون الكذب في الصحف والبرامج التليفزيونية لإدخال الغش علي المواطن المصري والرأي العام، عندما يرد هؤلاء علي شكوي مثارة من أهل سجين في مزرعة وكل سجون طرة، يعاني من أمراض معظمها يحتاج إلي علاج منتظم حيث أحواله حرجة وتداهمه أزمات خطيرة علي حياته!، فكان الغشاشون والفسدة من رجالات الداخلية التي ذهبت يذكرون - كذبا - أن المريض في هذه السجون يلقي رعاية وعلاجا علي أرقي مستوي!، في المستشفي الذي وصفه أطباء - ما بعد 25 يناير - بهذه الأوصاف المزرية عند زيارته حيث هو لا يصلح لعلاج مبارك ولا غيره!، مما يؤكد أن الداخلية «السابقة» كانت مشغولة فقط بنهب ميزانياتها في جيوبهم!، وليذهب مستشفي طرة بضحاياه إلي الجحيم!