حذرت السلطات الليبية أمس من تفاقم أزمة المصريين الفارين من الأراضي اللليبية الى تونس، مع تزايد أعدادهم بصورة كبيرة وعدم كفاية رحلات الطيران المخصصة لنقلهم من مطار جربا في تونس الى مصر. وتواصل السلطات المصرية ارسال رحلات طائرات خاصة لمواجهة هذه الأزمة. وناشدت وزارة الداخلية الليبية، الحكومة المصرية بتكثيف رحلات الطيران إلى منفذ رأس الجدير الحدودي بين ليبيا وتونس، لإجلاء آلاف المصريين العالقين على المنفذ في انتظار عودتهم إلى القاهرة بعد تصاعد الاشتباكات بالعاصمة طرابلس. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الليبية رامي كعال- في تصريح أمس، لوكالة أنباء الشرق الأوسط -» إن أعداد المصريين تتزايد يوميًا عند المنفذ ورحلات الطيران غير كافية لاستيعاب الجميع، مشيرًا إلى أن المنفذ غير مؤهل لاستقبال هذه الأعداد ما قد يؤدي إلى العديد من المشاكل والصعوبات. ونفى «كعال» الأنباء المتداولة على المواقع الإخبارية حول مقتل 7 مصريين على الحدود الليبية التونسية بمنفذ رأس الجدير، مشيرًا إلى أن هذه الأخبار عارية تمامًا من الصحة، داعيًا وسائل الإعلام إلى التأكد من مصداقية الخبر في هذا الوقت العصيب التي تمر به البلاد، وأوضح أن قوات الأمن الليبية أطلقت النار في الهواء جراء محاولة إقتحام المنفذ، ما أدى إلى إصابة شخصين مصريين وحالتهما مستقرة الآن. وأضاف أن عددًا من العالقين عند المنفذ حاولوا مرة أخرى اقتحام المنفذ الليلة قبل الماضية ما أدى إلي إصابة رجل أمن تونسي، وصدور قرار من السلطات التونسية بإغلاق منفذ رأس جدير مؤقتًا من أجل تنظيم إجراءات الدخول لأراضيها. وفي القاهرة .. قال سامح شكري، وزير الخارجية، إن اللجنة الوطنية المعنية بمتابعة أوضاع المصريين في ليبيا- والتي وجه رئيس الوزراء بتشكيلها وتضم ممثلين عن وزارات الخارجية والدفاع والداخلية والنقل والطيران المدني والصحة- في حالة انعقاد دائم. ولفت إلى أنه يجري التواصل بين أعضاء اللجنة لمتابعة تطورات أوضاع المصريين في ليبيا بشكل عام وأوضاع المصريين المتواجدين على الحدود الليبية التونسية بشكل خاص أولاً بأول لتسهيل إجراءات عودة المصريين الراغبين في العودة إلي أرض الوطن. أضاف وزير الخارجية، في تصريح صحفي أمس السبت، أن اللجنة قامت بالفعل بإعداد تقدير موقف للأوضاع علي الأرض في ليبيا ، خاصة علي جانبي الحدود الليبية التونسية وطرح الحلول والبدائل المناسبة للتعامل مع الموقف. وأوضح أنه تمت زيادة عدد أفراد الطاقم القنصلي المتواجد على الجانب التونسي من الحدود، كما تمت موافاة السلطات التونسية بقائمة تضم بيانات الطائرات التي سيتم إرسالها تباعًا إلى مطار جربا لتسهيل سفر المصريين الراغبين في العودة إلي مصر حتى يتسنى الحصول على التصاريح اللازمة لها. وأوضح شكري أنه وجه سفير مصر في ليبيا بالتحرك فورًا للتواجد علي الحدود بين ليبيا وتونس لتنسيق عمل الطاقم القنصلي بحيث يتولي إجراء الاتصالات اللازمة مع السلطات الليبية ومع العشائر لتوفير التأمين اللازم للمصريين المتواجدين علي الجانب الليبي من الحدود مع تونس وسبل الإعاشة لهم. كما وجه الوزير شكري سفير مصر في تونس بالتوجه على الفور إلى منفذ رأس جدير للاطمئنان على أوضاع المصريين الموجودين على الجانب التونسي من المنفذ والتنسيق مع السلطات التونسية لسرعة إنهاء إجراءات عودتهم إلى مصر والاطمئنان علي انتظام الحركة ونقل المواطنين من المنفذ إلي مطار جربا، علي أن يعود بعد ذلك إلى العاصمة تونس لمتابعة الاتصالات مع السلطات التونسية لإتمام التنسيق المطلوب في هذا الشأن. وأكد وزير الخارجية أنه يتم التنسيق حاليًا في إطار اللجنة وبالتعاون مع السلطات الليبية والتونسية لسرعة إرسال مساعدات طبية وغذائية عاجلة إلى الحدود الليبية التونسية من خلال الجهات المعنية والهلال الأحمر المصري لإعاشة المصريين المتواجدين هناك لحين إنهاء إجراءات عودتهم إلى أرض الوطن، ودون تحميل المواطن أية أعباء مالية.