شهدت صالة الوصول بمبني الركاب رقم (3) بمطار القاهرة الدولي اليوم الجمعة، مأساة الفارين من ليبيا وقصصهم التي لا تنتهي والتي تحتوي علي كم كبير من الظلم والخسائر المتتالية لهم أثناء فرارهم من ليبيا إلي الحدود التونسية لإعادتهم مرة ثانية إلي القاهرة. أغلب العائدون من طبقة العمال والمزاعين البسيطة التي حتي لا تجيد القراءة والكتابة. فقد وصلت المطار اليوم رحلة مصر للطيران رقم 3005 والقادمة من مطار “جربا” التونسي وعلى متنها 311 راكباً مصرياً من العائدين من ليبيا وذلك بعد الرحلة الأولي التى وصلت أمس وتقل 319 مصريا فى إطار الجسر الجوي الذي تنظمه مصر للطيران لإعادة المصريين العامليين فى ليبيا من على الحدود التونسية. بدأ أبوالحسن محمد صلاح عامل يتمل فى طرابلس كلامه “إن أموالنا سرقت منا وقضينا أسوء أيامنا على الحدود الليبية التونسية ومنذ 5 أيام ونحن لا نجد الماء ولا الطعام، مشيرا إلى أن المصريين هناك يعانون أشد المعاناة. وقال مؤمن صابر من محافظة سوهاج إن المصريين هناك يفتقدون الحياة الكريمة وينامون على الأرض ولا يجدوا الطعام وأن طريقة المعاملة سيئة جدا ويتم التعامل معنا بالأسلحة والضرب، مشيرا إلى أن هناك إصابات كثيرة حدثت بينهم. بينما اشتكى محمد عاطف من محافظة أسيوط من سوء المعاملة من قبل الليبين وكيف استولوا على متعلقاتهم مقابل توصيلهم إلى معبر “رأس جدير” وكيف عانوا من الاعتداء والإهانة من قبلهم. وأكد علي هذا الكلام البصيلي محمد السيد عامل من محافظة سوهاج وقال إن السلطات الليبية تعاملهم معاملة سيئة ومنعت عنهم الطعام والماء وكانت توزع علي ال 10 أشخاص زجاجة مياه واحدة، وطالب بضرورة إرسال العديد من الطائرات لنقل المصريين العالقين هناك مؤكدا أنه يوجد قرابة ال 10 آلاف مصري علي الحدود الليبية التونسية يريدون العودة . ومن جانبه أعرب خالد سالم عامل من محافظة أسيوط أنهم تعرضوا للضرب من المليشيات الليبية التي كانت تهاجمهم بمساكنهم وتسلبهم كل ما يملكون من أموال وهواتف محمولة وأجهزة كهربائية لافتا إلي أنهم عادوا للقاهرة بدون أموالهم أو حقائبهم التي استولت عليها المليشيات هناك. وأوضح “سالم” أنه عالق هو واثنين من أبناء عمومته علي الحدود الليبية التونسية منذ قرابة ال 4 أيام وأنهم مر علي تواجدهم بليبيا قرابة 3 شهور فقط لافتا إلي أنهم لم يستطيعوا خلال الشهور الثلاثة جمع تكلفة سفرهم التي تقدر بال 12 ألف جنيه نظرا للأحداث والاشتباكات اليومية الدائرة هناك وأنه منذ قرابة الشهر والنصف لم يخرج إلي العمل خوفا علي حياته هو وأبناء عمومته. بينما ناشد أحمد مرعي المسئولين بسرعة التدخل لإعاده باقي المصريين من الأراضي الليبية خاصة وأن الدولة أصبحت كالجحيم -على حد قولهم، وأوضح مرعي أن كل مصرى دفع 70 دينارا ليبيا للخروج من “رأس جدير” و30 دينارا مقابل دخول “جربا” ولم يتبق لديهم أية أموال وأن أهاليهم بانتظارهم خارج المطار لنقلهم إلى منازلهم.